تحديات المناخ بين خطابين

أثبتت المملكة وبعض دول الخليج العربي أنها أكثر إدراكا لأهمية التصدي لتحديات المناخ، من خلال التزامات واقعية وجادة. هذا الأمر تعزز في منتدى "كوب28" في دبي. الاحتفالية التي سجل لحضورها نحو 97 ألف زائر استهدفت أمورا عدة أهمها توفير دعم جاد للدول النامية لمواجهة مضاعفات التغير المناخي. كانت المملكة حاضرة برؤيتها ومبادراتها الخاصة بالاستدامة والبيئة والطاقة البديلة واستحداث مدن مستقبلية خالية الانبعاثات الكربونية.
الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة قال للعالم "إن مبادرة السعودية الخضراء تأتي في سياق الأهداف المناخية المنشودة، وهو الأمر الذي تأمل المملكة أن يتحقق إقليميا عبر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر". يمكن القول إن المؤتمر تضمن خطابين، الأول كان يحمل تصورات مثالية ومطالب مستحيلة ترمي التهم جزافا. في مقابل ذلك شهدنا خطابا ناضجا ومبادرات جادة سعودية وإماراتية تقدم نماذج وحلولا مبتكرة لتحقيق أهداف الاستدامة وزيادة الاعتماد على البدائل النظيفة للطاقة. ولا بد هنا من الإشارة إلى إنشاء أكبر معمل في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في نيوم. هذا بخلاف مشاريع الطاقة المتجددة الأخرى.
ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة قدم رسالة رصينة جدا إذ قال، "نحن واقعيون في توقعاتنا ولا نستطيع القول إن العالم سيتوقف عن استخدام الطاقة. لكن السؤال هو: كيف ننتجها بطريقة أفضل للبيئة وفق معايير أفضل لتحقيق معايير أفضل لتقليص الكربون؟". لقد سعت المملكة خلال المؤتمر للتأكيد بمنتهى الوضوح على التزاماتها بعيدا عن الخطابات المتطرفة وغير الواقعية التي تطالب بالاستغناء الكامل عن النفط. تضمنت النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء مستهدفات ملهمة، بينها زراعة 600 مليون شجرة بحلول 2030. علاوة على حماية 30 في المائة من المناطق البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي. هذا جانب من مبادرات المملكة التي تستمد محفزاتها من خلال عمل دؤوب وقيادة حصيفة تسعى لتحقيق أفضل النتائج "بعيدا عن أي إملاءات" وهذا الشيء الذي قاله بمنتهى الوضوح عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية مبعوث شؤون المناخ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي