جزر الليث .. كنوز طبيعية في عمق البحر الأحمر
تزخر سواحل منطقة مكة المكرمة الجنوبية خاصة المحاذية لسواحل محافظة الليث بعدد من الجزر المتناثرة كعقد من اللؤلؤ بمحاذاة سواحلها البحرية شمالا وجنوبا، فهي تشمل أرخبيلا يضم مجموعة من الجزر الطبيعية البكر، متنوعة التضاريس، ما يجعلها وجهة سياحية فاخرة من الكنوز الطبيعية.
وتعد النظم الأيكولوجية لهذه الجزر البحرية من أكثر نظم جزر البحر الأحمر مرونة، لاحتضانها جبال ومنحدرات الشعاب المرجانية النقية المزدهرة بألوانها وطبيعتها الزاهية الجاذبة، ما يجعلها محمية طبيعية بحرية غنية بالتنوع النباتي والحيواني.
وتبرز جزيرة "مرمر"، شاهدا على التنوع الأيكولوجي للجزر البحرية الجنوبية لمنطقة مكة المكرمة، فهي تعد محمية طبيعية لأنواع عدة من الطيور المهاجرة والكائنات البحرية، وتعد الجزيرة من أهم مواضع وجود الدلافين، التي تمثل أحد أهم الكائنات البحرية التي تجذب أعدادا كبيرة من السياح ومحبي رياضة الغوص، حيث تستهوي اللعب معهم في أعماق البحر.
وتمثل شواطئ جزيرة "مرمر" مناطق طبيعية لتعشيش أنواع مختلفة من سلاحف البحر الأحمر، ما جعلها تؤدي دورا مهما في عملية التنوع البيولوجي البحري والبيئة المحيطة بها.
وعما تزخر به الجزيرة من مقومات طبيعية فريدة التكوين، أفاد طارق أبا الخيل المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بأن جزيرة "مرمر" هي إحدى جزر مجموعة "محرقات" التي تضم كذلك جزر "الظهرة" و"الجديل" و"مطاط"، وهي جزيرة صغيرة تمتد بشكل طولي باتجاه الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، تقع على شعب مرجاني يحيط بها من كل الاتجاهات، كما تحيط بها مياه عميقة جدا يزيد عمقها على 350 مترا.
ووصف أبا الخيل سطح الجزيرة بأنه عبارة عن شاطئ رملي مستو، تنمو عليه بعض الشجيرات البحرية، وذي طبيعة ملائمة تتزين بوجود الرمال البيضاء الجاذبة ومياه البحر فيروزية اللون والشعاب المرجانية المحيطة بها في منظر آسر وأخاذ.
وكشف أن جزيرة "مرمر" تمتاز بوقوعها على سفح جبل مرجاني شديد الانحدار، كما تنفرد بتكوينات الشعاب المرجانية التي تبدو كأنها ناطحة سحاب يغمرها الماء، مبينا أن الجزيرة تبعد عن الساحل نحو 25.4 ميل بحري جنوب غرب مدينة الليث، وتبلغ مساحتها نحو كيلو متر.