الإدارة بالاحتواء

تتسم بيئة عمل أغلب المنظمات -في الوقت الراهن- بديناميكية ومتغيرات متسارعة تجعل مهمتها في تحد تجاه التكيف والاستجابة لمتطلبات العصر، ما يتطلب وجود فكر إداري لمواجهة المجهول وغير المتوقع، وهذا يقابله أيضا وجود إدارة مرنة تتعامل بطريقة احترافية مع رأس المال البشري.
يعد مفهوم الإدارة بالاحتواء العالي High – involvement Management من المفاهيم المعاصرة في الإدارة الحديثة التي تسعى لتحقيق ميزة تنافسية لإدارة الموارد البشرية.
وترتكز ممارسة الإدارة بالاحتواء حول منح الموظفين الدعم لاتخاذ القرارات، وتوفير المعلومات الكافية التي قد تؤثر في مهامهم الوظيفية مع توفير التدريب لبناء وتطوير المهارات والمعارف في ظل وجود المكافآت للمتميزين.
تشكل رباعية الإدارة بالاحتواء "القوة، والمعلومات، والمكافآت، والمعرفة" ركيزة أساسية ذات بعد إداري عميق واستراتيجية ناجعة، فالقوة تتكفل بالتمكين من خلال التفويض ومنح الصلاحيات لإعطاء الاستقلالية والثقة ببناء صف ثان من القيادات، ما يسهل التعاقب الإداري في المستقبل. كما أن مشاركة المعلومات تفتح بوابة الشفافية والولاء في المنظمات وتبني جسورا معلوماتية جوهرية.
تعد المكافآت عاملا مهما في تحفيز العاملين على بذل جهود متميزة تتجاوز المهام العادية، لأن هذا يشعر العاملين بأنهم جزء من المنظمة التي تثمن أداءهم العالي.
وأخيرا، يأتي التدريب والتطوير كأسلوب فعال في الاستثمار الحقيقي بعقول البشر، وهو ما يعزز دافعية الموظفين بوجود علاقة إيجابية تدعم رفع نسبة بقاء العاملين.
التغير السريع وحاجة المنظمات إلى الرشاقة الإدارية للتعامل مع متغيرات العصر يتطلبان وجود إدارة حكيمة تتناغم مع رأس المال البشري بذكاء ومهنية، وهذا ما يفرضه مفهوم الإدارة بالاحتواء.
بالمختصر، سياسة الاحتواء بشكل عام مطلوبة في جوانب الحياة عامة، لكنها ضرورية جدا في الجانب الإداري لضمان سيرورة العمل بكفاءة وفاعلية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي