صندوق النقد: العالم على صفيح ساخن .. والفائدة ستظل مرتفعة وتضعف النمو الاقتصادي
قالت كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، إن العالم الآن على صفيح ساخن بسبب الصراعات الجيوسياسية، مبينة أن النمو العالمي بطيء بالفعل عند 3 في المائة وسيظل بطيئا في الأعوام المقبلة، في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة ستشكل عائقا إضافيا أمام النمو.
وأضافت جورجييفا خلال حلقة نقاشية ضمن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد أن "التضخم لا يزال مرتفعا وهذا يتطلب أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة، ما يثبط النمو بشكل أكبر"، وأن التعاون الدولي في عالم مفكك هو مفتاح النمو، وأن هذه المسألة "ذات أولوية قصوى".
وقالت "نراقب تكاليف هذا التفكك، فهي كبيرة للغاية. تحدثنا في مناسبات عديدة عن انخفاض بنحو 12 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فقط تخيلوا ما يمكن للعالم القيام به إذا كان لديه 12 أو 13 أو 14 تريليون دولار إضافية".
أما العوامل الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، فأكدت أنها غيمة أخرى في أفق ملبد بالغيوم، وستؤثر كثيرا في الاقتصادات، نتيجة دورها السلبي على التأمين وتكلفة نقل البضائع، وقطاع السياحة، إضافة لما تسببه من زيادة في أعداد اللاجئين، التي لا يستطيع كثير من الدول استيعابها.
وأبدت أسفها لفقدان الكثيرين لحياتهم نتيجة الصراعات في الشرق الأوسط، مبينة أن ما يحدث في المنطقة يتزامن مع تباطؤ في النمو الاقتصادي وارتفاع في أسعار الفائدة وتكلفة خدمة الديون بسبب تداعيات جائحة كورونا وتبعات الحروب. ونوهت جورجييفا إلى أن الحرب الدائرة ستؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة، لافتة إلى أن الأمر لا يتعلق باقتصاد فلسطين وحدها، بل قد تتأثر منه مصر ولبنان والأردن. وتابعت "الصراعات الجيوسياسية الأخيرة تسببت في كثير من القلق العالمي، ومع الأسف، فإن ما يلوح في الأفق ينذر بمزيد من التشاؤم، هناك فقدان للأرواح وخراب ودمار، وانتكاسة لكثير من الأنشطة الاقتصادية بسبب تلك الحرب، فهناك دول تعتمد في مداخيلها الأساسية على السياحة، وستتسبب تلك الصراعات في تأثر القطاع السياحي بشكل كبير، فالعالم الآن على صفيح ساخن".
وأشارت جورجييفا إلى تغير في سياسات صندوق النقد الدولي بعد جائحة كورونا، مبينة أن الصندوق يدعو دائما الدول إلى اتباع برامج للحماية والوقاية النقدية والحفاظ على الممتلكات والمقدرات، والتركيز على تنفيذ سياسات للتحوط من الأزمات والتنبؤ بها قبل وقوعها لإعداد طريقة مثلى للتعامل معها.
وبينت أن اقتصاد الشرق الأوسط ينمو بشكل متباطئ فقد أثرت عليه تبعات كورونا وآثار الحروب والنزاعات، ورغم ذلك، فإن صندوق النقد الدولي يعمل على مساعدة الدول المتأثرة من تكلفة الديون، ويوجهها للبرامج الأكثر استدامة، والاستفادة من تجربة الاقتصاد السعودي الذي يركز في برامجه المتنوعة على رفع إجمالي الناتج المحلي.