معرض سي إي إس .. مرحبا بكم في المستقبل
عندما كنت أعبر الجمارك في لوس أنجلوس، التي قمت فيها بتغيير رحلاتي السبت، رأى موظف الهجرة تأشيرة الصحافي الخاصة بي وسألني عما إذا كنت هنا لحضور معرض سي إي إس. ضحكت وأومأت له برأسي بالإيجاب. في هذا الوقت من كل عام، لا يجتمع الصحافيون فقط، بل يأتي أيضا عديد من الحضور الآسيويين من شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة من الساحل الغربي لحضور أكبر معرض للإلكترونيات الاستهلاكية في العالم. هذا الحدث ليس مفتوحا لعامة الناس ولكنه يتيح للشركات إمكانية التواصل مع بعضها بعضا.
ويأتي بعض الحاضرين لمواكبة أحدث الاتجاهات في التكنولوجيا والنظر في كيفية تطبيقها على منتجاتهم. فيما ينظر آخرون إلى المعرض التجاري على أنه فرصة للانتقال إلى السوق الأمريكية. وقد أخبرتني عديد من الشركات الناشئة في الصين وكوريا الجنوبية أن الولايات المتحدة هي أولى الأسواق الخارجية التي تستهدفها، ليس فقط بسبب حجمها الضخم، ولكن أيضا لأن المستهلكين الأمريكيين أكثر استعدادا لتجربة المنتجات الجديدة مقارنة بنظرائهم الآسيويين.
من غير المفاجئ أن يكون الذكاء الاصطناعي موجودا في كل مكان في معرض هذا العام، خاصة في مجال الرعاية الصحية. حيث تعرض عديد من الشركات منتجات يمكنها اكتشاف الحالة المزاجية ليس فقط للبشر، بل أيضا لحيواناتهم الأليفة. كما عرضت إل جي مرافقا آليا يعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنه استدعاء سيارة الإسعاف في حال سقط شخص ما في المنزل.
كما تؤكد الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي على أن الأمن والخصوصية على رأس أولوياتها، حيث تعمل هذه الأجهزة على تشغيل سلسلة كاملة من الكاميرات التي تقوم بمسح ضوئي لمنزلك إلى أجهزة الاستشعار التي تكتشف المؤشرات الصحية الأكثر خصوصية. وقد أعرب المستشارون، وحتى بعض المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا عن مخاوفهم بشأن الخصوصية، ولكن يبدو أن الإجماع يقول إن الذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا في كل المجالات.
بعد يومين مخصصين لوسائل الإعلام فقط، انطلق معرض سي إي إس رسميا الثلاثاء في لاس فيغاس. ويتسم هذا الحدث المختص بالتكنولوجيا، بحضور آسيوي قوي، يشمل أسماء كبيرة من كوريا الجنوبية واليابان، فضلا عن عديد من الشركات الناشئة من الصين ودول أخرى في المنطقة. وكما هي الحالة في الأعوام الماضية، فإن الأسماء الصينية الكبيرة غير حاضرة إلى حد كبير، على الرغم من أن شركة بايت دانس وشركة تيك توك التابعة لها لهما حضور متواضع.
ومما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي هو أكثر كلمة رائجة هذا العام. حيث تحرص الشركات على عرض أحدث منتجاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مع أن بعضها لا يزال في مرحلة الفكرة. ولا يقتصر الحضور على عمالقة الإلكترونيات مثل سامسونج وسيمنز فحسب - بل انضم العارضون الصغار أيضا إلى جنون الذكاء الاصطناعي. كما تستفيد الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم من الذكاء الاصطناعي في كل شيء بدءا من التعاون في مكان العمل والرعاية الصحية إلى الخدمات اللوجستية ومنتجات التجميل.
هذا ويعد أكبر معرض تكنولوجيا في العالم أيضا معرضا كبيرا للسيارات، حيث تشارك فيه كل من كيا وهيونداي من كوريا الجنوبية وهوندا اليابانية ومرسيدس بنز الألمانية إلى جانب عديد من الموردين. وكانت القيادة الذاتية ووسائل النقل العام ذات اللمسة المستقبلية والسيارات الطائرة بعض المنتجات والأفكار التي تم عرضها.
البدء من جديد
تحركت الصين لتهدئة المخاوف من تشديد الرقابة على صناعة ألعاب الفيديو لديها، حيث عقدت مشاورات خلال مهلة قصيرة حول الإجراءات الجديدة وأقالت مسؤولا بارزا فيها.
