لمحة عن ألبومات الصور العائلية المستقبلية
في الأسبوع الماضي، بعد أن شاهدت معرضا كانت فيه جميع اللوحات تعود إلى نيجيريا في سبعينيات القرن الماضي، بدأت البحث في جهاز الآيفون الخاص بي عن صورة قديمة لجدتي تمت رقمنتها وإرسالها لي عبر البريد الإلكتروني منذ أعوام من قبل إحدى عماتي. إنها صورة لها في إحدى الحفلات وهي تقف - أنيقة ومهذبة، بشعر منفوش وترتدي نظارات شمسية في الداخل - بجانب مجموعة من النساء الجالسات. كنت أرغب في أن أري شخصا ما مظهرها في أوائل السبعينيات في نيجيريا، لكنها أيضا صورة رائعة لأنها تظهر كيف كانت النساء الأخريات ترتدي الملابس في ذلك الوقت، فضلا عن إعطاء إحساس بالهندسة المعمارية المحلية من تلك الحقبة. إنها صورة غنية بالنسبة لي لكل هذه الأسباب.
كثيرا ما أبحث عن هذه الصورة وفي كل مرة أضطر إلى تصفح آلاف الصور على هاتفي لأنني لم أقم بإنشاء مجلد "ألبوم" عائلي بعد. أنا كبير بما يكفي لأتذكر عندما كانت ألبومات العائلة الملموسة قطعة أثرية منزلية شائعة، على الأقل حيث نشأت في غرب إفريقيا. كانت لدينا أكوام منها مليئة بالصور الشخصية، إضافة إلى صور عفوية من حفلات أعياد الميلاد، والعروض المدرسية، ورحلات عيد الميلاد إلى قرية والدي، والزيارات المنزلية من الأصدقاء والعائلة الممتدة. وفي أوقات عشوائية، كنت أختار أنا أو أحد أشقائي ألبوما، ونفتحه على حجرنا الصغير ونقلبه عبر الأغطية البلاستيكية الرقيقة، ونحدق في ذكريات تاريخ عائلتنا. كانت الألبومات شيئا نتشاركه ليس فقط مع بعضنا بعضا، لكن مع بعض الزوار الذين يأتون إلى المنزل. لقد كان طقسا غير محكي لتذكر قصصنا وسرد بعض تلك القصص للآخرين.
كانت الألبومات العائلية عبارة عن ذكريات الماضي تقول شيئا عن رحلتنا الفردية والجماعية إلى الحاضر. في هذه الأيام، تعد الصور الرقمية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الأرشيفات الأكثر شيوعا وثباتا في حياتنا. لقد وجدت نفسي في الآونة الأخيرة أشعر بحنين شديد لفكرة ألبوم العائلة. لا أقترح بالضرورة أن يعود بالشكل القديم، لكني أتساءل كيف يمكن لفكرة ألبوم العائلة أن تشكل الطريقة التي نفكر بها اليوم حول صنع الذكريات، من الذي يظهر في ألبومات العائلة في حياتنا وما الذي قد يعنيه التفكير بشكل أكثر تعمدا في كيفية قيام أفعالنا الحالية بتكوين ذكريات المستقبل.
في لوحة "منتدى العائلة" التي رسمها الفنان النيجيري المعاصر بيتر أوكا والمقيم في كولونيا عام 2023، ندخل مشهدا لستة أقارب مجتمعين في غرفة معيشة مفروشة بشكل مبالغ فيه. تشير مجموعة إل بي، ومشغل الأسطوانات والتلفزيون باللونين الأبيض والأسود إلى فترة زمنية تاريخية، وتوضح الكتب الموجودة على الحائط والطاولة الجانبية عائلة تقدر القراءة. ويوجد على طاولة القهوة طبق من جوز الكولا، وهي فاكهة من غرب إفريقيا تستخدم بعدة طرق لكن يتم تقديمها عادة لإظهار الاحترام لكبار السن في الأسرة أو المجتمع. وحقيقة أن الطبق موضوع أمام الرجل الذي يتحدث تدل على أنه أحد كبار الأقارب الزائرين. إنه يشير إلى الرجال الثلاثة الآخرين، الذين يستمعون باهتمام على الجانب الأيسر من اللوحة، بينما تجلس سيدة وتقف أخرى على الجانب الأيمن من اللوحة. من المحتمل أن تكون المرأة التي تقف مرتدية الفستان المخطط الملون هي التي قدمت جوز الكولا، لكن وقفتها دفاعية: أكتافها إلى الخلف، ووركها إلى الأمام وتعبير عن الاستياء على وجهها. ربما لا ترغب في أن تكون هي التي تخدم بينما يجلس الرجال ويتحدثون. ربما، عبر شخصيتها، تشير الفنانة إلى الطرق التي تتجلى بها المعايير الأبوية التقليدية في جميع مجالات المجتمع.
تعجبني هذه اللوحة - المعروضة حاليا في معرض ماريان إبراهيم في باريس - لأنها تدعو المشاهدين إلى تذكر تجمعاتهم العائلية والتساؤل عن الكيفية التي كان يتم فيها تبادل الأفكار، ومن الذي أجرى المحادثات. وأسفل طاولة القهوة مباشرة يظهر جزء من ألبوم عائلي، يمكن التعرف عليه عبر تفاصيل الغلاف المزخرف ومكان وضعه. يمكن للمرء أن يتخيل مشهد اللوحة نفسها موضوعا على إحدى صفحات الألبوم.
عادة ما تكون ألبومات العائلة مليئة بالصور التي تلتقط لحظات احتفالية أو مرحة في حياتنا. لا نميل إلى توثيق الصدمات النفسية أو الحسرات. لكن النظر إلى هذا العمل جعلني أفكر في كيفية نسج رواياتنا المرئية عما يعنيه أن تكون عائلة - في الخير أو في الشر، سواء في الذكريات أو في الصور - في تجارب حياتنا الحالية. نحمل جميعنا ألبومات عائلية في داخلنا، وسيكون من المفيد معرفة أي مراحل حياتنا، أو أي أفراد الأسرة، يشغلون المساحة الأكبر واستكشاف الأسباب وراء ذلك.
غالبا ما تذكرني أعمال رسامة الصور الشخصية أليس نيل في القرن الـ20 بالصور العائلية، لكن نظرا إلى أنها رسمت أشخاصا من مختلف الأعراق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، فإن عملها يجعلني أفكر في كيفية تعلمنا توسيع مفهومنا حول من يشكل عائلتنا، ومن تعد صوره ذات قيمة بالنسبة إلينا. خلال فترة إقامتها في هارليم، نيويورك، في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، رسمت نيل صورا محركة للمشاعر للأطفال، والجيران، وموظفي المتاجر وغيرهم من الأشخاص الذين قابلتهم. أصبحت هذه الأعمال بمنزلة نوع من أرشيف منتصف القرن لمجتمعات معينة في نيويورك.
إحدى لوحاتي المفضلة لوحة تحت عنوان "فتاتان، هارليم الإسبانية" من 1959، التي تظهر طفلتين تجلسان وتحدقان في المشاهد باهتمام. ترتدي الفتاة الصغيرة في المقدمة ثوبا له حمالات باللون الرمادي والأبيض، ورأسها مائل ومستقر على راحة يدها اليمنى، بينما تستقر يدها الأخرى على الطاولة خلفها. نظرتها حادة، وكلتاهما تتساءلان بشكل صريح في المشاهد. تبدو الفتاة الصغيرة التي تقف خلفها والتي ترتدي الفستان الأحمر والأسود أقل مواجهة، فهي ببساطة مستعدة لرد نظرة المشاهد لها. هناك شعور غير متوقع من الجاذبية لهاتين الطفلتين الصغيرتين ما يجعلهما تبدوان وكأنهما شخصان حقيقيان يجب أن يحسب لهما حساب وتحترما.
أحب هذه اللوحة لأنها تسمح للفتيات بأن يظهرن على طبيعتهن عندما يتم التقاط صورهن. ليس هناك أمر بالجلوس بشكل مستقيم أو وضع أيديهم في حجرهم. إنه يدفعني إلى التفكير فيمن قد أفسح له المجال في ألبوم عائلتي الذي يضرب به المثل إذا تخيلت أن عائلتي تمتد إلى الحي الذي أسكن فيه، ومجتمعي وربما حتى خارج حدود مدينتي وبلدي. من لم أراه؟ من منا لا يمنح المساحة ليظهر على طبيعته دون خوف؟ ما المشاهد التي يمكن الاحتفاء بها وتوثيقها في ألبوم عائلي عالمي، وما القصص التي سترويها عنا جميعا؟
أحب لوحة فنسنت فان خوخ، التي رسمها في ديسمبر 1889، بعنوان "النساء يقطفن الزيتون". لقد صنع ثلاث نسخ من هذه اللوحة، كل منها تعرف النساء بشكل أوضح. ثلاث نساء يجمعن الزيتون في منظر طبيعي من الأشجار الخضراء المتموجة مقابل سماء وردية وأرض رمادية متدحرجة. قد تبدو هذه صورة غريبة يمكن عبر النظر إليها العودة إلى فكرة الألبوم العائلي. لكن عندما فكرت في كيف تعمل هذه المصنوعات اليدوية على تذكيرنا بتاريخنا الماضي، وربما حتى تراثنا المستمر، أدركت أن الحياة التي نحن منغمسون فيها الآن ستوفر المادة الخام لألبومات الجيل القادم.
تقدم لوحة فان خوخ طريقة واحدة محددة يمكنني أن أتخيل بها: ممارسة زراعة الأشجار وحمايتها. خلال حياتها الطبيعية، ستعيش معظم الأشجار بعدنا، وأنا أحب أن أفكر في عدد أجيال العائلات التي قد تتفاعل مع بستان الزيتون هذا، في مكان ما في سان ريمي دو بروفانس، في اللوحة بمرور الوقت، وكيف تغذي قصص المكان والأشخاص الذين يجعلوننا ما نحن عليه. ماذا لو فكرنا في حياتنا الحالية كذكريات تحدث الآن - وأفعالنا في العالم، بدءا من كيفية إفساح المجال لبعضنا بعضا إلى كيفية اهتمامنا بالنظم البيئية التي تغذينا، أنها إنشاء صفحات لألبوم عائلي عالمي؟