هل السيارات الكهربائية في اتجاه طريق مسدود؟

على الرغم من تألق إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا في ريادة الأعمال وتلقيه مليارات الدولارات من الإعانات الحكومية لدعم السيارات الكهربائية، يبدو أن المستهلكين ما زالوا يفضلون التوجه إلى محطة الوقود والانتظار لمدة خمس دقائق للتزود بالوقود بدلا من تحديث المرآب الخاص بهم والقلق بشأن البحث عن محطة شحن في ساحة انتظار السيارات في مركز تسوق مهجور. تفيد تقارير شركة J.D. Power أن 21 في المائة من أجهزة شحن السيارات العامة لا تعمل بأي حال من الأحوال. عندما يبدأ المستهلكون في الابتعاد عن السيارات الكهربائية، فإن اختيارهم لن يؤثر في صناعة السيارات فحسب، بل في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وميزانيات الدولة، وأسعار السلع الأساسية.

هناك عديد من الأدلة الواضحة على ذلك. في الشهر الجاري، قامت شركة هيرتز، التي اشترت 100 ألف سيارة "تسلا" وسط ضجة كبيرة في 2021، بتحول صارخ بمقدار 180 درجة وبدأت في التخلص من ثلث أسطولها من السيارات الكهربائية، حيث حصلت على رسوم قدرها 245 مليون دولار مقابل أرباحها. ومن المرجح أن يتلاشى تعهدها بشراء 175 ألف سيارة كهربائية من شركة جنرال موتورز أيضا. خارج المجتمعات الغنية والعصرية، يمر المستهلكون بالقرب من السيارات الكهربائية ويقومون بشراء السيارات الهجينة وذات المحركات التي تعمل بالبنزين بدلا من ذلك.

في الربع الأخير من 2023، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة لا تتجاوز 1.3 في المائة. ووفقا لإدموندز، تميل السيارات الكهربائية إلى اكتساح الأسواق لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا أطول من السيارات التي تعمل بالبنزين. يبتعد العملاء على الرغم من شن حرب الأسعار التي خفضت فيها شركات فورد وتسلا وجنرال موتورز أسعار السيارات الكهربائية بنسبة 20 في المائة في المتوسط، ما أدى إلى خسارة فورد 36.000 دولار على كل سيارة مبيعة.

في الوقت نفسه، كانت حكومات الولايات تضخ إعانات دعم هائلة للسيارات الكهربائية، حتى في ظل تراجع ميزانياتها. لا تزال كاليفورنيا تضخ 7000 دولار في كل سيارة كهربائية جديدة "إضافة إلى الحد الأقصى للائتمان الفيدرالي البالغ 7500 دولار"، على الرغم من تسجيل عجز قياسي في الميزانية قدره 68 مليار دولار. ترسل نيوجيرسي شيكا بقيمة 4000 دولار إلى مشتري السيارات الكهربائية، على الرغم من تقلص الإيرادات. إلى متى يمكن لهذه الولايات إبقاء نافذة الأموال مفتوحة؟

يبدو الآن أن المتشككين في السيارات الكهربائية مثل "تويوتا" ـ التي راهنت بدلا من ذلك على السيارات الهجينة ـ على حق. خلال العام الماضي، تفوق سعر سهم "تويوتا" على سهم "جنرال موتورز" بنسبة 40 في المائة. وبعد تلقي الانتقادات من المتحمسين ومحللي وول ستريت، أعلن أكيو تويودا، رئيس شركة تويوتا، في أكتوبر الماضي أن الناس "يدركون الواقع أخيرا". من المؤكد أن نقابات صناعة السيارات تشعر بالارتياح، مع الأخذ بعين الاعتبار أن السيارات الكهربائية تتطلب قطع غيار أقل بنسبة 90 في المائة وساعات عمل أقل بنسبة 30 في المائة لتصنيعها.

إن الولايات المتحدة ليست وحدها بطبيعة الحال. فقد تصدرت شركة صناعة السيارات بيلد يور دريمز الصينية المعروفة اختصارا باسم BYD عناوين الأخبار أخيرا لبيعها ثلاثة ملايين سيارة كهربائية في العام الماضي، مقارنة بنحو 1.8 مليون سيارة تسلا. ومع ذلك، فإن الاقتصاد الصيني المتأرجح عرضة لتراجع المبيعات الأمريكية. لقد راهنت الحكومة الصينية والقطاع الخاص بشكل كبير على إنتاج البطاريات وعلى دول مثل زيمبابوي والكونغو الديمقراطية وكوبا وروسيا، التي تستخرج الليثيوم والكوبالت والكادميوم والمعادن الأساسية الأخرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي