«من مكة وإليها» .. قصة نجاح تاجر سعودي

«من مكة وإليها» .. قصة نجاح تاجر سعودي
جناح في معرض الكتاب خصص لسيرة الراحل.

برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وحضور الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة، شهد معرض الرياض الدولي للكتاب تدشين كتاب "من مكة وإليها"، الذي يتناول السيرة الذاتية للراحل الشيخ صالح كامل منذ ولادته حتى وفاته، متتبعا حياة ابن مكة المكرمة الذي بدأ حياته مطوفا، ثم تاجرا ومستثمرا، ورائدا للاقتصاد الإسلامي وسفيرا للمصرفية الإسلامية، لكن فؤاده ظل معلقا بمكة وحاراتها وشعابها.
يسلط الكتاب الضوء على نوافذ من حكاياه، فهو صاحب أول شبكة تلفزة خاصة ومشفرة في المنطقة العربية، وأول قناة دينية إسلامية، وصاحب مشاريع وشركات انتشرت في 43 دولة، ويد بيضاء ممدودة هنا وهناك، الأب والجد والإنسان، وشخصية المثقف.
ينطلق كتاب "من مكة وإليها" من إهداء على لسان أبناء صالح كامل إلى روح والدهم، عبروا عنه بكلمات مؤثرة، كتبوا فيها: "إلى من نعيش تحت مظلة خيره وحكمته وعطر سيرته، إلى من زرع فينا تقوى الله وحب الوطن".
شكل كتاب السيرة الذاتية عن الراحل جوهرا مهما في كتابته، الذي يجمع بين مفهومي السير الذاتية الشخصية والموضوعية للدروس المستفادة من تجربته طوال أكثر من نصف قرن، فيما تختزل كاتبته ندى عيد محتواه بأن "السيرة هي رصد لمسيرة رجل ريادي في جميع القطاعات التي دخلها، ورؤيوي في مشاريعه، وصاحب رسالة عمل لتحقيقها في حياته اليومية، وهي سيرة ومسيرة تخللتها دروب من النجاح والإخفاق، والتسهيلات والتعقيدات، وفي جميعها ظل أمينا لإسلامه وقيمه ومبادئه وأخلاقياته"، وفقا لما نشره جناح حمل اسم "من مكة وإليها". ولإنجاز هذه السيرة، فإن الكاتبة والباحثة المتخصصة بكتابة سير الشخصيات والأعلام ندى عيد، عملت على مدى عامين في البحث في الوثائق والمقابلات والتسجيلات والمحاضرات والكتب والمقابلات، وقابلت نحو 50 من أفراد عائلته والأصدقاء ونخبة ممن عملوا معه، ممن عرفوا جوانب لم يتسن لغيرهم معرفتها.ويتناول كتاب "من مكة وإليها" في عشرة فصول حياة حافلة بكثير من المواقف والأحداث، فصالح كامل، المولود 1941 في الطائف، لم يكن مجرد مستثمر، وإنما رجل أعمال طليعي الفكر والمبادرة، دخل مختلف قطاعات الاقتصاد والميادين غير المسبوقة في المنطقة، وصاحب رؤية استقاها من التعاليم الإسلامية وقيمها، فكانت أساس مختلف أعماله ونشاطاته.
الحكاية - كما يتناولها الكتاب - هي حكاية مطوف وتاجر من مكة عرف شظف العيش واجتهد ونجح، وحقق جزءا كبيرا من أحلامه ورؤيته فكان رائدا، وسابقا لزمانه بأفكاره ومبادراته، لم يتهيب الانخراط في مختلف الاستثمارات، وغالبيتها عرفتها المملكة ومنطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى.
وفي تفاصيل حياة "صالح كامل" كثير من القصص والمواقف، فمن طفولته يستذكر صالح كامل في معرض سرد ذكرياته أنه كان يهوى العمل ولا يعرف أنه عمل، إذ طلب من والدته في يوم من الأيام في صغره أن تصنع له "قدر بليلة"، ليبيعها في الزقاق، وأمام إلحاحه فعلت، فكان هذا أول عمل في حياته.
خرج كامل من بيت علماء في الدين ومطوفين لضيوف الرحمن، ونجاحه في التجارة منذ الصغر لم يثنه عن إكمال تعليمه، فدرس في مكة والطائف وجدة، وصولا إلى الابتعاث للقاهرة، ولم يستمر فيها، إذ عاد بعد أن افتتحت جامعة الملك سعود (جامعة الرياض آنذاك)، فعاد ليدرس التجارة ويعمل مطوفا، المهنة التي كانت أساسا لثروة عائلته.
بعد تلك الفترة، عمل موظفا في وزارة المالية كممثل مالي لدى وزارة الدفاع، كون خلال عشرة أعوام ثروة تختلف عن أي ثروة أخرى، إذ كون خلال عمله الحكومي ثروة هائلة من الأصدقاء والزملاء والمعارف.
ومن مدرسة العمل الحكومي إلى معترك التجارة والاستثمار، منطلقا من شقة متواضعة في الرياض، ليصبح لاحقا ذلك الكيان مجموعة قابضة يشغل آلاف الموظفين في جميع قارات العالم، مستفيدا من أعوام الطفرة التنموية في المملكة.
يروي صالح كامل في حياته أن هناك مشاريع محببة إلى قلبه، أهمها مشروع صيانة وسقيا ونظافة الحرمين الشريفين، يصفه "الأنصع والأحب إلي، وأجمل ما قمت به من مشاريع طيلة عمري".

سمات

الأكثر قراءة