توثيق فضائح الغرب
نحن أمام مشهد فضائحي "مثالي" عمره شهر وقد يطول، تعرى فيه الغرب جماعيا من كل قيم كان يدعي زورا الدفاع عنها ويهاجم الآخرين من الأمم والدول وفي مقدمتها الدول العربية ويضغط عليها في كل جوانب الحياة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، متعذرا بالحفاظ على تلك القيم المزعومة.
أعلن الغرب ممثلا في الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية تحالفا سافرا مع الدولة الصهيونية ووفر لها كل الإمكانات من سلاح ومعدات فوق ما لديها وأتبعه بغطاء سياسي محموم تمثل في زيارات دعم من رؤساء ووزراء لتل أبيب والوقوف معها حتى تتمكن من النجاح في إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة، وتتستر على قصف مستشفيات ومدارس ومستودعات غذاء لهيئات غوث أممية وتقتل موظفين من هذه الهيئات، كل هذا مع حشود عسكرية أمريكية ضخمة توجتها بالإعلان عن وصول غواصة نووية. في الواقع يقوم الغرب بحراسة المجرم حتى يتمكن من إتمام جريمة القرن الـ21، أكبر إبادة جماعية وتدمير بنى تحتية وتهجير أكثر من مليون إنسان أعزل.
ترفض الدول الغربية المطالبات بوقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، فالمجرم ما زال في حاجة إلى مزيد من الوقت والغطاء والمهل، يكمل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ما بدأته وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت ومن بعدها هيلاري كلينتون، يتجول هنا وهناك كما فعلتا في وقتيهما وهو الذي بادر بالحضور متعجلا إلى تل أبيب في أول زيارة ليعلن أنه جاء كيهودي أولا.
حمى الدعم والمساندة الغربية لجرائم الإبادة الجماعية في غزة وصلت إلى منع وتغريم وسجن من يعترض على ذلك من مواطنيهم، حق التظاهر أصبح ممنوعا إذا كان ضد الظلم والظلام الذي تحمل لواءه إسرائيل وتوجيه وسائل الإعلام الغربية لحجب الحقائق بل العمل على تزويرها، لكن كل هذه الحقائق الدموية المدهشة للبعض ستتبخر ما أن تتوقف الحرب على غزة ويرتفع صوت التصريحات المخدرة بمفاوضات ومؤتمرات. لذا ومن باب أضعف الإيمان، أدعو إلى التوثيق، أدعو إلى إقامة مسابقات لإنتاج أفلام وبرامج وثائقية بمختلف اللغات توثق فضيحة الغرب الذي أعلن دون مواربة حربا حضارية دينية على العرب والمسلمين وهو الذي يدعي علمانية وحرية تعبير وحقوق إنسان.