الدولار والتحرر من المسار الهابط
واصلت السوق السعودية ارتفاعاتها، متجاوزة مستويات 12800 نقطة، وبتجاوز السوق منطقة المقاومة 12660 تعد الآن منطقة 12930 نقطة مستهدفا فنيا، حيث تكون نموذج الرأس والكتفين الإيجابي على المؤشر العام للسوق - تاسي - الذي كانت تشكل 12660 خطا لكتف النموذج، وتعد في ذات الوقت منطقة الدعم الأقرب حاليا، كذلك تحسنت مستويات السيولة عند اختراق المقاومة، حيث تجاوزت العشرة مليارات ريال، كما استفادت السوق ومعظم الأسواق العالمية من عمليات جني الأرباح على مؤشر الدولار.
حاليا استطاع الدولار الارتداد من 102.35 وتجاوز مستوى 103.50 الذي يعد منقطة مقاومة، ويمثل متوسط 50 يوما، ارتداد الدولار جاء بدعم من اجتماع الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث تنتظر الأسواق ما سيقرره الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. وتشير معظم التوقعات إلى إبقائها دون تغيير، لكن الأهم ما سيشير إليه رئيس الفيدرالي خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقب الاجتماع، ويبحث المستثمرون خلال إجابات جيروم باول رئيس الفيدرالي على أسئلة الصحافيين عن أي إشارة من شأنها أن تتسبب في دعم الدولار وبالتالي الضغط على الأسواق مجددا أو العكس، حيث من المقرر أن يجتمع الفيدرالي مرة أخرى في يونيو المقبل، لذلك ستكون تصريحات وإجابات باول مهمة للمستثمرين عموما للتعامل مع مراكزهم داخل السوق خلال الربع الثاني حتى اجتماع الفيدرالي المقبل من العام الجاري، كما ارتفعت عائدات السندات لعشرة أعوام لأعلى مستوى لها منذ نوفمبر الماضي مع اقتراب اجتماعي الفيدرالي، حيث وصلت العائدات إلى 4.34 % بعدما كانت قد هبطت إلى مستوى 3.77 % في ديسمبر الماضي.
ومن الناحية الفنية يبدو أن الدولار يمر بموجة ارتداد قد لا تستمر لأعلى من 104، وحتى لو استطاع تجاوزها فالبقاء أعلى منها والمحافظة عليها قد يكون صعبا بالنسبة إلى الدولار، حيث لا يزال الدولار في مسار هابط، ومن المتوقع أن يكون ارتداده لتكوين قمة هابطة أخرى، ومن ثم استكمال المسار، لكن يبقى هذا السيناريو هو المتوقع والمحتمل إلا في حالة تجاوز الدولار منطقة 105، عندها يكون قد تحرر من المسار الهابط وبالتالي سيضغط على الأسواق بقوة، لكن يبقى الاحتمال الأول حتى الآن هو الأقرب.
من جهة أخرى، واصلت أسعار خام برنت ارتفاعها متجاوزة 84 دولارا التي توقعناها في عدد من المقالات السابقة، حيث اقترب برنت من 88 دولارا للبرميل، ولا تزال الأسعار تملك الزخم الصاعد حتى الآن، حيث يعد مستوى 90 دولارا ضمن المستهدفات الفنية بعد تجاوز الأسعار منطقة 84، التي تعد الدعم الحالي والأقرب لها.
من جانب آخر حقق المعدن الأصفر -الذهب- ارتفاعات كبيرة الفترة الماضية، استطاع من خلالها تحقيق قمة تاريخية جديدة عند 2195 دولارا للأونصة، ويمر حاليا بموجة جني أرباح وإعادة اختبار لقمته السابقة عند 2146 دولارا للأونصة، لكن الزخم الصاعد والشرائي لا يزال واضحا من الناحية الفنية على حركة الذهب، ما يرجح تجاوز الذهب منطقة 2200 وتحقيقه قمة تاريخية أخرى جديدة تضاف إلى القمم التاريخية السابقة التي استطاع تجاوزها، التي قد يتجاوز فيها الذهب مستوى 2300 دولار على المدى المتوسط. وبشكل عام فإن الأسواق تعيش أفضل حالاتها حتى الآن، وأي تراجعات بفعل تأثير ارتفاع الدولار ربما ستكون مؤقتة.