«أولاد حريم كريم» .. حب الآباء ينتقل إلى الأبناء
لم نعتد في السينما العربية على تقديم أجزاء متعددة لفكرة واحدة، وإن كان الموضوع رائجا على مستوى التلفزيون، وتقديم جزء ثان من عمل كان له نصيب من النجاح، أمر يحتاج إلى دراسة وتروي، لأن الخطوة الناقصة تنسف النجاح الأول مهما كان عظيما. لهذا استغرقت الكاتبة زينب عزيز أعواما حتى تخرج بفكرة جزء ثان للفيلم المصري "حريم كريم" الذي حقق جماهيرية واسعة خلال عرضه في 2005، ولا يزال يلقى متابعة لافتة حين يعرض على شاشات التلفزيون. "أولاد حريم كريم" فكرة مكملة للجزء الأول بإطار كوميدي درامي بسيط، يقدم وجوها شابة، ويستغني عن بعض نجوم الجزء الأول، ويضع من جديد رباعية العلاقة بين مصطفى قمر وبطلات العمل تحت المجهر، إنما هذه المرة من خلال أولادهم.
يعالج الفيلم العلاقة بين الأهل والأولاد وكيفية التقرب من هذا الجيل الذي يبتعد عنا مئات الأعوام الضوئية، لجهة تفكيره وتعليمه ومنطقه ومقاربته للأمور، كما يدخل عالم السوشيال ميديا وتأثيره المباشر في سلوكيات حياة شبابنا وطريقة تفكيره..
البداية وذكريات غرامية
تدور أحداث العمل حول كريم الحسيني صاحب سنتر كورسات، كان يعمل مدرس للغة الإنجليزية في الجزء الأول، ويواجه مشكلات مع زوجته جيجي (ياسمين عبدالعزيز) بسبب غيرتها عليه، ما يضطره اللجوء إلى صديقاته أيام الجامعة والاستعانة بهن لتصحيح علاقته بطليقته. وفي هذا الجزء تعود حاجته إلى صديقاته إنما بإطار مختلف، بعد غياب شخصية جيجي عن السيناريو، واستبدالها بالنجمة بشرى التي تجمعها في هذا الجزء قصة حب مع كريم تتخللها كثير من المواقف الكوميدية الطريفة. تبدأ القصة بعد أن يجمع الحب بين كيمي وآيلا، وحين يقرر كيمي الذهاب لطلب آيلا للزواج، يكتشف والد العروس أن العريس هو ابن صديقته خلال المرحلة الجامعية، مها شكري، وحين يجتمع الأهل من جديد تعود الذكريات القديمة إلى الظهور بإطار كوميدي. يتضمن الفيلم كثيرا من المواقف والمشاهد الممتعة والمثيرة في الوقت ذاته، وتتدخل أطراف كثيرة في إيجاد حل لحالة الغيرة التي سببها حب الشابين بين الأهل.
نجاح الجزء الأول أسس للجزء الثاني
تردد في كواليس المطابخ الفنية كثير من الأقاويل عن ضرورة استحداث جزء ثان يكمل الجزء الأول لفيلم "حريم كريم"، وقد سبق وتحدث مصطفى قمر عن الفكرة في أكثر من مناسبة، ويعود السبب الأساس لاختيار هذه المجازفة، ولا سيما أنها إلى حد ما سابقة في السينما المصرية، لم نعرفها إلا في عدد قليل لا يذكر من الأعمال، إلى النجاح الجماهيري الذي حققه العمل في جزئه الأول، وكشفت كاتبة العمل زينب عزيز، أن مطالبة الجمهور بعودة هذه النخبة من النجوم مع بعضها في عمل مشترك هو أكثر ما شجعها على الكتابة، خاصة أن قصة الفيلم تحتمل كثيرا من الأحداث التي يمكن البناء عليها مع الحفاظ على الجوهر الأساسي الذي انطلقت منه الفكرة، وهي الغيرة ومدى تأثيرها في العلاقة الزوجية، وصداقة المرحلة الجامعية كيف يمكن أن تتطور مع الزمن والى أين يمكن أن تصل حدودها، بعد أن تتحول العلاقة من الأهل إلى الأبناء.
هل من جزء ثالث؟
وصف مصطفى قمر فيلم "أولاد حريم كريم" بأنه عمل كوميدي مشوق يقدم فكرة حلوة وماتعة، وأهم ما يميز هذا الفيلم أنه أصبح جزءا من البيت المصري منذ عرضه للمرة الأولى وحتى الآن، ودائما تتم إذاعته عبر القنوات في كل الأعياد والمناسبات، كما أن له قاعدة جماهيرية كبيرة وهذا ما دفعه بحماس إلى تقديم جزء ثان منه، مؤكدا أن إمكانية كتابة جزء ثالث ليست ببعيدة لأن قماشة النص تتحمل حسب قوله، وهذا النوع من العلاقات يمكن الاستفاضة بها كثيرا وتقديم سلسلة من الأجزاء، بشرط أن يقدم بالتقنية العالية التي قدم بها العمل الأول.
وجوه شابة
يقدم فيلم "أولاد حريم كريم" نخبة جديدة من النجوم الشباب، مع الحفاظ على الأدوار الرئيسة لمختلف بطلات الجزء الأول، منها داليا البحيري في شخصية مها شكري، وبسمة في شخصية دينا مندور، وعلا غانم في شخصية هالة رفعت، إضافة إلى إطلالة خاصة كضيفة شرف لريهام عبدالغفور في دور نيفين غودة. ومن الوجوه الشابة التي يقدمها الفيلم، تجسد رنا رئيس، دور ابنة مصطفى قمر، وتدعى آيلا كريم الحسيني، وكذلك يجسد تيام قمر، شخصية كيمي، ويجسد الفنان الشاب يوسف عمر، شخصية سيف، وقد نشر أبطال العمل، البوسترات الفردية الخاصة بهم داخل العمل، إضافة إلى الكشف عن أسماء شخصياتهم، وذلك من خلال حسابات أبطال العمل الرسمية عبر موقع إنستجرام.
غياب نجوم الجزء الأول
رغم أن الفيلم قدم وجوها شابة ستترك بصمتها على الساحة الفنية في المستقبل، غير أن غياب بعض الشخصيات التي تركت أثرا بارزا من خلال مشاركتها في الجزء الأول طرح كثيرا من علامات الاستفهام، وشكل قلقا لدى الشركة المنتجة من نجاح العمل وتحقيقه الإيرادات المتوقعة.
ومن أبرز الوجوه البارزة التي غابت في الجزء الثاني ياسمين عبدالعزيز، التي وبحسب تصريحات نجوم العمل وصل السيناريو إليهم من دون شخصية جيجي التي كانت شخصية محورية في الجزء الأول. وغياب عبدالعزيز نتج عنه غياب شخصية إدوارد ابن خالة جيجي الذي سعى جاهدا للحصول عليها بعد طلاقها، إضافة إلى غياب شخصية الراحل طلعت زكريا الذي غيبه الموت قبل ولادة فكرة كتابة جزء ثان من العمل. وفي هذه المناسبة تهدي الفنانة بشرى هذا العمل إلى روحه وتؤكد أنه قامة فنية تفتقد في مثل هذه الأعمال التي تقدم كوميديا هادفة وعفوية يحبها الجمهور ويبحث عنها.
الأغاني
كما جرت العادة في كل فيلم من بطولة النجم مصطفى قمر أن يتضمن العمل عديدا من الوقفات الغنائية المناسبة للعمل، ما يؤكد أن قمر ورغم نجاحه في عالم التمثيل غير أنه لم يخلع عنه عباءة الغناء، وظل محافظا على صورته كمطرب إضافة إلى ممثل، مقدما في كل عمل سينمائي باقة من الأغاني التي تتناسب مع البناء الدرامي للفكرة. وقد طرحت الشركة المنتجة لفيلم "أولاد حريم كريم"، أغنية بعنوان "مين قال" بمشاهد من الفيلم، وهي من كلمات وألحان مروان السداوي الذي يشارك في الغناء أيضا، وتوزيع ميشو، كما قدم مصطفى قمر خلال الفيلم أغنية "فين آخركم فين وفي قلبي ليه قافشين" التي بدأت تأخذ نصيبها من النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي.