معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة

معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
زائرة للمعرض في حلته الجديدة.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
قصة وطنية بهوية جديدة.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
الأمير بدر بن عبدالمحسن يزور جناح سلطنة عمان.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
جانب من مشاركات موسيقية وفنية متنوعة.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
جيرارد: اللاعبون لديهم القدرة على إصدار الكتب التي توثق تجاربهم وتلهم الآخرين.
معرض الرياض للكتاب .. وجهة الإلهام وواجهة الأدب والثقافة
الهوية السعودية حاضرة بثرائها الثقافي والتاريخي.

نكهة مختلفة تلك التي استقبل فيها معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ضيوفه، محملا بالثقافة العمانية الموغلة في الثراء، بعد أن حلت سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، مقبلة بفنونها وتراثها وثقافتها وإصداراتها الجديدة، وحتى مبدعيها.
حمل المعرض شعار "وجهة ملهمة"، وجاء ملهما بمنزلة رحلة حول العالم، في مساحة واحدة، تمكن زواره من التنزه فيها لاستكشاف أفكار جديدة، والتعرف على كتاب من ثقافات متعددة الألوان.

وفاء لـ «أبي غسان»
منذ اليوم الأول، ومعرض الرياض الدولي للكتاب يستقبل آلاف الزوار يوميا، متيحا لهم إصدارات أكثر من 1800 دار نشر من 32 دولة، تتوزع على 800 جناح.
وفي باكورة انطلاقته، استهل المعرض فعالياته بندوة تكريمية تستذكر الأديب الراحل محمد علوان، بحضور زوجته وأبنائه وأحفاده، تقديرا لمسيرته الثقافية والعملية، ووفاء لجهوده التي أثرت حركة الثقافة والأدب والنشر.
الندوة التي أدارها الدكتور سعيد الدحية الزهراني، وصف فيها الراحل "أبو غسان" بـ"الأستاذ القدير والاسم الرفيع ذي التجربة الحافلة بالمنجزات، الحامل هموم الثقافة والمثقفين"، وشارك في التكريم أربعة محاورين، قرأ في الندوة غسان، نجل الراحل، نصا رثائيا مؤثرا عن والده، وكشف للمرة الأولى عن الاسم المستعار لوالده، وهو "الأزدي"، مبينا أن الراحل كتب به نصوصا عدة.
وبين صديق الراحل القاص حسين علي حسين في مداخلته أن محمد علوان "عانى وصبر، وكان من القلة الذين لا يشتكون من النقاد والأصدقاء والمرض"، وتطرق إلى قدرته الأدبية على تصوير البيئة العسيرية خاصة، إذ كان لديه نفس شاعري وقدرة على معالجة وقولبة الأساطير الشعبية في منطقته.
أما الدكتورة شيمة الشمري، فأكدت أن أعمال علوان اتسمت بالواقعية، كونه يكتب كأنه يتأمل صورة خاصة، فامتاز بعدم التسرع في النشر، وكان يتمهل في كتابة أعماله ويتأنى في إصدارها على عكس بعض أبناء جيله الذين كانوا غزيري الإنتاج.
وتناول الدكتور معجب العدواني تجربة علوان الإبداعية، مشيرا إلى أن الكتابة التأبينية له بوصفه مبدعا تستدعي التأمل العميق في شخصيته التي شكلت الوعي بالثقافة والأدب، وانعكست على قلوب محبيه في حياته وبعد رحيله، ووصف الراحل بـ"الدقيق في كتاباته، والحريص على إخراجها في صورة ملائمة ومتفردة"، بدلالة أنه أصدر ثماني مجموعات قصصية في نصف قرن، وهذا يعني حرصه الشديد على تجويد أعماله.

بعض ورش كتابة أكل عيشإحدى جلسات معرض الرياض شهدت سجالا ووصفا قاسيا نحو ورش الكتابة، أطلقه الكاتب والإعلامي المصري عمر طاهر، إذ أشار إلى ورش العمل في الكتابة مثلها مثل أي عمل في الحياة، منه ما هو مفيد، ومنه ما دون ذلك، ومنه ما يؤديه البعض بوصفه أكل عيش.
وأكد أنه حرص على استنطاق المبدعين في برنامجه التلفزيوني (وصفوا لي الصبر)، أمثال أحمد خالد توفيق وإبراهيم عبدالمجيد وغيرهما من كبار المؤلفين، لتقديم فائدة للمهتم بالكتابة وعوالمها.
وأضاف في جلسة "حدوتة في الكتابة وأهلها" بأنه "علينا ألا ننشغل بالأسماء بقدر الانشغال بالكتابة وأسئلتها المتعددة، ووصف برنامجه بأنه حصص أدبية عن كل ما يتعلق بالكتابة كحرفة لها آلياتها وهواجسها، بشكل يكسر المفاهيم الخاطئة ويجيب عن أسئلة تؤرق من يهتم بهذه الصنعة.
في ندوة أخرى شهدها المعرض، تحت عنوان "رواية القصة الوطنية"، أكد الباحث رضا العنزي أن ثمة فروقا دقيقة بين مفهومي الهوية والهوية، وأن الخصائص والسمات التي تميز كل واحد من هذين المصطلحين ينبغي أن تراعى عند الاستعانة بهما في الكتابة أو الاستشهاد.
وأكد في حديثه أن الهوية السعودية تعد أقدم هوية ثقافية في العالم "لكوننا منذ آلاف الأعوام ننتمي إلى القبائل نفسها، وكذلك اللغة والعادات والتقاليد"، مبينا أن ملامح جزيرة العرب الحديثة بدأت تتكون أثناء عودة مانع المريدي إلى نجد بعد خروج أجداده، ليستقر في الدرعية، ومن بعده أبناؤه وأحفاده، وصولا إلى الإمام محمد بن سعود وإعلانه قيام الدولة، حيث استعان بعدد من الشخصيات الوطنية التي أسهمت في قيام الدولة السعودية الأولى مرورا بالثانية وصولا إلى الثالثة بقيادة الملك عبدالعزيز، فكتبت بذلك قصة وطنية بهوية جديدة استقرت فيها الدولة وبسط فيها الأمن والأمان والتنمية والرخاء.

