ثوابت لا تتغير

القضية الفلسطينية هي قضية حقوق شعب مشرد وأرضه محتلة فهي قضية ضد الظلم في الأساس وهي قضية عربية لأنها أرض عربية وقضية إسلامية لوجود أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى. هذه من البديهيات التي لا بد من وضعها أمام بصيرة البعض، خصوصا من سحبته أمواج مفتعلة تحاول أن تخفي هذه الحقائق أو تقلل من قيمتها، وحتى لو انزعجنا ورفضنا وشجبنا ممارسات فلسطينيين سواء كانوا أفرادا أو جماعات سياسية أو مسلحة بعضها كان ضد أمننا وسلامة وطننا، خصوصا تحالف بعضهم مثل حماس والجهاد مع أعداء لنا. 
كل هذا محسوب ومعروف ونضعه في مكانه الصحيح فلا يصح أن يتحول إلى غشاوة على أعين البعض منا للتشكيك في الوقوف مع الحق وضد الظلم والبطش والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ إقامة هذه الدولة الصهيونية، وموقف ولاة أمرنا ودولتنا واضح وثابت لم يتزحزح عن دعم الشعب والقضية الفلسطينية رغم ما أصابنا سابقا ولاحقا من بعض المحسوبين على هذه القضية، وهو موقف يستشعر أهمية القضية لأمن الأمة وإحقاق السلام في المنطقة.
هل لاحظت مستوى وحجم التأييد الهائل من أمريكا وأوروبا لإسرائيل، دعم إعلامي ودبلوماسي وحشد حاملات طائرات ومساعدات ذخيرة وأسلحة ورصد أموال ضد من؟ دول لا يجمعها سوى تأييد إسرائيل وضد مصالح العرب، ضربت واشنطن والغرب بكل الأعراف الدولية والإنسانية عرض الحائط لأجل إسرائيل وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لأن إسرائيل صنيعتهم في هذه المنطقة، ولها دور هم من يمسك بخيوطه.
لذلك لا تنجرف وراء موجات مفتعلة تدعو إلى التقليل من أهمية القضية الفلسطينية وأزعم أن هذه الموجات المفتعلة مدبرة تغذيها ـ منذ أعوام - حسابات مشبوهة تقف وراءها استخبارات تلك الدول في وسائل التواصل ولها أهداف استراتيجية، إنها تستهدف قلب الوعي العربي رأسا على عقب وإعادة تشكيله حسب مصالحهم وأهدافهم التي من المؤكد أنها تتعارض بل وتضر بمصالحنا. 
لسنا بحاجة إلى تحديد من الطرف المعتدي والظالم فهو معروف لكل ذي لب سليم، بل إن القرارات الدولية صريحة في وضع النقاط على الحروف، فالصراع قديم وعملية طوفان الأقصى ليست سوى جزء ومحطة من محطاته، ثم إن الانجراف وراء هذه الموجات المصطنعة يحقق أهداف عدو آخر متربص يستغل هذه القضية لأهداف تمدده في المنطقة العربية واستيلائه على عواصم عربية مدعيا أنه الوحيد الداعم للقضية، وهو إرهابي لا ينافسه في الإرهاب سوى إسرائيل.      

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي