سؤال لم يجد إجابة
حينما يقع حادث مروري مؤلم ومفجع كما هو الحادث الذي وقع في طريق أنس بن مالك في الرياض الأسبوع الماضي، يفترض أن يكون هناك حضور إعلامي مكثف من إدارة المرور وشركة نجم والجهات ذات العلاقة بالسلامة المرورية من لجان وغيرها، ـ رحم الله المتوفين وجبر مصاب أهاليهم وشفى المصابين ـ، الحادث المؤلم دفع كثيرا من المتابعين إلى طرح سؤال مهم لم يجد إجابة شافية، السؤال يقول: ماذا يفعل أطراف حادث مروري بسيط وقع في طريق سريع ومكتظ، هل يتوقفون في موقع الحادث وينتظرون "نجم" مع ما في ذلك من خطورة على حياتهم وعلى حياة سائقي وركاب السيارات القادمة بسرعة؟ مع الأخذ في الحسبان أنه حتى الترجل لتصوير الحادث فيه خطورة أيضا، أم يجنبون سياراتهم جوار الرصيف، و"نجم" يقوم بحل الإشكال؟
الحقيقة استغربت أن المرور وشركة نجم لم يبادرا بالظهور الإعلامي وشرح ما يجب على السائقين عمله، حفاظا على أرواحهم وأرواح الآخرين أولا ثم على ممتلكاتهم. خاصة أن الحادث تحول إلى مأساة تفاعل معها جمهور غفير، بعد تداول المقطع المؤلم على وسائل التواصل، ليصبح بؤرة جذب واهتمام، في زمن تشتت إعلامي تواصلي.
الواقع الملاحظ أن التوعية المرورية الفاعلة قليلة وأشبه بالصامتة من حيث الأثر، حسب تقديري هي لا تتناغم حتى الآن مع مستجدات على الحالة المرورية المتعددة سواء من دخول سائقين وسائقات جدد إلى الطرق، وتزايد عدد السيارات مع الازدحام، وتصاعد زخم الحركة المرورية. والتوعية مسؤولية مشتركة مع وجود لجان وجمعيات هدفها تحقيق السلامة المرورية، بمعنى المنتظر خطة عامة متفاعلة تنفذ من قبل كل الجهات المعنية، فالمرور يحتاج إلى إسناد، إذ إنه مشغول بإدارة الحركة وهي مسؤولية ضخمة.
في الماضي كانت سيارات الليموزين "الأجرة" أحد أسباب الحوادث والارتباك المروري، وانضم إليها لاحقا وحاضرا سيارات التوصيل ودراجاته النارية، والعامل المشترك بين سائقي هذه المركبات هو استخدام الجوال أثناء القيادة والشرود الذهني بحثا عن موقع توصيل.
أصبح من المعتاد قيادة السيارة مع الانشغال بالهاتف الجوال سواء كان محمولا باليد أو موضوعا على حامل أمام السائق، في كلتا الحالتين هو انشغال عما يحيط به مهما بلغت قدراته الذهنية.
ختاما، نحن مع إدارة المرور ولجان السلامة وجمعياتها في مركب واحد، نسعى معهم لتكون الطرق منضبطة مروريا، آمنة للسالكين من سائقين ومشاة. نقدر جهودهم ونهدف إلى تطويرها.. والله ولي التوفيق.