جيرارد محاورا
مثلما مزج معرض الرياض بين الثقافة والسياسة، باستضافة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، كذلك مزج بين الثقافة والرياضة، حينما حل قائد المنتخب الإنجليزي ستيفن جيرارد ضيفا، متحدثا عن الرياضة والثقافة في جلسة حوارية شهدت حضورا واسعا من الزوار.
جيرارد، مدرب نادي الاتفاق حاليا، ونجم نادي ليفربول سابقا، عرج على قدرة الرياضة على مد جسور للتواصل عبر الثقافات، وكشف لجمهوره أنه لم يكن يقرأ بشكل كاف خلال طفولته، منشغلا بملاحقة أحلامه في أن يكون من نخبة لاعبي العالم، لكنه ينصح الأجيال الناشئة، إلى جانب تحقيق أحلامهم وشغفهم الخاص، بالاهتمام بقيمة القراءة وبناء قدراتهم المعرفية، لأنها ضرورية لبناء الإنسان والمستقبل معا.
وأشار إلى أن اللاعبين لديهم القدرة على إصدار الكتب التي توثق تجاربهم وتلهم الآخرين بقصص النجاح، لكون الكتب لا تزال أفضل مصادر التأثير والتعلم، وهي ضرورية لبناء قدرات الفرد ومهاراته المعرفية والعقلية، ولا سيما في مواجهة الإبهار التقني والبصري الذي يحتم إدارة الوقت وتحسين الاختيارات الشخصية، والاعتماد على نوعية الكتب التي تلهم العقول وتشجع على التعلم.
وتابع الكابتن جيرارد: "أنا على المستوى الشخصي، بعد توقفي كلاعب، أصبحت أجد وقتا أقضيه في القراءة والحصول على الدورات التي تطور المهارات القيادية الشخصية، والموهوب يمكن له أن يطور مهاراته لدعم شغفه وتحقيق أحلامه بما لا يتعارض مع أهمية التعلم وتطوير الثقافة الشخصية والمعارف العامة، ودعم العائلة أمر مهم دائما لبناء شخصية الأفراد"، لافتا إلى أن الرياضة لا تنفصل عن القراءة والتعلم، وهي تحتل مكانة كبيرة في اهتمامات العالم، داعيا إلى ضرورة التأسيس العلمي والاحترافي لهذا المجال، ودعم تطور الأجيال بشكل واع ومستدام.

جنة على الأرض
تحت جلسة بعنوان "ملاحظات صينية عما يحدث في السعودية"، سجل الأكاديمي الصيني الدكتور شوي تينج قوه رئيس تحرير صحيفة "الصين اليوم" العربية، ملاحظاته عن الحراك الذي تعيشه المملكة، مشيدا بالتطور الهائل الذي تشهده على الصعد كافة، وفتحها أبوابها أمام الأصدقاء من كل أنحاء العالم، والترحيب والانفتاح على الآخر، وكذلك تطور المجتمع في ناحية تمكين المرأة السعودية، وإتاحة الفرص للأجيال الجديدة من الشبان والفتيات، إلى جانب تنويع مصادر الدخل وتحويل المملكة إلى "جنة على الأرض"، بحسب تعبيره.
وثمن قوه التوجه السعودي للتعاون مع الصين والاهتمام باللغة الصينية وفق رؤية حكيمة ومتوازنة ومستقلة للقيادة السعودية والسياسة الخارجية، مشيدا بجدية وطموح وواقعية وعملية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

مسابقة للإلقاء الشعري
منطقة الطفل في المعرض عاشت تطويرا وتحديثا في فعالياتها، من بين ما شهدته لتعزيز الوعي وجذب "شباب الغد" هو تنظيم مسابقة للإلقاء الشعري مخصصة للأطفال، للمرة الأولى، ليستمتع الطفل بتجربة تعلم المهارات الشعرية وتقنيات الإلقاء، ما يعزز القدرات اللغوية والشخصية للأطفال، ويسهم في اكتشاف مواهبهم وتنميتها.
ووفقا لما أكدته هيئة الأدب والنشر والترجمة لـ"الاقتصادية"، فإن المعرض يواصل منح جوائزه السنوية المخصصة لدور النشر، التي تغطي خمس فئات للتميز في النشر، ومنها فئة الأطفال.
ويقدم في منطقة الطفل ورش كتابية ومسرح وقصص مصورة وموسيقى وأزياء وفنون طهي، وكذلك ورشة رسوم متحركة، إضافة إلى تقنية إيقاف الحركة ومنطقة للعب الحسي التعليمي، كما تشتمل المنطقة على مسرح للعروض والأغاني والفعاليات، والمسابقات والألعاب الترفيهية والرسم والتلوين، بما يسهم في تنمية الثقافة البصرية وروح الإبداع لدى الأطفال وتثقيفهم وإثراء قدراتهم وصقل مهاراتهم المعرفية في أجواء عامرة بالمعرفة.

سمات

الأكثر قراءة