النساء يقتحمن عالم «التاكوس» في المكسيك .. 92 ألف مطعم

النساء يقتحمن عالم «التاكوس» في المكسيك .. 92 ألف مطعم

تقطع ماريا ديل بيلار كورتيس اللحوم في كشك طعام في الشارع في أحد أعنف أحياء مكسيكو، وهي من بين القليلات العاملات في مجال صنع شطائر تاكوس المكسيكية التقليدية، الذي يهيمن عليه الذكور في العاصمة.
وهذه الطباخة النحيلة هي مع شقيقتها من النساء النادرات اللواتي يتولين إعداد هذا الطبق الشهير من المطبخ المكسيكي، المكون من شطيرة تورتيا صغيرة مصنوعة من دقيق الذرة، محشوة باللحم والبصل والكزبرة وأحيانا قطع الأناناس.
تخرج ماريا ديل بيلار كورتيس إحدى فضلات اللحم من وعاء كبير، وتقطعها بواسطة ساطور، ثم تضع ما نتج منها في فطيرتي تورتيا، فيما الزبون ينظر إليها راضيا.
وبحسب "الفرنسية"، تدير كورتيس مع شقيقتها ماريا جوادالوبي "لاس كوراثوناس"، وهو الـ"تاكيريا" (أي مطعم التاكو) الوحيد الذي تتولاه نساء في حي تيبيتو الذي سميت تيمنا به العصابة الرئيسة في المدينة "يونيون تيبيتو".
وترى ماريا جوادالوبي كورتيس "70 عاما" أن "من دواعي الفخر" أن تكون وشقيقتها الكبرى "مثالا لنساء أخريات"، تعتبرهن "قادرات أيضا" على أن يحذون حذوهما.
وتبلغ مجموعة الـ"تاكيريا" في المكسيك نحو 92 ألفا، من بينها 11 ألفا في العاصمة، وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا.
بمعنى آخر، يعيش 94 في المائة من سكان العاصمة البالغ عددهم تسعة ملايين على بعد خمس دقائق مشيا من "تاكيريا"، وفقا للجغرافي باروخ سانجينيس، الذي يقارن هذا الرقم بالمخابز في باريس.
وتتولى النساء وفق التقاليد المكسيكية بيع الكيسادياس، وهي عبارة عن شطائر كبيرة من خبز تورتيا محشوة بالجبن الذائب.
ويشرح دافيد بيريز "45 عاما" الذي يدير كشكا لبيع سندويتشات التاكوس في وسط مدينة مكسيكو، أن "ما يحدث هو أن الساطور ثقيل الوزن ولا يمكنهن استخدامه، فيشعرن بالتعب"، مرجحا أن يكون "هذا هو السبب".
ويقول الجغرافي باروخ سانجينيس "إن تقسيم العمل على هذا النحو يندرج في المجال الثقافي"، ويضيف "إنها مسألة تقاليد، ومنها أيضا أننا نأكل أنواعا معينة من التاكوس في المساء وأخرى في الصباح".
في جنوب المدينة، يخالف مطعم "تاكوس دي لاس مونييكاس" التقاليد منذ عام 1985، إذ تعمل 23 امرأة في هذا المبنى الكبير ذي اللونين البرتقالي والأخضر.
وتوضح المالكة تيريزا هيرنانديز، ابنة مؤسسة المطعم "عندما بدأت والدتي تقديم التاكوس، اقترحنا عليها توظيف رجال، لكنها أجابتنا بأنها لن تطرد أيا من موظفاتها للاستعاضة عنهن برجال".
وعلى العكس من ذلك، يتيح تنظيم الدوامات للأمهات رعاية أطفالهن، ويوفر لهن الاستقلالية عن أزواجهن الذين يسيئون معاملتهن في بعض الأحيان.

الأكثر قراءة