مكاسب الملاعب
عاد الناس إلى منازلهم بعد قضاء إجازة مرت كالبرق، لأن الأوقات الجميلة تنقضي بسرعة، خصوصا حينما تكون في دول ومناطق جديدة ومواقع لم يسبق لك زيارتها، واكتشاف الأماكن مثل اكتشاف الأشخاص تستخدم ذات التكتيكات الاستطلاعية، فتطيل النظر وتركز وتتمعن وتمحص في التفاصيل وتسمع لغة الصوت وترى لغة الجسد وتدقق في المناقشة والسؤال، وعن الأسئلة فإن عمدتها هو "من أين أنت؟" هذا السؤال الفضولي هو خير بداية لمناقشة أحدهم عند طابور بوفيه الصباح أو متنزه وسط المدينة أو داخل الباص السياحي أو أي مكان يحفزك للدخول في محادثة خفيفة.
هذا السؤال كان فيما مضى معضلة حقيقية بالنسبة لي، سآخذ ورقة وقلما وأرسم أين مسقط رأسي، وفي الأغلب سيهز رأسه ويجاملني، لكن هذه المرة لم يسألني، بل سألته عن بدلته الرياضية التي يرتديها فأعطاني معلومات عن أندية سعودية أكثر مما أعرف، هذا ما حدث فعلا، وما يزيد الأمر حيرة وفخرا في آن واحد هو سرعة انتشار "براندات" الأندية السعودية بين الجماهير في العالم.
إن بعض الأفكار الإبداعية الناجحة هي القادرة على فعل التغيير وإضافة رؤى وأفكار جديدة تدفع لتحقيق هدف محدد أو تعديل سلوك معين، لكن حين تصل إلى مرحلة الإعجاب ثم تغيير اللباس، فإنك وصلت إلى مستوى عال من الإقناع والإبهار دون أن تنفق الملايين على حملات دعائية وتسويقية.
"الدوري السعودي سيقضي على الجميع" هذا ما قاله الصحافي الإيطالي فيليبو ريتشي عندما قام بتغطية بعض مباريات دوري روشن، قبل عدة أيام طيران الرياض يوقع اتفاقية رعاية رسمية مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني وروح السعودية راعيا دوليا للدوري الإسباني، وللوراء قليلا المملكة تعلن الفوز باستضافة بطولة العالم للدراجات، تستضيف النسخة الـ16 من دورة الألعاب العربية 2027، علاوة على ذلك هناك 139 لاعبا أجنبيا محترفا في الدوري السعودي، هذا حراك بسيط خلال بضعة أيام مضت.
ما أود قوله هو: إننا أمام مرحلة مهمة للغاية للتعاطي مع النقلات النوعية وتجاوز مرحلة التسويق إلى احتراف استكمال بناء الذهنية العامة وتوسيع نقطة الضوء وتمدد المجهر الذي يحتاج إلى خبرات ومهارات ومهنيات عالية تواكب النقلات النوعية في ضوء قدرات صحافية متخصصة وعلى مستوى عال من التأهيل والجدية لدعم مسيرة الإنجازات المتحققة على الأرض ومضاعفة مكاسب الملاعب.