الكرة في ملعب «المرئي والمسموع»
علق أحد المتابعين لحساب هيئة الإعلام المرئي والمسموع في منصة X على تحذيرها من التعصب الرياضي وطلبها التبليغ عنه قائلا: "ما يحتاج حطوا بالكم من بعد الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الثالثة صباحا وهو وقت التجاوزات وتأجيج الرأي العام الرياضي والاجتماعي". وصدق الرجل فالمهمة ليست بالصعبة من ناحية الرصد والأولوية من وجهة نظري، على الهيئة التركيز على "بؤر" التعصب الظاهر والباطن.
لكن هيئة المرئي والمسموع وحدها لن تستطيع إيقاف التعصب الرياضي، لأن فهم البعض للإثارة فهم ناقص، والتعصب مرض منبعه التطرف، وأقترح على الهيئة حتى تنجح في تحقيق مطلبها "رياضتنا وصلت إلى العالمية.. لا نشوهها" أن تعمل مع المنظومة الرياضية بمختلف درجاتها، وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختلفة، وكذلك الأندية وحساباتها على وسائل التواصل وروابط جماهيرها، لا بد أن تكون هناك استراتيجية موحدة لتدارك المسألة قبل أن تستفحل ـ على افتراض أنها لم تصل إلى هذه المرحلة.
للتعصب الرياضي مغذيات وهي في الوسط الرياضي أكثر من أن تحصى من برامج وصحف إلى حسابات، وكنت حذرت من التهاون في التعامل مع "الطقطقة"، لأنها من مغذيات التعصب الرياضي. والهيئة يفترض أن تتفرغ لعملها الأساس وهو تطوير وسائل الإعلام المرئي والمسموع حتى تواكب النقلة الكبيرة مواكبة مستحقة إيجابية، لتقدم صورة جاذبة عن الرياضة والمجتمع السعودي، لأن التعامل مع البلاغات على أهميته سيشغل إدارة الهيئة وموظفيها عن غرضها الأساسي.
كما أن وسائل التواصل فيها حسابات كثيرة مشبوهة وتدار من الخارج ولها أغراض لا تخفى على أصحاب الفطنة، ومنها ما تديره جهات خارجية تحاول جاهدة تشويه صورة الرياضة وأبعد منها، والمشكلة تكمن في سهولة تحريك المتابعين، اكتب "هاشتاقا" مسيئا وسيرفعه الرافضون له ويزيدون من انتشاره. هذا هو الواقع الذي يجب التعامل معه.
التعصب الرياضي يشوه رياضتنا هذا صحيح لكنه ليس الوحيد، انقطاع البث من القناة الناقلة أيضا يعطي انطباعا سلبيا أكثر من تغريدة أو "هاشتاق"، خاصة أن كثيرا من القنوات العالمية تنقل من دوري روشن السعودي، أيضا الإعلانات "التجارية" بين شوطي المباراة يجب اختيارها بعناية.
كما أقترح على الهيئة أن تفكر خارج الصندوق خاصة وهي تشرف وتدير المرئي والمسموع بحيث تفتح آفاقا رياضية أوسع وأبعد وتطور من الثقافة الرياضية، والأفكار هنا كثيرة لا تسمح المساحة بذكر بعض منها.