"أولا إليكتريك" تمنح المستثمرين فرصة المراهنة على السيارات الكهربائية
يرى بهافيش أغاروال أن الإدراج العام لشركته في مجال الدراجات الكهربائية في وقت مبكر من هذا العام يبرز المساهمة الكبيرة التي تقدمها دراجاته الملونة لسوق السيارات الكهربائية الناشئة في الهند.
وقال في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز قبل الطرح العام الأولي لشركة أولا إليكتريك، الذي من المتوقع أن يكون من بين أكبر الاكتتابات العامة الأولية الهندية في العامين الماضيين: "بعض الشركات بحاجة لأن تكون ملكية عامة نظرا لحجم تأثيرها في المجتمع".
ومع ذلك، يواجه رائد الأعمال المجتهد والطموح في مجال النقل تحديات تتمثل في اهتمام السوق الفاتر بالشركات الناشئة، وارتفاع معدل دوران الموظفين، وزيادة المنافسة من الشركات المصنعة الراسخة، وفقدان الدعم الحكومي الذي من المتوقع أن يجعل الدراجات الكهربائية أقل جاذبية للمستهلكين.
وقد شارك أغاروال في تأسيس تطبيق أولا كابز لطلب سيارات الأجرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وذلك قبل أن يضيف إلى إمبراطوريته في مجال التنقل من خلال إنشاء شركة أولا إليكتريك، والتوسع أخيرا في الذكاء الاصطناعي من خلال شركة كروتريم الناشئة. وقالت شركة الدراجات الكهربائية في ديسمبر: إنها ستسعى إلى جمع 55 مليار روبية (661 مليون دولار) في الاكتتاب العام، مع استخدام العائدات لبناء مصنع للبطاريات في الهند، وتمويل البحث والتطوير، وسداد ديون الشركة الناشئة الخاسرة.
وباعتبارها أول شركة سيارات كهربائية مدرجة في الهند، ستمنح شركة أولا إليكتريك المستثمرين فرصة أولية للمراهنة على اعتماد السيارات الكهربائية في البلاد، الذي يركز حتى الآن على الدراجات ذات العجلتين في واحدة من أكبر أسواق المركبات في العالم. لكن الحماس تضاءل للقادمين الجدد ذوي القيمة العالية منذ الأيام الصاخبة لعام 2021. وبعد ذلك، حظيت شركات الإنترنت، ومن بينها خدمات التكنولوجيا المالية والتوصيل والتجارة الإلكترونية، بكل الاهتمام والشعبية، وتمتعت بأحجام إدراج قياسية، لتنخفض أسهمها بعد ذلك بفترة وجيزة بسبب المخاوف بشأن الربحية.
وقال أغاروال، الذي يمتلك حصة 37 في المائة من شركة أولا إليكتريك، لصحيفة فاينانشيال تايمز: إن شركة الدراجات الكهربائية التي تأسست قبل ستة أعوام لم تكن بحاجة إلى مزيد من رأس المال الخاص بعد جولة تمويل بقيمة 3.2 مليار روبية العام الماضي بقيادة صندوق تيماسيك للاستثمار المملوك للحكومة السنغافورية، التي قيمت الشركة بـ5.4 مليار دولار. وسيقوم الداعمون، ومن بينهم شركة سوفت بنك اليابانية وشركة تايجر جلوبال الأمريكية للأسهم الخاصة، ببيع جزء من حصصهم في عملية البيع. ويعد صندوق فيجين فند التابع لسوفت بنك حاليا أكبر مسهم خارجي بحصة تبلغ 22 في المائة.
هذا ويأتي إدراج شركة أولا بعد عامين من تسليم أول دراجة لها، ومحاولة أغاروال طرح خدمة طلب سيارات الأجرة أولا كابز، قبل أن يضطر إلى التراجع في ظروف السوق الصعبة.
