قرارات 2024 .. إضافة جديد أم تخلص من القديم؟
إن طقوس العام الجديد المتمثلة في التعهد بالإقلاع عن التدخين أو الشرب أو الحلوى ليست مناسبة لي. لطالما فضلت فكرة أن القرارات يجب أن تضيف شيئا إيجابيا بدلا من التخلص من العادات السيئة. في عام اعتيادي، قد أعقد العزم على ممارسة مزيد من التمارين الرياضية، أو مشاهدة مزيد من عروض الموسيقى الحية، أو قضاء مزيد من الوقت مع أطفالي.
أنا لا أدعي أنني أنجح دائما في ذلك، فالمحصلة خليط من النجاحات والإخفاقات، لكن ممارسة ذلك كانت بناءة دائما. ومن أجل حياة أفضل، كنت أعتقد أنه ينبغي للمرء أن يضيف أشياء جيدة بدلا من التخلص من الأشياء السيئة. لكنني بدأت أتساءل. أنه حتى كلمتي "الإيجابية" و"البناءة" توحيان بعقلية الإضافة. ربما أحتاج إلى أن أتعلم التخلص من الأشياء. وفي مجموعتهما المؤثرة من التحفيزات الإبداعية، أوبليك ستراتيجيز، قام كل من الموسيقي بريان إينو والفنان بيتر شميدت بإدراج مقترح، "استخدم عددا أقل من النوتات الموسيقية". تماما هكذا.
ويقول ليدي كلوتز، مؤلف كتاب "التخلص من الأشياء": علم التقليل غير المستغل، إنني لست الوحيد الذي يفتقر إلى غريزة التخلص من الأشياء. خذ جسرا متزعزعا تم بناؤه بقطع الليجو وبدعامتين غير مستويتين. هل ستقوم بإصلاحه عن طريق إضافة قطع من الليجو إلى الدعامة القصيرة؟ أم عن طريق إزالتها من الدعامة الأطول؟ معظم الناس سيضيفون قطعا، في حين إن الأسهل هو التخلص منها.
وقد لاحظ كلوتز هذا الاتجاه أثناء اللعب مع ابنه، لكنه سرعان ما تعاون مع باحثين آخرين لاختبار فرضية الليجو في تجربة رسمية. حيث كشف هذا البرنامج البحثي بمثال تلو الآخر عما سماه كلوتز "إهمال التخلص من الأشياء". قم بعرض وصفة للحساء على الناس واطلب منهم تحسينها، وسيقترحون دائما وضع مكونات إضافية بدلا من اقتراح إزالتها. واطلب من الناس تعديل حلقات الموسيقى، وسيسعون إلى إضافة نوتات أخرى، وليس التقليل مما فيها.
وفي إحدى التجارب، تمت دعوة المشاركين لتحسين خط سير إحدى الرحلات ليوم واحد في واشنطن العاصمة. حيث كان الجدول مكتظا بشكل غير منطقي: في 14 ساعة، يتم الوصول إلى أكثر من 12 وجهة. ومع ذلك، فكر ربع الأشخاص فقط في تقليل أي أنشطة، وذلك في سعيهم للحصول على رحلة يومية أفضل.
سيكون من الخطأ الإشارة إلى أننا لا نفكر أبدا في التخلص من الأشياء. فعديد من القرارات التقليدية يهدف إلى التخلص من العادات السيئة، وعديد من الأنظمة الغذائية يدعو إلى التخلص من السعرات الحرارية أو الأطعمة غير الصحية، كما أنني توقفت عن عد القصص التي سمعتها عن الشركات التي تتخلص من الاجتماعات المزعجة.
لكن يوجد في فن التخلص من الأشياء أكثر من مجرد حذف الأشياء التي من الواضح أنها سيئة. ففي بعض الأحيان تحتاج إلى التخلص من شيء جيد كي تفسح المجال أمام الأشياء الجيدة الأخرى. وسيتحسن الحساء إذا أزلت إبهام النادل منه، لكن يمكن أيضا تحسينه بإزالة الجزر المبشور. أو كما كتب أنطوان دو سانت-إكزوبيري في عام 1939 "لا يتم الوصول إلى الكمال في النهاية عندما لا يكون هناك ما يمكن إضافته، لكن عندما لا يكون هناك أي شيء يمكن حذفه".
