محللون: الاتجاه الصعودي يهيمن على معنويات السوق .. الاحتياطي الأمريكي الأدنى منذ 40 عاما

محللون: الاتجاه الصعودي يهيمن على معنويات السوق .. الاحتياطي الأمريكي الأدنى منذ 40 عاما

توقع محللون نفطيون استمرار مكاسب النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد مكاسب كبيرة في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، مع تقدير المستثمرين لاحتمال اتساع ‏نطاق الحرب في الشرق الأوسط.
وأوضحوا لـ"الاقتصادية"، أن أي حرب في الشرق الأوسط تشكل تهديدا محتملا لأمن إمدادات النفط العالمية، معتبرين أنه في ضوء احتمالات تشديد العقوبات الأمريكية على إيران يمكن أن يؤدي مثل هذا التصعيد إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل.
ونقل المحللون عن مجموعة رابيدان للطاقة تأكيدها أن السوق تراقب تداعيات الصراع القريب من مضيق هرمز أحد أكبر الممرات النفطية في العالم وتبلغ كمية النفط التي تمر عبر المضيق يوميا نحو 17 مليون برميل من النفط أي ما يعادل نحو 17 في المائة من الطلب العالمي على النفط، حسب التوقعات لهذا العام.
وذكروا أن الوضع في الأسواق محفوف بالمخاطر وليس مجرد توترات وليس مستوى المخاطر الجيوسياسية المعتادة، ما يجعل معنويات المخاطرة لدى المستثمرين أقل بكثير والسوق تتطلع إلى تلقي تطمينات بشأن الإمدادات وهدوء حدة الصراع.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة "إن أسعار النفط الخام على الأرجح ستواصل مسيرة الارتفاعات القوية خلال الأسبوع الجاري بفعل تصاعد الحرب في الشرق الأوسط التي تسببت في قفزة قوية للأسعار في الأسبوع الماضي لكنها تراجعت بسرعة عندما أعلن معهد البترول الأمريكي عن زيادة هائلة في مخزون النفط الخام وأكدت إدارة معلومات الطاقة ذلك".
ونوه بأنه في العام الماضي قامت وكالة الطاقة الدولية بالتعاون مع الولايات المتحدة بتحرير كمية هائلة من النفط من المخزونات لوقف ارتفاع أسعار النفط، ونتيجة لذلك فإن الولايات المتحدة شهدت انخفاض الاحتياطي النفطي الاستراتيجي إلى أدنى مستوى له منذ 40 عاما أي ما يعادل نحو 17 يوما من الاستهلاك، ما يجعل تكرار إصدار العام الماضي غير مرجح.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية فيرى أن الغموض والمخاوف يسيطران على السوق النفطية فيما يخص تطور الصراع في الأيام المقبلة. ونقل عن وكالة الطاقة الدولية تأكيدها أنه لم يكن هناك تأثير مباشر في الإمدادات لكن ستظل الأسواق في حالة تأهب مع تطور الأزمة.
ويتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة مع أن الاتجاه الصعودي لأسعار النفط الخام يهيمن على معنويات السوق النفطية، موضحا أن أسعار النفط ارتفعت بقوة منذ سبتمبر بعد أن مددت السعودية تخفيضاتها الطوعية للإنتاج حتى نهاية العام كما أن مخزونات النفط الخام التجارية انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل عام 2022 في نهاية سبتمبر الماضي.
وأشار إلى انه لا تزال التوقعات الاقتصادية العالمية غير مؤكدة وقد تؤثر التغيرات غير المتوقعة في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر المقبلة في الطلب العالمي على النفط الخام، لافتا إلى ترقب السوق لإجراءات التحفيز المالي والاقتصادي من جانب الصين إضافة إلى متابعة بيانات النشاط التصنيعي والوظائف في الولايات المتحدة.
وبدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية "إن قيود العرض من جانب (أوبك +) وحذر المنتجين الأمريكيين يقلصان المعروض النفطي الدولي".
ونقلت عن تقارير دولية توقعها أن تخفض الدول الأعضاء في اتفاقية "أوبك +" إنتاج النفط الخام بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا في 2023 ما يعوض جزئيا نمو الإنتاج بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا من قبل المنتجين من خارج "أوبك +".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 6 في المائة، في ختام تعاملات الجمعة وسجل خام برنت ‏أعلى مكاسب أسبوعية له منذ فبراير، مع تقدير المستثمرين لاحتمال اتساع ‏نطاق الصراع في الشرق الأوسط.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4.89 دولار، أو 5.7 في المائة، وأغلقت عند 90.89 ‏دولار للبرميل. وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 4.78 دولار، أو ‏‏5.8 في المائة، ليصل إلى 87.69 دولار للبرميل عند التسوية.‏ وحقق برنت مكاسب أسبوعية بنسبة 7.5 في المائة، وهي أكبر زيادة من نوعها منذ ‏فبراير، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 5.9 في المائة، خلال ‏الأسبوع.‏ كما ارتفعت الأسعار أيضا بفعل الخطوة الأمريكية الخميس بفرض عقوبات ‏على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى لسعر ‏مجموعة السبع البالغ 60 دولارا للبرميل، في محاولة لسد الثغرات في الآلية ‏المصممة لمعاقبة موسكو.‏ من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاث هذا الأسبوع بعد انخفاضه بأربع الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر ارتفع إلى 622 منصة هذا الأسبوع وحتى الآن هذا العام قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 157 منصة حفر نشطة، كما بلغ عدد منصات الحفر هذا الأسبوع أقل بـ453 منصة من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
وأشار إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار أربع إلى 501، بانخفاض 120 حتى الآن في عام 2023 وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع إلى 117 بخسارة 39 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه بارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصتين هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بمقدار 35 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي حيث ارتفع عدد منصات الحفر في Eagle Ford بنسبة منصة للأسبوع الثاني على التوالي وهو أقل بـ20 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ولفت إلى ارتفاع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 6 أكتوبر وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة ليصل إلى أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، كما ارتفعت مستويات الإنتاج الأمريكي الآن بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.

الأكثر قراءة