وبينما تخوض شركة أولا كابز معركة شرسة مع منافستها الأمريكية أوبر، قال أغاروال: إنه "سعيد جدا" بالشركة. ويقول إنها مربحة، على الرغم من أن شركة أولا كابز قالت في عام 2018 إنها سهلت مليار رحلة سنويا، وهي تتحدث الآن عن عدد رحلات أكثر تواضعا يبلغ 550 مليون رحلة سنوية.
وفي شركة أولا إليكتريك، ارتفعت الخسائر قبل الضرائب إلى 14.7 مليار روبية للسنة المالية المنتهية في مارس عام 2023 من 7.8 مليار روبية في العام السابق، حيث أنشأت مصنعا عملاقا للدراجات الكهربائية في ولاية تاميل نادو الجنوبية وبدأت في تطوير إنتاج خلايا البطاريات.
ومع ذلك، بلغ إجمالي الإيرادات لسنة 2023 المالية 27.8 مليار روبية، أي نحو ستة أضعاف مبلغ العام السابق عند 4.6 مليار روبية.
وعلى الرغم من أن نيودلهي دعمت كهربة الدراجات ذات العجلتين في الهند بإعانات سخية في الأعوام الأخيرة، إلا أنها لا تزال تشكل 5 في المائة فقط من إجمالي سوق السكوترات، وفقا للمحللين في بنك إتش إس بي سي. ومع انتهاء برامج الدعم الحكومية، يتمثل التحدي في الحفاظ على تنافسية الأسعار. حيث يقدر بنك إتش إس بي سي أن تكلفة تصنيع الدراجات الكهربائية لا تزال أعلى بثلاث مرات من نظيرتها التي تعمل بالوقود، في حين إن سعر التجزئة لدراجة أولا ذات العجلتين يبلغ نحو 120 ألف روبية (1500 دولار) مقارنة بدراجة هوندا آكتيفا الشهيرة غير الكهربائية بنحو 76 ألف روبية.
وفي حين تهيمن شركة أولا إليكتريك على السوق الصغيرة ولكن المتنامية للدراجات الكهربائية بنحو ثلث المبيعات، فإنها تواجه الآن منافسة من أمثال شركة هوندا وشركات صناعة السيارات الهندية الراسخة مثل هيرو وباجاج اللتن تتطلعان لصنع دراجات كهربائية خاصة بهما.
وقال محلل السيارات باسوديب بانيرجي من شركة أي سي أي سي أي سيكيوريتيز، إن من المرجح أن تتقلص حصة أولا إليكتريك في السوق، لكن "لكي تعمل أولا بنحو 20، فإن 25 في المائة من حصة السوق المستدامة في الدراجات الكهربائية أمر ممكن بالتأكيد".
وقد ارتفعت مبيعات الدراجات ذات العجلتين منذ عام 2021، عندما كانت المبيعات الشهرية في سوق الدراجات الكهربائية أقل من 20 ألف وحدة في الهند، لترتفع إلى أكثر من 100 ألف في مايو الماضي. ولكن مع تقليص برنامج الدعم الحكومي، انخفضت المبيعات. وفي ديسمبر، بيع أقل من 80 ألف دراجة كهربائية.
كما تهدف شركة أولا إليكتريك إلى إنتاج سيارات كهربائية وهي تعكف على تصميم البطاريات التي تأمل في إدخالها حيز الإنتاج التجاري هذا العام، بعد أن فوتت الموعد النهائي السابق الذي حدده أغاروال لعام 2023.
وعلى الرغم من أنها حققت مبيعات تزيد على 250 ألف سكوتر سنويا، إلا أن نقل المنتج إلى السوق كان يمثل تحديا. فمن خلال البيع للمستهلكين عبر الإنترنت، عانت شركة أولا إليكتريك من شكاوى العملاء بشأن تأخر عمليات التسليم ومشكلات في خدمة ما بعد البيع. وكان عليها أن تعرض استبدال الشوكة الأمامية في الطرازين إس1 وإس 1 برو، وهما أول طرازين تبيعهما، بعد ما قالت إنها مخاوف تتعلق بالسلامة "عارية عن الصحة".