وهذا يشبه إلى حد كبير مفهوم الحد الأدنى، لكن هناك فرقا دقيقا بين التقليلية التي تقول "الأقل هو أكثر" وبين مبدأ التخلص من الأشياء نفسه. إذ يمكن للمرء تصميم منزل بسيط عن طريق إضافة بعض الديكورات، لكن كلوتز مهتم بما يحدث عندما تقوم بالتخلص من شيء موجود أمامك بالفعل.
بصفتي خبيرا اقتصاديا وكاتبا، أنا من الجمهور المتقبل لمبدأ التخلص من الأشياء. فالتحرير في أغلب الأحيان هو عملية تخلص من كلمات بدلا من إضافتها، في حين ينشأ الاقتصاديون على فكرة "تكلفة الفرصة الضائعة"، وهي فكرة تقول "إن كل ما تشتريه وكل ما تفعله يعوق كل شيء آخر ربما كنت قد اشتريته وربما فعلته".
لكني كنت أعاني بينما كنت أفكر في التزاماتي الأسبوعية وقائمة الأشياء التي كنت أتمنى تحقيقها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ما الذي يمكنني التخلص منه؟ أردت أن أقوم بها كلها.
هل توجد حيلة لمعرفة ما يجب التخلص منه؟ لقد نصحت ماري كوندو خبيرة تنظيم الفوضى بجمع كل شيء من فئة معينة من الأشياء في مكان واحد، ثم اسأل عند كل قطعة تلو الأخرى "هل تثير البهجة؟"، هذا الإجراء يعمل جيدا عند ارتداء القمصان لكنه عديم الفائدة بالنسبة إلى صندوق البريد الإلكتروني الممتلئ. وعندما نظرت إلى أهدافي والتزاماتي، لم يكن ذلك مفيدا معها، أيضا.
لذلك كتبت إلى ليدي كلوتز من أجل المشورة. هل يمكنه أن يقترح بعض الحيل الحياتية، وبعض القواعد الأساسية الذكية لمساعدتي على القيام بعمل أقل؟ كتب لي أن ذلك ممكن بالتأكيد. "إذا قمت بإعداد قوائم المهام، فكر في الأشياء التي تريد التوقف عن القيام بها في الوقت نفسه. وفي كل مرة تجد نفسك تفكر في نشاط أو مسؤولية جديدة، أجبر نفسك على التفكير في التوقف عن نشاطين تقوم بهما حاليا".
لكنه أشار بعد ذلك بلباقة إلى ذلك بمجرد طرح السؤال "ما الذي يجب أن أتخلص منه؟" لقد نجوت بالفعل من التحيز المعرفي المتمثل في إهمال التخلص من الأشياء. إذا كنت أفكر مليا في المشكلة ولم أستطع التفكير في أي شيء للتوقف عن فعله، فربما لا يوجد شيء يجب التخلص منه.
واقترح كلوتز تجربة أطلق عليها اسم "الطيار العكسي". فعلى عكس الطيار العادي، الذي تجرب من خلاله شيئا جديدا لفترة مؤقتة، فإن الطيار العكسي يدعو إلى التخلص المؤقت من الأشياء. فقط توقف عن فعل شيء ما لبعض الوقت، كما كتب كلوتز، وشاهد ما سيحدث. "في بعض الأحيان لا توجد طريقة تعرف بها على وجه اليقين ما النتيجة من التخلص من شيء ما".
هذا منصف بما فيه الكفاية. على الرغم من أنني ما زلت لا أستطيع معرفة ما يجب التخلص منه في حياتي. أهو ممارسة أقل للتمارين الرياضية؟ لا. أن أرى أولادي بصورة أقل؟ ربما سيرغبون في ذلك، لكن من الصعب أن تبدو كأنها خطة نبيلة. ثقافة أقل، موسيقى أقل، رؤية الأصدقاء بشكل أقل؟
لكن ليدي كلوتز كان لديه اقتراح، أصله من ليوناردو دافنشي. ربما يجب أن أقوم بعمل أقل؟ أو كما قال دافنشي "الرجال ذوو العبقرية الاستثنائية أحيانا يحققون أكثر عندما يعملون أقل".
عبقرية استثنائية! هذا شيء يجتذب إلى الغرور. والوعد بأنني إذا عملت أقل فقد أحقق مزيدا هو أكثر جاذبية. حبذا لو كانت هناك طريقة ماكرة أقترح بها ذلك على محرري.