زراعة «الدخن» في عسير .. قيمة غذائية كبيرة ومستقبل اقتصاد واعد
تزخر منطقة عسير ببيئات متعددة أسهمت في تنوع المحاصيل الزراعية ومنها "الدخن" الذي يزرع منذ مئات الأعوام في المنطقة، حيث يتمتع بخصائص متنوعة وقيمة غذائية غنية أهلته ليكون مصدر غذاء مستداما.
ويمثل الدخن 3 في المائة من تجارة الحبوب في العالم، ما يجعله فرصة اقتصادية مهمة تساعد على إيجاد فرص إضافية لصغار المزارعين من خلال تشجيع استهلاكه وإنتاجه.
ويشير الدكتور سليمان إبراهيم الخبير الزراعي إلى أن الدخن يشتهر بأربعة أنواع وهي "اللؤلؤي، ذيل الثعلب، بروسو، والصغير" وتحل مواسم زراعته في منطقة عسير حسب تتبع الدورة المناخية فيأتي موسم زراعته عادة مع نهاية فصل الربيع و بداية الصيف حيث تكون الأرض قد استقبلت الأمطار التي تساعد على نمو النباتات، فيما يكون موسم الحصاد منذ أواخر الصيف إلى منتصف الخريف مع نضوج الحبوب وجاهزيتها للحصاد. وأضاف، الدخن هو أحد الحبوب التي تزرع في عديد من الدول حول العالم، وفي السعودية يمكن أن يكون لزراعته فوائد اقتصادية متعددة عبر الإسهام في تنويع المحاصيل الزراعية ما يقلل من الاعتماد على المحاصيل التقليدية ويزيد من الأمن الغذائي، إضافة للاستفادة من الأراضي القاحلة نظرا لتحمل "الدخن" الجفاف، ما يدعم زراعته في الأراضي التي قد لا تكون مناسبة لمحاصيل أخرى، ويحسن استخدام الأراضي، وتعزيز القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي المحلي.
من جهته، أوضح الدكتور نجيب الصغير أستاذ البيئة وعضو بيت الخبرة الاستشاري للاستشارات والدراسات البيئية والزراعية في جامعة الباحة أن الدخن يعد من أهم خمسة محاصيل في العالم ومن محاصيل المستقبل المهمة لمقاومته لمعظم الآفات والأمراض الزراعية مع تكيفه بشكل جيد مع البيئة القاسية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في آسيا وإفريقيا، ما يجعل له دورا حاسما في مكافحة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، حيث يعد من المحاصيل ذات القيمة الغذائية العالية لاحتوائه على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن، ومصدرا جيدا للطاقة.
ويمتاز "الدخن" بمقاومته للجفاف، وينجح في المناطق ذات معدل أمطار 200 - 300 ملم سنويا، ويرتفع إنتاجه للحد الأعلى إذا توفرت له رطوبة معتدلة، وتصل كفاءته في استخدام الماء إلى 1.04 كيلو جرام من الحبوب لكل متر مكعب من الماء إلا أنه لا ينمو جيدا في الأراضي الغدقة.