أمين «أوبك»: 14 تريليون دولار استثمارات مطلوبة لصناعة النفط حتى 2045
قال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إن المنظمة متفائلة بخصوص الطلب، وترى أن نقص الاستثمار يشكل تهديدا لأمن الطاقة.
وطالب باستثمارات بمئات مليارات دولارات لتغطية الطلب في العقود المقبلة.
وأضاف أمام معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" أمس "نرى دعوات لوقف الاستثمار في النفط، ونحن نعتقد أن هذا يأتي بنتائج عكسية ويعرض دولا من أوروبا وأجزاء أخرى كثيرة من العالم للخطر، لأن حجر الزاوية في الازدهار الاقتصادي العالمي اليوم هو أمن الطاقة".
وتابع "نرى في أوبك أن الاستثمارات المطلوبة من الآن حتى عام 2045 لصناعة النفط وحدها تبلغ نحو 14 تريليون دولار. وهذا يعني نحو 600 مليار دولار سنويا. هذا هو ما يتطلبه الأمر لكي نتمكن من تحقيق أمن الطاقة لأوروبا ولبقية العالم"، بحسب ما نقلته "الفرنسية".
وقال "لا نزال نتوقع أن يكون الطلب على النفط قويا بشكل كبير هذا العام كما كان في العام الماضي"، مشيرا إلى أن توقعات المنظمة تشير إلى نمو الطلب على أساس سنوي بأكثر من 2.3 مليون برميل يوميا.
وأضاف أن الاستثمار في قطاع النفط والغاز مهم لأمن الطاقة.
وقال "طاقتنا الإنتاجية الفائضة تتراجع بشدة، قلنا ذلك مرارا وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لإدراك أهمية الاستثمار في هذا القطاع".
وكرر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي هذه الدعوة، قائلا: إن استثمارات شركات النفط الدولية والوطنية ضروري.
وأضاف المزروعي أن هذه الاستثمارات تتطلب أن تكون الأوساط المالية عازمة على تمويل النفط والغاز.
وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: "إذا لم تأت استثمارات بنحو 500 مليار دولار كل عام، فليس هناك حل يمكننا التفكير فيه في مواجهة حقيقة أن الموارد لن تكون كافية".
وقال: إن بلاده تسير على الطريق الصحيح لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2027 من 4.2 مليون حاليا.
وأكد المزروعي أن تحالف "أوبك+" لا يستهدف أبدا سعرا محددا للنفط.
وأوضح أن أوبك+، كتحالف للمنتجين، يهتم بأن "يكون السعر مناسبا للمستهلكين، إلا أن مناسبة السعر للمستهلكين لفترة محدودة للغاية هو أمر قصير النظر".
من جهته، أكد سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) أمس، أن الوقود التقليدي يلعب دورا رئيسا في معركة مكافحة تغير المناخ.
وكان الجابر يتحدث في افتتاح المؤتمر قبل أسابيع من استضافة بلاده مؤتمر المناخ بين نوفمبر وديسمبر في "مدينة إكسبو" في دبي.
وقال المسؤول الإماراتي، الذي يرأس شركة "مصدر" للطاقة المتجددة الحكومية وشركة النفط الوطنية الإماراتية "أدنوك" ويتولى منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، "يمكن لهذه الصناعة، بل يجب عليها، أن تساعد على دفع الحلول".
وأضاف "لفترة طويلة جدا، كان ينظر إلى هذه الصناعة على أنها جزء من المشكلة، وأنها لا تقوم بما يكفي، بل إنها في بعض الحالات تعيق التقدم. هذه هي فرصتكم لتظهروا للعالم أنكم في الواقع عنصر أساسي في الحل".
وتابع الجابر "لقد حان الوقت لإسكات المتشككين، عبر استخدام رأس المال والتكنولوجيا لتحقيق نتائج".
وقال الجابر: إن صناعة النفط والغاز يمكن أن تسهم في الحلول، رغم أن "الخفض التدريجي للوقود التقليدي أمر لا مفر منه وضروري".
وتحدث عن ثلاثة مجالات رئيسة للمساهمة في معركة التغير المناخي هي الحد من الانبعاثات، وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، وعملية "إزالة الكربون" عبر طرق عدة بينها استخدام الهيدروجين واحتجاز الكربون.
وذكر الجابر أن أكثر من 20 شركة تعمل في مجال النفط والغاز تدعم دعواته للحد من انبعاثات الكربون قبل قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وقال "إننا بحاجة إلى تحول شامل على مستوى المنظومة للاقتصادات بأكملها- الاقتصادات التي تعتمد حاليا على ما يعادل 250 مليون برميل من النفط والغاز والفحم يوميا".
وتابع "لفترة طويلة جدا، كان ينظر إلى هذا القطاع على أنه جزء من المشكلة، وأنه لا يبذل ما يكفي من جهد وفي بعض الأحيان يعيق حتى التقدم. هذه فرصتكم لتظهروا للعالم أن لكم في الواقع دورا أساسيا في الحل".
وأضاف أن هناك أكثر من 20 شركة نفط وغاز استجابت بشكل إيجابي لدعوات الوصول إلى هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050 وكذلك التخلص من انبعاثات الميثان والتوقف الكامل للحرق التلقائي للغاز المصاحب لإنتاج النفط بحلول عام 2030. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
بدوره، قال مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لقطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" أمس خلال مؤتمر للطاقة في أبوظبي: إن النفط والغاز سيظلان يشكلان جزءا مهما من مزيج الطاقة ربما حتى عام 2050.
وتابع "ونحن ملتزمون أيضا بطاقات الغد".
في حين أكد الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح وكيل وزارة النفط الكويتي التزام بلاده بالاتفاقيات التي من شأنها تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلبات والتحديات المستقبلية.
وقال في المؤتمر: إن "مشاركتنا في هذا الحدث إلى جانب قادة صناع القرار النفطي في العالم تأتي في ضوء التعليمات من القيادة بالتوجه إلى الطاقة المتجددة والخضراء".
وأضاف أن أبرز محاور المؤتمر والمعرض تدور حول مناقشة التحديات التي يواجهها العالم في مجالي الطاقة والمناخ ومنها الكويت وما ينبغي القيام به لتقليل الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050 علاوة على التحضيرات لعقد مؤتمر الأطراف (كوب 28) في دبي.
وأعرب الصباح عن التطلع إلى مباحثات مثمرة ومناقشات قيمة للمشاركين في (أديبك 2023) لتعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلبات والتحديات المستقبلية.
يذكر أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" 2023، انطلق أمس، تحت شعار "خفض الانبعاثات.. أسرع.. معا"، بمشاركة قادة القطاع وصناع السياسات والمبتكرين من دول العالم، بهدف تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية.
وتشمل فعاليات المؤتمر، برنامجا يغطي أحدث الابتكارات التكنولوجية والشراكات وجهود التحول الرقمي المتعلقة بالطاقة، إضافة إلى استعراض عديد من الشركات من مختلف مستويات منظومة الطاقة الابتكارات والتقنيات التي تدعم مسيرة القطاع لتحقيق الحياد المناخي، بما في ذلك تقنية "الالتقاط المباشر للهواء" و"التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه" والأنظمة الخضراء للتحليل الكهربائي للهيدروجين، واستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء في قطاع التصنيع.
ويتضمن "أديبك" أربع مناطق متخصصة تهدف إلى تسهيل التعاون بين القطاعات والشراكات التي بإمكانها تحقيق تغييرات جذرية، وهي مسرع الحد من الانبعاثات الكربونية، ومنطقة الأنشطة البحرية واللوجستية، ومنطقة الرقمنة في قطاع الطاقة، ومعرض ومؤتمر الصناعات التحويلية والتصنيع.