سوء التغذية يتزايد .. غياب الاستثمار في أنظمة غذائية مستدامة يكلف العالم 12 تريليون دولار

سوء التغذية يتزايد .. غياب الاستثمار في أنظمة غذائية مستدامة يكلف العالم 12 تريليون دولار
أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته الافتتاحية.

قال الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد": إن عدم التحرك للاستثمار في أنظمة غذائية أكثر إنتاجية واستدامة في كل أنحاء العالم يكلف 12 تريليون دولار سنويا.
وافتتحت الأمم المتحدة قمة تستمر ثلاثة أيام في روما أمس، بهدف معالجة نظام الغذاء في العالم الذي يعاني قصورا، بينما يتزايد عدد من يعانون الجوع والمجاعة.
وبحسب "الفرنسية"، تعقد القمة لتتناول النظم الغذائية وتهدف إلى تخصيص مبالغ إضافية للاستثمار في أنظمة غذائية أكثر إنتاجية واستدامة في كل أنحاء العالم.
ويشارك في القمة التي تستمر حتى الغد ممثلون عن وكالات الأغذية الثلاث التابعة للأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقرا لها، وهي منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى قادة دول وممثلين عن حكومات ومندوبين.
ولفتت منظمة الأغذية والزراعة إلى الحاجة إلى "تحول جذري في طريقة إنتاج الغذاء، ومعالجته، وتسويقه، واستهلاكه" لإطعام سكان العالم، بينما تشهد أعدادهم تزايدا.
ودعا أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته الافتتاحية، إلى تخصيص 500 مليار دولار سنويا على الأقل لمساعدة البلدان النامية على القيام باستثمارات طويلة الأجل لنظم غذائية أفضل.
ولفت الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، إلى أن "عدم التحرك يكلف" 12 تريليون دولار سنويا، فيما تبلغ عائدات الصناعات الغذائية عشرة تريليونات دولار سنويا وتخصص الدول الغنية 700 مليار دولار لدعم مزارعيها.
ويعقد اجتماع روما قبل قمة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) بشأن أهداف التنمية المستدامة. ورأى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أن اجتماع روما سيتيح للبلدان بحث التقدم المحرز في مجال الوفاء بالالتزامات السابقة، مع تحديد الاخفاقات. ويعد جعل النظم الغذائية أكثر استدامة مهمة معقدة تشمل قطاعات متعددة.
وقالت نادين جبوسا مديرة القمة للصحافيين: إن التقدم سيتطلب تنسيقا ومزيدا من التمويل. وحذرت من أن "عدم تمويل هذا الانتقال، سيكون بمنزلة حكم بالإعدام لكوكب الأرض"، مضيفة أن القطاع الخاص يؤدي أيضا دورا رئيسا. وقالت "فاتورة سوء التغذية على الصحة العامة من الأعلى في العالم".
عانى 122 مليون شخص إضافيين الجوع المزمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية وفقا للأمم المتحدة، ما يشير إلى فشل الجهود العالمية للحد من الجوع.
وزاد من صعوبة الوضع تعليق روسيا منذ أسبوع العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته الافتتاحية "في عالم تسوده الوفرة، من المشين أن تستمر معاناة أشخاص من الجوع والموت جوعا".
ودعا روسيا إلى العودة إلى اتفاق الحبوب مع أوكرانيا لأن انسحابها أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية "وهو عامل مدمر خصوصا للدول الأكثر ضعفا التي تكافح لإطعام شعوبها". وقال "كلما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، تراجعت آمال الدول النامية".
وأضاف "أنظمة الغذاء العالمية تعاني قصورا، ويدفع مليارات الأشخاص الثمن". وأشار إلى أن أكثر من 780 مليون شخص يعانون الجوع في كل أنحاء العالم، في حين يهدر نحو ثلث كمية الطعام في العالم أو يتلف.
وأضاف أنه بينما يعاني 462 مليون شخص نقص الوزن، يعاني أكثر من ملياري شخص زيادة الوزن أو السمنة. وفي سياق متصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن موسكو ستعوض الحبوب الأوكرانية الموردة إلى إفريقيا، في أعقاب إعلان الكرملين انتهاء العمل باتفاقية لتصدير هذه الحبوب.
وفي مقال نشره موقع الكرملين الإلكتروني بعنوان "روسيا وإفريقيا: توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم ومستقبل مزدهر"، كتب بوتين "أريد أن أطمئن أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية على أساس تجاري أو مجاني، خصوصا أننا نتوقع مجددا محصولا قياسيا هذا العام".
ومن المقرر أن تفتتح القمة الروسية - الإفريقية، الخميس، في مدينة سانت بطرسبرج الروسية. وأضاف بوتين "رغم العقوبات، ستواصل روسيا جهودها الحثيثة لضمان توزيع الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة وغيرها من السلع إلى إفريقيا.. سيتم توسيع شبكة السفارات الروسية والبعثات التجارية في إفريقيا".

سمات

الأكثر قراءة