ضيافة الطريق
عاد أبنائي إلى الرياض برا عبر طريق "الرين" الذي يختصر المسافة بين عسير والرياض بما يقارب 200 كيلومتر. أغلب المسافرين لا يزالون معتمدين على طريق وادي الدواسر الذي يمر بعدد من المحافظات ويعد طريقا سريعا بحق من بدايته في الرياض إلى عسير، وتوجد فيه خدمات متكاملة.
البحث عن أقصر الطرق هو هدف أغلب المسافرين الشباب، وذلك لتوفير الوقت أما من يسافرون بعائلاتهم فليس لديهم ما يمنع أن يتحملوا طول المسافة مقابل المزايا الأخرى ومن أهمها توافر الخدمات والحياة المنتشرة على طول الطريق.
حديثي اليوم هو استرجاع لحال سابقة شاهدت نقاشها قبل أعوام عندما قرر أحد السكان ممن يمر الطريق السريع بمحافظته أن يتبرع بإنشاء استراحة للمسافرين، تتوافر فيها وسائل الراحة وعدد من الخدمات والمواد الغذائية والمياه التي تقدم دون مقابل. احتفل الجميع عند ذاك بهذا السلوك الذي يؤصل عادات المملكة وتقاليدها المتوارثة من إكرام الضيف وإعانة المحتاج وهم على الطريق كثر.
امتدح أبنائي أمرا مماثلا قام به أهالي الرين على طول الطريق، حيث أوجدوا أكثر من استراحة مماثلة ووفروا فيها الخدمات والغذاء. لعل الحاجة في طريق الرين أكبر بحكم حداثة الطريق وعدم توافر العدد الكافي من محطات الخدمات.
لا أعلم ما الشروط التي توضع على الشركات التي يسمح لها بإنشاء وإدارة المحطات على الطرق خارج المدن، وهل هناك إلزام للشركة بأن توجد في مواقع أقل جاذبية من ناحية الاستثمارية أم أن لها الحق في اختيار المناطق التي تعمل فيها.
إن عدم وجود محطات الخدمات في بعض الطرق النائية يستدعي مراجعة من قبل الجهات ذات العلاقة حيث نوفر للمسافر حدا معينا من الخدمات في كل الطرق المنتشرة في المملكة. هذا يستدعي تنظيما معينا تبنى على أساسه معايير التصريح لفتح محطات الوقود وخدماتها على الطرق حيث تحدد نسبة معينة من عدد المحطات المصرح للمستثمر بإنشائها على الطرق الأقل حركة، مع إيجاد حوافز أخرى لمثل هذه المواقع وتسهيلات قانونية وتنظيمية ترفع جاذبية الاستثمار في هذه المواقع.
إيجاد عناصر تحفيز أخرى كالقروض الميسرة لسكان هذه المواقع النائية وتسهيلات تحفز الاستثمار في مجال الخدمات على الطرق، سيساعد دون شك على إحياء هذه الطرق والاستفادة الأكمل منها.