حان وقت "باربي" .. العصر الذهبي لعدم فعل أي شيء

حان وقت "باربي" .. العصر الذهبي لعدم فعل أي شيء

لقد حان العصر الذهبي لعدم القيام بأي شيء للمستثمرين، في الوقت المناسب تماما لفصل الصيف.
فغالبا ما يجد مديرو الصناديق أن الهروب في آب (أغسطس) إلى الشاطئ (في نصف الكرة الشمالي على الأقل) مشوب بقليل من قلق الانفصال، بعيدا عن محطات البيانات ورسائل البريد الإلكتروني وجداول البيانات.
كان هذا دائما في غير محله، في رأيي.
على أي حال، الخبر السار هو أنه لا داعي للقلق بشأنه الآن، لأن المستثمرين من جميع الأنواع لديهم فرصة غير عادية للراحة والاسترخاء.
والسبب في ذلك هو نهاية عصر تينا وهو اختصار يعني (لا يوجد أي بديل). ففي فترة طويلة من أسعار الفائدة المتدنية للغاية بعد الأزمة المالية الكبرى، كان الشعار هو أنه لا يوجد بديل للأسهم والاستثمارات الأخرى الأكثر خطورة - الأصول الخاصة وما شابهها، حتى العملات المشفرة لمن لديهم الجرأة - بالنظر إلى العوائد القليلة بشكل مؤلم أو حتى العوائد السلبية التي كانت متاحة على السندات.
قال جريج بيترز، الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في شركة بي جي أي إم فيكسد إنكوم: "لقد أجبر المستثمرون على دخول أسواق ما كان عليهم أن يكونوا فيها. لم تكن موطنهم المفضل".
مع ذلك، فقد أدى تفشي التضخم الحاد والارتفاع السريع في أسعار الفائدة حول العالم إلى إلغاء مقولة "لا يوجد أي بديل". فعادة ما يكون النظام البيئي للمحللين والنقاد في الأسواق المالية سريعا في إنتاج اختصار جديد، لكنه كان بطيئا في القيام بذلك هذه المرة، وربما كان انعكاسا للإحجام عن الاعتقاد بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة بالفعل فترة طويلة.
فمنذ عام مضى، حاولت أن اخترع اختصار لسندات الاختيار - شراء الأوراق النقدية العادية وسندات الدين، لكن مع الأسف، فشل هذا. ممل جدا. لكن تحققت خطوة للأمام على يد كيفن جوردون، وهو محلل في شركة تشارلز شواب في نيويورك أرسل بريدا إلكترونيا ليقترح اختصارا جديدا وهو "باربرا"– يعني (السندات تعود حقا وجذابة حقا). ولمواكبة روح العصر يمكنك حتى أن تتلاعب بالألفاظ إلى "باربي" السندات تعود بشكل جدي.
لدى هذا الاختصار فرصة للالتصاق في الذهن. حيث يمكننا أن نحلم. وفي عالم مثالي، سنرى بيتر أوبنهايمر، كبير استراتيجيي الأسهم في بنك جولدمان ساكس، يتحدث عن الأمر، ويصطدم بالثقافة الشعبية / الميمات الكثيرة الذكية للأسواق.
على أي حال، الآن بعد أن حصل عصر باربي على تاج عصر تينا، أصبح لدى المستثمرين بديل جيد للمغامرة برهانات أكثر خطورة: عدم القيام بأي شيء.
فلطالما نظر المستثمرون المحترفون نظرة دونية إلى أي شخص يشتري السندات ويراقب مدفوعات الفائدة المنتظمة - "نزع الكوبون" في لغة السوق.
إنها ليست استراتيجية فخمة، لكن عندما تحقق السندات الحكومية الأمريكية لمدة عامين عائدا يقارب 5 في المائة وعائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام يقارب 4 في المائة، من يهتم؟ فقد قال أحد مستشاري الثروة الخاصة: "قبل عامين، لم يكن الحصول على عائد بنسبة 5 في المائة سهلا. الآن تحصل على ذلك نقدا. والعملاء أسعد، لأن الخيار الافتراضي المتمثل في عدم القيام بأي شيء جذاب".
بالطبع، يؤدي التضخم إلى تآكل العوائد هنا. لا يمكننا الحصول على أشياء جميلة ببساطة. ومع ذلك، فإن الفن الراقي المتمثل في عدم القيام بأي شيء له عدد من التطبيقات المفيدة في الأسواق في الوقت الحالي.
ففي بودكاست حديث، تحدث جيمس آيتكن، الذي يقدم المشورة لكبار المستثمرين بشأن الاستراتيجيات، عن هذا بالضبط. حيث قال: "لأول مرة منذ 25 عاما تقريبا، نتقاضى رواتب مقابل عدم وجود رأي لدينا".
وتابع: "إذا كانت أسعار الفائدة صفرا، فينبغي أن يكون لدينا وجهة نظر طوال الوقت، لأن أي قرار بالتخلي عن الأصول الخطرة هو قرار مهني إذا لم يتم الدفع لك مقابل الانتظار. لقد انقلب ذلك رأسا على عقب. فإذا كان بإمكانك الحصول على أفضل جزء من 5 أو 6 في المائة من أذونات الخزانة الأمريكية، فلن تحتاج إلى أن يكون لديك رأي في هذه الأشياء. فيدفع لك مقابل الانتظار".
يدرك المستثمرون المحترفون دائما مخاطر الإفراط في التداول. فمن المهم أن تدرك وتقبل عندما تكون مخطئا وأن تتخلى عن المواقف أو الآراء في الأسواق التي لا تنجح. وقد يستفيد بعض المستثمرين في المدى الطويل الذين رفضوا قبول الانتعاش الطويل هذا العام في الأسهم المحفوفة بالأخطار من التذكير بذلك. لكن قلب وجهات النظر في كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي إلى الخطأ مرتين وإلى زيادة رسوم التداول التي تأكل العوائد.
هوارد ماركس، الشريك المؤسس الأسطوري لشركة أوكتري كابيتال مانجمينت قدم أيضا الحجة أخيرا لإصدار تصريحات كبيرة حول اتجاه السوق بشكل نادر فقط.
قال: "من حين لآخر - مرة أو مرتين في العقد، ربما تتجه الأسواق إلى الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد لدرجة أن الحجة الداعية إلى اتخاذ إجراء مقنعة. ماذا لو حاولت إجراء 50 خيار شراء في السوق خلال 50 عاما (...) أم 500؟ أحد المفاتيح الرئيسة هي تجنب إجراء خيارات شراء كلية في المدى الطويل في كثير من الأحيان. اختر الوقت المناسب (...) في معظم الأوقات ليس لديك ما تخسره عبر الامتناع عن محاولة الدخول والخروج ببراعة من الأسواق: فأنت تشارك فقط في اتجاهاتها طويلة الأجل".
مع رنين تلك الكلمات الحكيمة في أذنيك، ضع نفسك على كرسي وتشمس في مكان ما واسترخ، أو اذهب واجلس في سينما مكيفة وشاهد فيلما جديدا.

سمات

الأكثر قراءة