الأسهم ودعم برنت والمصارف
ارتفع المؤشر العام للسوق السعودية إلى مستويات 11900 نقطة، بدعم من نتائج قطاع البنوك والمصارف، حيث أعلنت حتى الآن سبعة بنوك من أصل عشرة، نتائجها للربع الثاني، محققة أرباحا كانت هي الأعلى مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، باستثناء مصرف الراجحي الذي تراجعت أرباحه خلال الربع الحالي بنسبة 2.5 في المائة مقارنة بالربع المماثل من 2022، وهي قريبة للتوقعات. وتحرك القطاع بنسبة تزيد على 7 في المائة منذ مطلع الشهر الجاري، مرتفعا بنحو 800 نقطة من مستويات 11200 وصولا إلى 12000، مستبقا بذلك نتائجه الإيجابية التي جاءت معظمها بأفضل من التوقعات، ما منح الدعم للمؤشر العام للسوق، ليرتفع هو الآخر بنسبة تزيد على 3 في المائة منذ بداية الشهر الجاري.
وحظيت السوق بدعم من أسعار النفط، حيث ارتفع خام برنت خلال أربعة أيام فقط ما يزيد على 6 في المائة متجاوزا منطقة المقاومة عند 82 دولارا للبرميل ومقتربا من سعر 84 دولارا. وبذلك يكون برنت قد عزز من منطقة الدعم عند 78 مستهدفا منطقة 87 دولارا للبرميل التي تطرقنا إليها في مقال سابق. لكن هذا الارتفاع السريع ربما يحتاج إلى بعض التهدئة وعمليات جني الأرباح لمنطقة 80 دولارا، كعمليات تراجع طبيعية بعد وصوله إلى منطقة 84 التي لم يلامسها منذ أكثر من أربعة أشهر، وتحديدا منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي.
هذا الدعم الذي تلقاه المؤشر العام للسوق من نتائج القطاع البنكي وارتفاع أسعار النفط عزز عودة السيولة للسوق التي شهدت تراجعا مطلع الأسبوع الجاري، حيث انخفضت السيولة، الأحد الماضي، إلى مستويات أقل من أربعة مليارات و300 مليون ريال. وهي مستويات لم تصل إليها السوق منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي. وعادت السيولة في اليومين التاليين لتتجاوز مستويات ستة مليارات ريال، كذلك من المتوقع أن يقدم قطاع الاتصالات بعض الدعم للسوق خلال الفترة المقبلة، حيث تشير التوقعات إلى تحقيق القطاع نتائج إيجابية للربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، لا سيما أن الربع الثاني قد وافق موسم الحج والعمرة الذي عادة ما يكون له انعكاس إيجابي على نتائج شركات القطاع بسبب زيادة أعداد المستهلكين والعملاء، وبالتالي فأي عمليات جني أرباح على قطاع المصارف وأسعار النفط، سيجد المؤشر العام للسوق الدعم من نتائج قطاع الاتصالات وحركته المتوقعة.
من جهة أخرى، جاءت نتائج شركات قطاع البتروكيماويات التي أعلنت حتى الآن نتائجها للربع الثاني، متراجعة بشكل كبير متأثرة بانخفاض أسعار النفط وتراجع الطلب، وهي متوافقة إلى حد كبير مع معظم التوقعات، وبالتالي سيكون لذلك انعكاس سلبي على إعلان شركة سابك التي تعد الأم والقائد للقطاع، فمن الطبيعي أن تعلن "سابك" تراجع أرباحها هذا الربع مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي 2022، ويشير معظم التوقعات إلى تراجع أرباحها بما يزيد على 80 في المائة.
ختاما، يحظى المؤشر العام بتناوب القطاعات في الارتفاع بين البنوك والمصارف من جهة وبين قطاع الاتصالات من جهة أخرى، كما يستمر خام برنت في تعزيز هذا الارتفاع، حيث وصلت السوق إلى مستويات لم تزرها منذ تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي.