صندوق النقد: الصراع في الشرق الأوسط يلبد آفاق الاقتصاد العالمي

صندوق النقد: الصراع في الشرق الأوسط يلبد آفاق الاقتصاد العالمي

تثير الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس التي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى حتى الآن، قلقا في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش في وقت لا يزال الاقتصاد العالمي ضعيفا.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الخميس إن هذه الحرب "تشكل غيمة إضافية في أفق الاقتصاد العالمي غير المشرق أساسا"، مشددة على أنه من المؤلم جدا رؤية مدنيين أبرياء يموتون.
وتعقد الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين منذ الإثنين في مراكش في المغرب للمرة الأولى في دولة عربية منذ 2003 عندما أقيمت في دبي، وفي دولة إفريقية منذ خمسين عاما.
ويحاول المشاركون في الاجتماعات في مراكش توقع التداعيات المحتملة لنزاع كهذا على الاقتصاد العالمي الذي يواجه وتيرة نمو هي من الأضعف منذ عقود عدة، وخصوصا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال برونو لومير وزير الاقتصاد الفرنسي خلال مؤتمر صحافي في مراكش إن المخاطر الاقتصادية الأبرز أصبحت حاليا مخاطر جيوسياسية، معتبرا أن العواقب قد تكون وخيمة على النمو وأسعار الطاقة في العالم.
لكن من الصعب معرفة التداعيات بالتحديد من الآن، على ما أكدت كريستالينا غورغييفا، مشددة على أن صندوق النقد الدولي يتابع الوضع عن كثب.
وقالت "رأينا بعض التفاعلات في السوق النفطية لكن من المبكر قول المزيد. نرى أن الارتفاعات والانخفاضات تتعاقب".
وكان كبير اقتصاديي الصندوق بيار-أوليفييه غورينشا أشار خلال عرض التقرير السنوي لتوقعات نمو الاقتصاد العالمي الثلاثاء، إلى أن احتمال ارتفاع سعر برميل النفط بعشرة دولارات لفترة طويلة نسبيا، قد يؤدي إلى تراجع بنسبة 0.15 في المائة في إجمالي الناتح المحلي العالمي.

- الاقتصاد الاقليمي مهدد

في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق، ارتفع سعر برميل النفط 5 % قبل أن يتراجع بشكل طفيف في الأيام التالية، لكنه عاد للارتفاع اليوم بعد صدور التقرير الشهري للوكالة الدولية للطاقة الذي أشار إلى وجود مخاطر محدودة راهنا للنزاع على إمدادات النفط.
إلا أن الصعوبة الأساسية للاقتصاد العالمي هي التوترات الجديدة التي تضاف إلى الصدمات الحادة التي يواجهها في الأعوام الثلاثة الأخيرة وقد أصبحت المعيار الجديد، ما يزيد من هشاشة العالم الذي يعاني أساسا من نمو ضعيف ومن تشرذم اقتصاده، وف قولها.
لكن، يجمع الكل على أن التداعيات على الاقتصاد العالمي رهن بشكل واسع بمدة النزاع ونطاقه في حين حصل تبادل للقصف عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية وضربت إسرائيل مطاري دمشق وحلب في سورية.
في المقابل، قد تكون التداعيات أكبر وفورية أكثر على اقتصاد المنطقة في وقت تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضا من حرب السودان ومشاكل أخرى.

وتوقع تقرير الصندوق للمنطقة اليوم أن يتراجع النمو في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 2 % خلال العام 2023، في مقابل 5.6 % في 2022، على خلفية الحروب والتوترات الجيوسياسية وخفض إنتاج النفط وتشديد السياسات النقدية.

سمات

الأكثر قراءة