حيث تمت إقالة فينغ شيشين، المأمور المخضرم والمسؤول عن الهيئة التنظيمية للألعاب في الصين، وذلك لفشله في استشارة كبار المشرفين الاقتصاديين أو إدراج آراء الشركات الرئيسة قبل صياغة المبادئ التوجيهية الخاصة بالصناعة، وفقا لشخصين مطلعين على الوضع. وقد أثار إصدار الإدارة الوطنية للصحافة والنشر في ديسمبر الماضي للوائح المقترحة مخاوف بشأن حملة قمع على شركات الألعاب.
في غضون ذلك، استدعت الهيئات التنظيمية في بكين والمقاطعات كبرى شركات تطوير الألعاب للمشاركة في ندوات مغلقة لمناقشة جدوى وتأثير مسودة اللوائح، حسبما قال أربعة أشخاص مقربين من الهيئات التنظيمية. وأضافوا أن العملية تستغرق عادة من ثلاثة إلى ستة أشهر، ولكن من المتوقع أن تكتمل هذه العملية في نهاية يناير.
وقد تم انتقاد الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الوضع بعد إصدار المسودة المثيرة للجدل، والتي تهدف إلى الحد من الإنفاق والمشاركة في الألعاب عبر الإنترنت وتسببت في عمليات بيع في سوق الأسهم بقيمة 80 مليار دولار.
كما تضررت أسهم شركتي تينسنت ونت إيز، لتنخفض بنسبة 6 و8 في المائة على التوالي، مقارنة بما كانتا عليه مباشرة قبل إعلان الشهر الماضي.
اختلاق المتاعب
تعد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بجعل العمل أكثر كفاءة، لكن الخبراء يقولون إنها تسهم أيضا في زيادة عمليات الاحتيال عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية. هذا وقد أصبحت معالجة هذه المسألة ملحة بشكل متزايد.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفع عدد رسائل البريد الإلكتروني التجارية الاحتيالية بنسبة 89 في المائة في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقا لشركة أبنورمال سيكيوريتي، وهي منصة أمريكية لأمن البريد الإلكتروني.
فقد بلغ الذكاء الاصطناعي مرحلة يمكنه فيها إنشاء رسائل بريد إلكتروني مزيفة وحتى مواقع إنترنت مزيفة بطريقة تلقائية. ففي تجربة حديثة أجراها تاكاشي ماتسوموتو، خبير الأمن السيبراني في شركة دي نا اليابانية للإنترنت، تمكن برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي من كتابة رسالة بريد إلكترونية تجارية بأسلوب ياباني نموذجي. والمثير للدهشة أن الذكاء الاصطناعي لم يقلد اللغة المستخدمة عادة فحسب، بل قام أيضا بمحاكاة الممارسة اليابانية الفريدة والمتمثلة في إرسال كلمة مرور تلقائيا للتمكين من الوصول إلى البيانات المرفقة.
لا تزال حريصة
لا تزال شركة باناسونيك إنيرجي تخطط لبناء مصنع ثالث لبطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة على الرغم من إلغاء خطة مبدئية العام الماضي لبناء مصنع في أوكلاهوما.
وقد صرح آلان سوان، رئيس شركة باناسونيك إنيرجي في أمريكا الشمالية، لصحيفة "نيكي" على هامش معرض سي إي إس أن الشركة التي تورد إلى تسلا لا تزال بحاجة إلى "مزيد من المصانع" لتحقيق هدفها المتمثل في زيادة الطاقة الإنتاجية السنوية من 50 جيجاواط/ساعة حاليا إلى 200 جيجاواط/ساعة بحلول عام 2031. هذا وتمتلك الشركة مصنعا في ولاية نيفادا كما تقوم ببناء مصنع ثان في كانساس.
وأنهت باناسونيك أخيرا محادثاتها مع حكومة أوكلاهوما حول الاستثمار في الولاية. ولم توضح الشركة بالتفصيل أسباب القرار، لكنه جاء وسط تكهنات بأن سوق السيارات الكهربائية قد لا تنمو بالسرعة التي كان يأملها صانعو السيارات في البداية، مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم اللذين أديا إلى فتور معنويات المستهلكين.
وتحاول باناسونيك تنويع عملائها لتقليل اعتمادها على تسلا منذ عدة أعوام. حيث قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في مجموعة باناسونيك أخيرا لصحيفة "نيكي" آسيا، إن سبب التخلي عن خطة بناء مصنع في أوكلاهوما لم يكن بسبب انخفاض الطلب من شركة تسلا، ولكن لأن الشركة اليابانية كانت تعطي الأولوية "للبحث عن عميل جديد ثان أو ثالث واعدين".