نظام صحي بنموذج وقائي «2 من 2»

أنظمة الرعاية الصحية القائمة على القيمة التي تندرج ضمن مفهوم أكبر في الإدارة، هي القيمة مقابل المقابل، والرعاية الصحية القائمة على القيمة وفاعلية التكاليف وتحقيق النتائج والاستجابة للأمراض من السياسات الناجحة إذا ما توافرت منظومة شاملة من مختلف الجهات الفاعلة في النظام الصحي مثل المنظمين والمشترين ومقدمي الخدمات والممارسين والمرضى التي تنعكس على رفاهية المجتمع من خلال قياس الرضا النهائي في نهاية المطاف.
علاوة على ما سبق، توليد القيمة في النظام الصحي يأتي من محاور عدة مثل نظام البيانات والسجلات الصحية الرقمية للمجتمع وتفعيل أدوات تحليل البيانات الضخمة وتفعيل الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الحالات والمناطق التي لها أنماط متشابهة في التحولات الوبائية والمرضية العارضة أو المزمنة أو الوراثية، أي: إن البيانات المرصودة ذات دلالات إحصائية يمكنها دعم القرارات والسياسات، ومن المحاور الجوهرية أيضا في تشكيل القيمة وبناء سياسات قوية واستراتيجيات للقيمة في النظام الصحي، وجود أجندة للقيمة تشمل جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك جودة رأس المال البشري.
كما أن صانعي السياسات الوطنية الطبية وكفاءتهم من العناصر التي تسهم في زيادة القيمة من خلال قدرتهم على رسم سياسات من منظور مقدم الخدمات في بيئة تنافسية متكافئة ولا سيما أن كثيرا من النظم الصحية العالمية واجهت تحديات في عدد من تلك الجوانب.
النظام الصحي الجديد يمكن تصنيفه ضمن الخطط الشاملة التي تسعى إلى توزيع الموارد الصحية عبر مؤسسات التأمين الطبي دون أن تتخلى الدولة عن متابعة النظام الصحي وتنفيذه ومراقبته بتوجه استراتيجي ومشاركة القطاع الخاص وشركات الدولة المختصة.
النموذج القادم يحمل في طياته جملة من السياسات التي يمكنها تطوير النظام الصحي لمستويات جديدة وذات طبيعة مستدامة كما أنه سيكون له مشاركة كبيرة في الناتج الإجمالي، وفي الوقت نفسه سيزيد من جاذبية قطاعي الرعاية الصحية والتأمين الطبي، وسنرى نموذجا يجمع بين الأداء الاقتصادي والرفاهية المجتمعية من خلال تأمين احتياجاتهم للرعاية الصحية دون قيود في التكاليف من منظور المستهلك للخدمة وفي الوقت ذاته يعالج النظام الهدر ويحسن الصحة بشكل استباقي.
أخيرا، كل الأنظمة الصحية في العالم تركز على الرعاية الأولية أو الرعاية الثانوية، ولكن الاتجاهات الجديدة في المملكة نتوقع أنها ستكون خدمات عالية الكفاءة من الناحية الفنية، وتعمل ضمن نظام صحي فعال من حيث التخصص وتطبيق مزيج بين الرعاية الأولية والثانوية إلى حين اكتمال المنظومة التي ستكون في نهاية المطاف تطبق نموذجا صحيا وقائيا عالي الجودة، التي يمكن وصفها بشبكة المنظومة للأعمال الصحية والتأمين Business ecosystem وضمن بيئة تنافسية ترصد أي آثار وتعالجها بشكل سريع والتأكد من تحقيق جميع أجندة القيمة المضافة للجميع -إن صح التعبير- وتنفيذ المبادرات التي تحقق الرعاية المنسقة ضمن التدابير المالية والتنظيمية التي تحقق الاستدامة والجودة في الرعاية الصحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي