«الشيوخ» الأمريكي يطرح حلا مؤقتا لأزمة الموازنة لتجنب إغلاق جزئي للإدارات الحكومية
وضع مجلس الشيوخ الأمريكي مسودة مقترح للموازنة لمدة قصيرة في اللحظات الأخيرة فيما ينفد الوقت أمام الكونجرس لتجنب إغلاق جزئي للإدارات الحكومية، رغم أن احتمالات تمريره في مجلس النواب تبقى ضئيلة.
وقبل أيام فقط من حلول مهلة 30 سبتمبر النهائية، أيد تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية، المسودة التي ستبقي المؤسسات الحكومة مفتوحة حتى 17 نوفمبر.
لكن لم ترد أي مؤشرات فورا على أن الجمهوريين في مجلس النواب المنقسمين فيما بينهم والذين يقفون وراء الخلاف المرتبط بالتمويل الحكومي، سيعتمدون المقترح في حال أقره مجلس الشيوخ.
ووفقا لـ"الفرنسية"، قال ماكونيل إن "إغلاق الحكومة من أجل نزاع على الموازنة المحلية لن يعزز الموقع السياسي لأي طرف".
وأضاف، "كل ما سيؤدي إليه هو تجميد تحقيق تقدم مهم، كما أنه يثير قلق ملايين الأمريكيين"، وفقا لـ"الفرنسية".
وانضم البيت الأبيض إلى ماكونيل في الضغط على الكونجرس لإقرار حزمة مجلس الشيوخ، فيما قال الرئيس جو بايدن، خلال مناسبة انتخابية، الثلاثاء، "حان الوقت ليبدأ الجمهوريون في مجلس النواب القيام بعملهم".
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول السبت، فقد يتم الاستغناء -مؤقتا- عن مئات آلاف الموظفين الفيدراليين، ما يقلص بالتالي مجموعة كبيرة من الخدمات الحكومية.
يمكن أن يعني ذلك انقطاع الدفعات التي يحصل عليها الأشخاص الذين يعتمدون على الإعانات وتباطؤ عمليات تشغيل المطارات، ما سيؤثر في خطط سفر الملايين.
وسيواصل بعض الموظفين العمل مثل العسكريين وغيرهم ممن يعدون أساسيين، لكنهم لن يحصلوا على رواتبهم إلى أن يتم إقرار الموازنة. وألقى بايدن، باللوم على مجموعة صغيرة من النواب الجمهوريين "المتطرفين". وقال في رسالة عبر الفيديو نشرت في وقت سابق إن المتشددين في مجلس النواب "عازمون على شل الحكومة". بينما يرفض الجمهوريون التقليديون "الوقوف في وجه المتطرفين ضمن حزبهم"، بحسب بايدن. وتابع "لذا يمكن أن يجبر الجميع في الولايات المتحدة الآن على دفع الثمن".
وأكدت مسودة مجلس الشيوخ أن المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا التي تواجه الحرب منذ أكثر من عام ونصف العام، قد تصبح مهددة.
والأسبوع الماضي، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مقر الكونجرس الأمريكي، في محاولة لإقناع العدد المتزايد وإن ببطء لأعضاء الكونجرس الجمهوريين المتوجسين حيال المساعدات المقدمة لكييف، بعدم التخلي عن بلاده.
لكن بعدما طلب بايدن من الكونجرس مبلغا قدره 24 مليار دولار لكييف، خصص لها المقترح قصير الأمد الذي صدر الثلاثاء 6.1 مليار فقط.
وأكد المتشددون في مجلس النواب رفضهم منح كييف أي أموال إضافية، بعدما قدمت الولايات المتحدة 110 مليارات دولار منذ بدأت الحرب في فبراير 2022.
وقال كيفن ماكارثي، رئيس مجلس النواب، ليل الثلاثاء، "يفضلون أوكرانيا على الأمريكيين". وبدلا من ذلك، ضغط وغيره من الجمهوريين لزيادة التمويل المخصص لأمن الحدود لمكافحة الهجرة غير المنظمة.
وقال، "إذا أرادوا التركيز على أوكرانيا وليس على الحدود الجنوبية، فإن ترتيب أولوياتهم عكسي".
حتى ولو أقر مجلس الشيوخ المقترح سريعا، يستبعد بأن يتمكن مجلس النواب من التحرك بالسرعة الكافية لتجنب شلل المؤسسات العامة وإن كان قصيرا.
ويأتي احتمال عدم تمكن أكبر اقتصاد في العالم من وضع ميزانية حكومية، بعد أربعة أشهر على اقتراب واشنطن بشكل خطر من احتمال تخلفها عن سداد ديونها بسبب خلافات سياسية، وقد يحمل ذلك تداعيات كارثية تتجاوز الاقتصاد الأمريكي.
وهبطت أسواق الأسهم الأمريكية بأكثر من 1 في المائة، الثلاثاء، في ظل احتمالات الإغلاق الحكومي. والإثنين، حذرت "موديز" من أن الأحداث الأخيرة تهدد تصنيف الولايات المتحدة الائتماني.