البديل الأرخص .. الشركات الصينية تدخل حلبة تصنيع العقاقير المعجزة

البديل الأرخص .. الشركات الصينية تدخل حلبة تصنيع العقاقير المعجزة

تعمل شركات الأدوية الصينية على تطوير نسخ محلية من عقاقير خسارة الوزن التي توصف بـ"المعجزة"، حيث تتحدى شركات صنع الأدوية الغربية التي تبيع أدوية مضادة للسمنة في واحدة من أكبر الأسواق في العالم.
تأمل شركات الأدوية الصينية في التنافس مع الأدوية الرائدة التي تنتجها مجموعة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك في الصين، التي تضم أكبر عدد من السكان الذين يعانون زيادة الوزن والسكري في العالم. إذا نجحت، فمن المحتمل أيضا أن تقدم بديلا أرخص في الغرب.
يشكل الجيل الجديد من عقاقير خسارة الوزن جزءا من فئة تسمى ناهضات ببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1 أو "جي إل بي-1". قال محللون إن عقار سيماجلوتيد أو "أوزيمبيك" من "نوفو نورديسك" تهيمن على السوق، لكن عشرات ممن يستخدمون الآلية نفسها يخضعون لتجارب سريرية في الصين.
قال تشن تشين المحلل الصيدلاني في بنك يو بي إس في بكين: "سيكون هناك اندفاع في الإمدادات على أبعد تقدير بحلول 2026".
يواجه عقار ويجوفي من "نوفو نورديسك"، وهو نسخة من عقار أوزيمبيك يتم تسويقه لخسارة الوزن، نقصا في المعروض على مستوى العالم بعد أن تبين أنه يخفض 15 في المائة في المتوسط من وزن جسم المرضى. يتوقع المحللون أن تصل مبيعات سوق عقاقير السكري وخسارة الوزن الجديدة إلى 130-140 مليار دولار حول العالم.
قال مسؤولون صينيون في الصحة إن معالجة مرض السكري والسمنة أولوية قصوى في السياسة، حيث إن شيخوخة السكان في البلد تؤثر سلبا في المستشفيات وأنظمة الرعاية الاجتماعية. يتعايش نحو 89 مليون شخص مع مرض السكري في الصين، أي ما يزيد قليلا على 8 في المائة من السكان، وهو رقم تتوقع مجلة لانسيت أن يصل إلى 108 ملايين بحلول نهاية العقد، أو 10 في المائة من السكان.
وبينما تحاول شركات متعددة الجنسيات كثيرة تنويع المبيعات بعيدا عن الصين، فإن مجموعات الأدوية الغربية بما فيها شركتا موديرنا وأسترازينكا ترسخ مكانها في السوق، حيث تبرم صفقات استثمارية وتنفذ مشاريع مشتركة مع الشركات المحلية للاستفادة من الإمكانات الهائلة التي يوفرها السكان المسنون. تهيمن "نوفو نورديسك" حاليا على السوق الصينية لعقاقير جي إل بي-1 التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، وفقا لمجموعة كلاريفات للتحليل.
وافق المنظمون الصينيون حتى الآن على استخدام عقار نوفو نورديسك لمرض السكري فقط، لكن يمكن للمستخدمين الحصول عليه من الأطباء لخسارة الوزن أو شرائه من السوق السوداء. يتم استخدام المركبات نفسها لعلاج مرض السكري والسمنة.
في الشهر الماضي، أعطت بكين أول موافقة على عقاقير خسارة الوزن "جي إل بي-1"، التي تصنعها شركتا هوادونغ ميديسن وشنغهاي بينيماي فارماسيوتكال الصينيتين.
ويتوقع المحللون أن تحصل "نوفو نورديسك" قريبا على الموافقة في الصين لعقار ويجوفي لخسارة الوزن، الذي لا يتطلب سوى حقنة مرة واحدة في الأسبوع، مقارنة بالجرعة اليومية من دواء "هوادونغ" وثلاث جرعات من دواء "بينيماي".
قالت هيلين تشين، الشريكة الإدارية في شركة إل أي كيه الاستشارية في شنغهاي، إن ما يصل إلى 70 عقارا يجري تجربتها لكن المنافسين المحليين لن "يؤثروا كثيرا" حتى يتم إدراجهم على قائمة المشتريات الحكومية.
وحتى لو استحوذ المنافسون المحليون على حصة أكبر من طلب السوق، لا يزال المحللون يتوقعون نمو إيرادات "نوفو نورديسك".
تتوقع مجموعة كلاريفات أن تنمو مبيعات عقاقير "جي إل بي-1 " في الصين ثمانية أضعاف لتصل إلى 4.2 مليار دولار في 2031، مع بقاء "نوفو نورديسك" الرائدة في السوق.
في الغرب، تواجه "نوفو نورديسك" منافسة من عقار تايرزيباتيد من مجموعة الأدوية الأمريكية إيلي ليلي، والمعروف أيضا باسم مونجارو، الذي يتوقع أن يحصل على الموافقة لاستخدامه لخسارة الوزن قريبا. في المرحلة الثالثة من التجربة، فقد المشاركون ما متوسطه 22.5 في المائة من وزن أجسامهم.
ستتنافس الشركتان أيضا في الصين عندما تقدم "إيلي ليلي" عقار تايرزيباتيد لخسارة الوزن. وقد باعت أيضا حقوق عقار مازوتيد لخسارة الوزن، الذي يخضع حاليا للمرحلة الثالثة من التجربة، لمجموعة إنوفينت للتكنولوجيا الحيوية ومقرها سوجو.
يقدر محللون في جولدمان ساكس أن "إنوفينت" ستشكل 19 في المائة من مبيعات عقاقير جي إل بي-1 في الصين بحلول 2033، نظرا إلى نتائج تجاربها السريرية القوية وإنفاقها على التسويق.
في الوقت نفسه، تتحدى منافسة صينية حريصة على اقتناص جزء من هذه السوق المتنامية براءة اختراع "نوفو نورديسك"، التي من المقرر أن تنتهي في 2026. في العام الماضي، حكمت الإدارة الوطنية للملكية الفكرية في الصين لمصلحة شركة هوادونغ، التي جادلت بأن براءة اختراع "نوفو نورديسك" كانت غير صالحة. وستستأنف المجموعة الدنماركية ضد القرار في محكمة أعلى مستوى.
قال المحللون إن العقاقير الصينية الأرخص ثمنا قد تكون جذابة أيضا لأنظمة الرعاية الصحية المنهكة في الغرب.
قالت إميلي فيلد، المحللة في بنك باركليز، إن أدوية السمنة تعد سوقا "حساسة تجاه السعر". "توقعاتي حول هذا الموضوع هي أنه بمرور الوقت ستتطور إلى خيارات تؤخذ عن طريق الفم والحقن".
أضافت أن الأدوية الأقل فاعلية والأرخص ثمنا يمكن أن تظل جذابة. "بعض المرضى يحتاجون بالتأكيد إلى خسارة 50 في المائة من وزنهم. وبالنسبة إلى البعض، تعد خسارة 15 في المائة نطاقا صحيا".
قال مايكل لوشتن، محلل الأدوية في بنك يو بي إس في لندن، إن خسارة الوزن بنسبة 5-10 في المائة لم يكن سقفا عاليا أمام هذه الشركات. لكنه أضاف أنه لكي تتم الموافقة عليها في الولايات المتحدة، سيتعين على الشركات الصينية إظهار البيانات التي تم جمعها في تجارب خارج الصين، وهي عملية طويلة.

سمات

الأكثر قراءة