لماذا لا تمشي؟
أتابع بتقدير كبير الجهود التي تبذلها جمعية مسارات ورحلات المشي "درب"، وهي واحدة من الجمعيات التي تعمل تحت إشراف وزارة السياحة. هذه الجمعية كانت ولا تزال تبذل جهودا كبيرة لتطوير مسارات لرياضة المشي والهايكنج في مختلف مناطق المملكة. وهي بين وقت وآخر تقدم لنا مسارات مثيرة للدهشة ضمن مستهدفاتها لتطوير 195 مسارا. وتسهم الجمعية بشغف في إثراء ثقافة المشي، وكل درب من الدروب التي تمهدها يضيف قصة جديدة تثري تجربة السائح المحلي والدولي.
يجمع بين المؤسسين للجمعية الشغف والرغبة في دعم مبادرات رؤية السعودية 2030 من خلال الإسهام في رفع جودة الحياة ونشر السلوكيات الصحية، إضافة إلى تعظيم العوائد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية من المشي والسياحة البيئية والطبيعية.
الأحد الماضي أعلنت جمعية مسارات ورحلات المشي عن إطلاق مسار جبلة في الدوادمي إثر جهود دؤوبة استغرقت ثلاثة أشهر لإتمام هذا المسار.
قبل ذلك افتتحت الجمعية مسار الهايكنج في جبل التوباد في الأفلاج الذي يرتبط بقصة قيس وليلى. هذه القصة الرومانسية يرجح المؤرخون أنها وقعت خلال الفترة ما بين 24 و68 هجرية.
هناك مسارات أخرى تم تطويرها من بينها: مسار المنجور ومسار جلاجل ومسار مصيقره ومسار الغاط التاريخية ومسار الحضر.. إلخ. وتغطي المسارات التي تسعى الجمعية إلى تطويرها معظم مناطق المملكة.
لا يقتصر دور الجمعية على تطوير المسارات والتحفيز على زيارتها، فهي تقدم المشورة والنصائح فيما يخص الترتيب لرحلات الهايكنج عبر مسارات آمنة توفر لهم الاستمتاع برحلاتهم وتمكينهم من الوصول إلى مواقع سياحية وأثرية وحضرية ومجتمعية والتعرف على مكوناتها، إضافة إلى إثراء التجارب والاستمتاع بهذا الوطن الشامخ وتضاريسه وطبيعته الخلابة التي تتسم بالتنوع والجمال.
ختاما، أود أن أقدم الشكر لمؤسسي الجمعية والمتطوعين فيها. وانتهزها فرصة لدعوة رجال الأعمال والبنوك إلى دعم الجمعية ماديا بهدف تحقيق الاستدامة المالية، كما أتمنى أن ينخرط أبناء وبنات بلادنا في هذه الجمعية التي تقدم خدمة نوعية فريدة.