هل ستكون "أوبن إيه آي" قوة قادمة في تكنولوجيا الشركات؟

هل ستكون "أوبن إيه آي" قوة قادمة في تكنولوجيا الشركات؟

يعكس إعلان شركة أوبن إيه آي الأسبوع الماضي عن نسخة مؤسسية من خدمتها شات جي بي تي واقع انتشار أهم التكنولوجيات الجديدة هذا العام: إذا استفاد الموظفون من روبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في المهام اليومية، فمن المنطقي تكييفها لتجذب أقسام تكنولوجيا المعلومات التي تتجنب المخاطر في الشركات.
لكن النسخة الآمنة للعمل من شات جي بي تي بالكاد تقدم فائدة من الفوائد التي يمكن للموظفين الحصول عليها من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتثير سؤالا مثيرا للاهتمام حول الطريقة التي ستجعل بها التكنولوجيا نفسها محسوسة في الحياة العملية.
هل ستجعلها التحسينات السريعة التي تسجلها نماذج الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة مثل التي تملكها "أوبن إيه آي" فاعلة بشكل متزايد حتى إن لم تدرب بشكل خاص على مهمة العمل المطروحة؟ أم هل ستأتي أكبر التطورات من الشركات التي تكيف التكنولوجيا لتحقيق أهدافها الخاصة عن طريق تدريب نماذجها الخاصة من الذكاء الاصطناعي الموجهة باستخدام بياناتها الخاصة؟
بناء على حسابات البريد الإلكتروني التي استخدموها للتسجيل، تقدر "أوبن إيه آي" أن موظفي 80 في المائة من أكبر شركات الولايات المتحدة يستخدمون شات جي بي تي في العمل بالفعل. وذلك على الرغم من حقيقة أن شركات كثيرة قد أخبرت موظفيها ألا يستخدموا روبوتات المحادثة، خوفا من أن النظام الذي يتعلم عن طريق الأسئلة التي يتلقاها سيسحب بيانات الشركة وقد يسربها للآخرين.
مثل خدمات المستهلك عبر الإنترنت الأخرى التي تتسلل إلى الحياة العملية، يفتقر شات جي بي تي أيضا إلى كثير من الميزات على مستوى الأعمال بدءا من المستوى المضمون من التوافر والسرعة حتى الأدوات التي تحتاجها أقسام تكنولوجيا المعلومات لمراقبة كيفية استخدام الخدمة والتحكم بذلك.
تساعد نسخة شات جي بي تي التي أطلقت الأسبوع الماضي على التعامل مع هذه المشكلات إلى حد ما. قالت "أوبن إيه آي" إنها لن تستخدم بيانات الأعمال أو المحادثات في المنظمات التي تستخدم الخدمة لتدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي – ما يعني أن الحال معاكس عندما يتعلق الأمر بخدمتها المجانية للمستهلك والنسخة المحسنة مقابل 20 دولارا في الشهر. كما للخدمة الجديدة إمكانات أكبر، بما فيها القدرة على التعامل مع ردود أطول وفهم جزء أكبر من سياق السؤال.
لكن النماذج العامة المدربة على كميات كبيرة من البيانات المستخرجة من الإنترنت محدودة. فهي لا تملك المعرفة المتخصصة لجعلها مفيدة في ظروف معينة، سواء أكانت في مجال المالية أم الرعاية الصحية. كما تنقصها الرؤية المحددة في المؤسسات التي قد تأتي من تدريبها على عملياتها الداخلية أو تفاصيل منتجاتها وعملائها.
يقول روب توماس، رئيس البرمجيات في شركة آي بي إم، إن هذا يشير إلى مفارقة حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأعمال. السباق مستمر لجعل نماذج اللغة للأغراض العامة أكثر فائدة، ببناء نماذج متزايدة الحجم وتدريبها على كميات أكبر من البيانات. لكن عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مهام خاصة داخل شركة ما، وفقا لتوماس، "كلما قل حجم النموذج، كان أكثر دقة وأفضل".
يتطلب ذلك تدريب نموذج للأغراض العامة أو نموذج أساس ببيانات الشركة الخاصة وزيادة الفهم في المجال المطلوب عملها فيه.
من غير المفاجئ أنه عندما تدرب أنظمة الذكاء الاصطناعي ببيانات مهمة وتتولى مهام مهمة، يصبح هذا من شواغل مجالس الإدارة سريعا. معظم ردود فعل الشركات التي تدرس الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفقا لتوماس من "آي بي إم"، هي محاولة جلب نموذج الذكاء الاصطناعي "داخل المؤسسة" – بعبارة أخرى، إبقاؤه داخل مركز بيانات الشركة. كما تلوح مشكلات الحوكمة في الأفق – من فهم أي البيانات قد درب عليها النموذج حتى التعامل مع التحيز المحتمل.
مع ذلك، بينما يتطور إلمام موظفيهم بروبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي في حيواتهم الشخصية، سيعاني معظم أرباب العمل لإيقافهم من جلب التكنولوجيا إلى العمل، ما يخلق سوقا جاهزة لخدمة مؤسسية.
يطرح هذا سؤالا عن المدى الذي ستصل إليه "أوبن إيه آي" في محاولتها لتصبح شركة لتكنولوجيا المؤسسات. تمثل سوق برمجيات الأعمال مصدرا جذابا للأرباح لشركة كانت تنفق مليارات الدولارات (على الرغم من أنها لم تنشر بعد تفاصيل أسعار خدمتها الجديدة).
لكن سيكون تكييف منتجاتها لاستخدام الأعمال بشكل أكبر، إضافة إلى تطوير إمكانات المبيعات والخدمة للتعامل مع العملاء من الشركات، بمنزلة مبادرة كبرى جديدة لشركة صغيرة تقع تحت الضغط بالفعل. يبدو اللحاق بملايين من مستخدمي شات جي بي تي إلى المكاتب منطقيا، لكن من غير المحتمل أن يحول ذلك "أوبن إيه آي" إلى قوة قادمة في تكنولوجيا المؤسسات.

سمات

الأكثر قراءة