الاقتصاد الشغوف بقضية عدم المساواة «4 من 5»
حول الحديث عن التعليم وعدم المساواة، بدأ هذا الثنائي البحث في أوائل التسعينيات، وكانا قد التقيا في أواخر الثمانينيات عند المدخل الخلفي للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في كامبريدج بولاية ماساتشوسيتس. وتذكر كلوديا جولدين أن البحث نشأ من بعض أعمال كاتس الأولية عن تاريخ التعليم وتأثيره في الأجور. وتقول: "كانت التغيرات في هيكل الأجور تستحوذ على تفكير لاري. وكان أول أستاذ اقتصاد في الثمانينيات يرى فجوة عدم المساواة آخذة في الاتساع".
ويقول كاتس إن الباحثين استفادا من "كم هائل من مجموعات البيانات" وقاما يدويا بتبويب بيانات مكتب إحصاءات العمل من أوائل القرن الـ20. وقد استخرجا مواد خاصة بحملات أنشأتها مجالس إدارات المدارس المحلية - في المناطق الريفية أكثر منها في المدن - في العقدين الثاني والثالث من القرن الـ20، لدفع "حركة المدارس الثانوية" لإعداد النشء للحصول على وظائف أفضل.
وهما يوضحان في مؤلفاتهما أن هذا الأمر منح العاملين الأمريكيين ميزة هائلة لأن "الولايات المتحدة علمت شبابها إلى مدى أبعد كثيرا مما فعلت معظم الدول الأوروبية، إن لم تكن كلها." وبحلول الثلاثينيات، كانت الولايات المتحدة هي البلد الوحيد تقريبا الذي يوفر تعليما ثانويا مجانيا بالكامل ويسهل الالتحاق به. وهما يريان أن اتساع فجوة عدم المساواة في الولايات المتحدة في نهاية القرن الـ20 لم يعكس إلى حد كبير سرعة التغير التكنولوجي بوصفه نقصا في رغبة مواصلة الاستثمار في التعليم.
ويقول كاتس: "كان من الممكن أن نفعل مع التعليم الجامعي والمهني ما فعلناه مع حركة المدارس الثانوية". ثم أضاف "لدينا ثورة غير مكتملة في التعليم بعد الثانوي. وقد تركناه للأسر لتتولى توفيره". وهو يطالب اليوم بمزيد من الاستثمار في جامعات الولايات وفي تعليم مهني قوي وبرامج تدريب لخريجي المدارس الثانوية للعمل في القطاعات المختلفة. "وقد نشر هو وزملاؤه مجموعة من الدراسات في العقد الثاني من القرن الـ20 توضح أن أصحاب العمل لا يعطون قيمة كبيرة للدرجات العلمية من الكليات المكلفة الهادفة إلى الربح".
ويقول كاتس إن 50 إلى 60 في المائة من الزيادة في عدم المساواة في توزيع الأجور في الولايات المتحدة منذ 1980، نشأت من تباطؤ التقدم التعليمي بالنسبة إلى النمو المستمر في الطلب على العاملين الحاصلين على تعليم جامعي، ما أدى إلى اتساع فرق الأجور بين الحاصلين على درجات جامعية وغير الحاصلين عليها. ويوضح أن العوامل الأخرى تتضمن تراجع اتحادات العمال، وتآكل الحد الأدنى الفيدرالي للأجور، والزيادة في تعويضات المسؤولين التنفيذيين ومنح أعلى التعويضات الأخرى للمناصب العليا، وتفتيت سلاسل الإمداد بتزايد التعهيد الخارجي المحلي، وزيادة استخدام الاقتصاد التشاركي، ونقل مواقع الإنتاج للخارج على مستوى العالم.
وفي 1993، أصبح كاتس كبير الاقتصاديين في وزارة العمل في إدارة الرئيس بيل كلينتون. وقد جعله ذلك المنصب في وضع يتيح له المساعدة على تصميم ما يصفه خبراء اقتصاد آخرون بأنه أهم تجارب السياسات الاجتماعية في تاريخ الولايات المتحدة، وهو برنامج "الانتقال إلى الفرصة" من أجل مرونة التنقل السكني.
ويقول كاتس أيضا إنه في أعقاب أحداث الشغب التي شهدتها لوس أنجلوس على خلفية اعتداء الشرطة في 1991 بالضرب المبرح على رودني كينج، "شعر الكونجرس ببعض المسؤولية وأقر قانونا تضمن تخصيص بعض الأموال لمشروع إرشادي خاص بالأحياء السكنية." وبدأ البرنامج عام 1994 في بوسطن وبالتيمور وشيكاغو ومدينة نيويورك ولوس أنجلوس، وشمل 4604 أسر تعيش في الإسكان العام في بعض أفقر أحياء البلاد. وتمثلت الفكرة في معرفة ما إذا كانت مساعدة أسر تم اختيارها عشوائيا على الانتقال إلى حي أفضل يمكن أن تفيدها من الناحية الاقتصادية.. يتبع.