دعونا لا نعكر الماء
دعونا لا نعكر الماء
فربما، هناك في أسفل النهر،
حمامةٌ تنهل منه
أو طيرٌ يغسل جناحيه المتعَبين
أو جرةٌ تمتلئ بالماء
دعونا لا نعكر الماء
قد يبلغ هذا الزلال
أقدام شجرة حورٍ
لتغسل أحزان الفؤاد
أو تغمس يد درويش فقير
كسرةً من يابس الخبز
أو تقف على الضفة الرائقة
حسناءٌ يلفها الجمال
دعونا لا نعكر الماء
فالوجه المليح
يحق له.. أن يرى قرينه
أي ماء زلال
أي ماء مريء
وأي صفاءٍ يحملهُ
أولئك الذين في أعاليه
فلتبقَ ينابيعهم.. أبداً دافقات
ولتبق أبقارهم.. مترعات بالحليب
لم أرَ قراهم
لكنني لا أشك
بأن أعتاب أسيجتهم
كانت موطئاً لأقدام
وأن نور البدر
يضيء أعطاف الكلمات.
لا أشك أبداً
بأن الأسوار هناك
في قرى الأعالي.. واطئات
ولو تفتحت زهرةٌ في أكمامها
لكان عندهم.. عنها خبر
أي قريةٍ لا بد أن تكون
فلتطفح شعابُ بساتينها.. بالموسيقى
الناس في أعالي النهر
يفهمون الماء.. لا يخدشون صفاءه..
فلنكن مثلهم
ودعونا.. لا نعكر الماء.