وقال أغاروال: إن الاستبدال واسع النطاق للأجزاء "لم يكن استدعاء من الناحية الفنية"، بل "كان مسألة طوعية... ولمجرد أننا فعلنا ذلك بشكل استباقي، فإنه لا يجعل الأمر مشكلة واسعة الانتشار".
وقد اضطرت الشركة إلى إعادة الأموال لآلاف العملاء بعد اتهامها بـ"سوء تسعير" الدراجات الكهربائية. كما باعت شاحن الدراجة الكهربائية بشكل منفصل من أجل الحفاظ على السعر المنخفض بما يتماشى مع برنامج الدعم.
وقال أغاروال إن الشركة "خططت لخفض هيكل التكاليف لدينا بهدف الحفاظ على هوامش الربح الإجمالية سليمة مع تراجع الدعم" كما أقر بوجود مشكلات في خدمة ما بعد البيع.
وقال: "لقد كنا مرة أخرى منفتحين للغاية بشأن حقيقة أن شبكة خدماتنا متخلفة عن مبيعاتنا، لكننا نعمل على توسيع شبكة خدماتنا بسرعة كبيرة". وأضاف أن النموذج الرقمي لشركة أولا إليكتريك يعني أن الشكاوى كانت في الأغلب أكثر وضوحا من شركات صناعة السيارات التقليدية، التي تميل إلى التعامل مع المشكلات خارج الإنترنت في مراكز الخدمة.
وقد تم فحص بطاريات السيارات الكهربائية، ومنها بطاريات أولا، بعد سلسلة من حرائق المركبات. وغرمت وزارة الطرق السريعة الهندية شركة أولا إليكتريك مبلغ 1.5 مليون روبية في عام 2022 بعد أن اشتعلت النيران في إحدى دراجاتها الكهربائية، الأمر الذي دفع سلطات الطرق إلى إجراء اختبارات على بطارياتها، التي قالت أولا إنها غير منصفة.
وقد دافع أغاروال الذي يعده مؤيدوه النظير الهندي لإيلون ماسك، لكن منتقديه يرونه رئيسا يطلب كثيرا من عماله، دافع عن ثقافة العمل "المكثفة" لشركة أولا إليكتريك.
وأضاف: "هذا هو هدفي، وهذه هي حياتي. أنا لست هنا لكسب الأصدقاء وأكون سعيدا إلى الأبد. من الواضح أننا يجب أن نتصف بالاحترام. وقد وصلنا إلى هنا فقط لأننا كنا جيدين بما فيه الكفاية تجاه أصحاب المصلحة لدينا، وموردينا، وأناسنا، وموظفينا، وشركائنا".
ونفى أن يكون معدل تبدل الموظفين مرتفعا بشكل غير عادي، قائلا إن الشركة اجتذبت أفضل المواهب. وأضاف: "يحتاج الناس إلى الدخول في العمل بحماس وعزيمة"، مقدرا أن ساعات العمل في الشركة ربما تكون أعلى بنسبة 20 إلى 30 في المائة من المعتاد في الهند. وأضاف: "ربما ارتكبنا بعض أخطاء التوظيف في الماضي، وتعلمنا منها".
ومع ذلك، وفقا لإيداعات الاكتتاب العام الأولي، كانت شركة أولا إليكتريك تحظى بمعدل تناقص للموظفين نسبته 47 في المائة في عامها المالي السابق. وهو أكثر من ضعف متوسط المعدل في الهند البالغ 21 في المائة في عام 2022، وفقا لتقرير صادر عن شركة الخدمات المهنية إيه أون.
وقال بانيرجي من أي سي أي سي أي سيكيوريتيز: "هذا الشكل من العدوانية، وشكل المهام المتعددة التي يقوم بها، بعض الناس يحبونها، والبعض الآخر قد لا يحبونها"، مشيرا إلى أن أساليب أغاروال قد حققت نتائج.
وقال: "إن إنشاء إمبراطورية دراجات كهربائية بعجلتين بهذا الحجم في إطار زمني قدره بضعة أعوام، هو أمر ملموس".