عين على الدولار وأخرى على الأسواق

جاء قرار الفيدرالي بتثبيت الفائدة دون تغيير بعد اجتماعه الأخير في الأسبوع الماضي، مطمئنا للأسواق والمستثمرين على المدى المتوسط، حيث ألمح رئيس الفيدرالي السيد جيروم باول بأنه سيكون هناك تخفيضات عدة خلال النصف الثاني التي قد تصل إلى ثلاثة تخفيضات، حيث توقع الفيدرالي أن تصل معدلات الفائدة نهاية العام إلى 4.6 %، وذلك نزولا من المعدلات الحالية بين 5.25 و5.50 %، وهذا منح المستثمرين طمأنينة لأن أبرز المؤثرات السلبية في الأسواق المالية عموما والأسهم خصوصا هو ارتفاع معدلات الفائدة والتخفيض يمنح الأسواق مزيدا من الزخم الصاعد على المدى المتوسط، بينما شكل تأخير بدء خفض الفائدة إلى النصف الثاني من العام بعضا من الدعم لمؤشر الدولار،الذي استطاع تجاوز مستوى 104، بينما لا يزال في مسار هابط طالما لم يتجاوز منطقة 105 التي يعني تجاوزها تحرر الدولار من المسار الهابط، وبالتالي قد يبدأ بمسار صاعد، وربما إذا حدث ذلك سيكون تحت مسببات أخرى قد تمنح الدولار مزيدا من الدعم والتي قد يكون من أهمها عودة التضخم للارتفاع مجددا وبالتالي تأخير بدء خفض الفائدة، وهذا مرهون بالبيانات الاقتصادية المستقبلية التي كرر الفيدرالي التزامه بمراجعتها في حينه، بينما تنتظر الأسواق صدور قراءة مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة المقبل، وسط توقعات بارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 0.3 % على أساس شهري في فبراير، وذلك بعد ارتفاعه 0.4 % في يناير، وإذا ما جاءت البيانات أعلى من التوقعات عند 0.3 % فقد يمتد مؤشر الدولار إلى منطقة المقاومة 105 ويضغط على الأسواق.

من جهة أخرى تراجعت السوق السعودية بنحو 300 نقطة في أولى جلساتها الثلاث منذ مطلع الأسبوع الجاري، وأغلقت يوم الثلاثاء الماضي أدنى من منطقة دعمها الأول 12660، وتعد منطقة 12450 نقطة حاليا هي الدعم الأهم على المدى القريب حيث تمثل متوسط خمسون يوما، وكسر هذه المنطقة قد يدخل السوق في عمليات تصحيح على المدى القريب، بينما لا تزال السوق إيجابية على المدى البعيد، بدعم من استمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع المعلنة والبنى التحتية وتراجع التضخم ومؤثرات أخرى كثيرة كلها تنعكس على السوق بالإيجاب.

ومن جانب آخر دخلت أسعار النفط لخام برنت في عمليات جني أرباح طبيعية حتى الآن بعد أن تجاوز خام برنت مستوى 87 دولارا للبرميل في الأسبوع الماضي، وهي عمليات تراجع صحية طالما بقيت الأسعار أعلى من 84 دولارا، ولا تزال هناك مستهدفات فنية للنفط أعلى من قمته الأخيرة عند 87.66، بينما يعد كسر منطقة 82 إشارة إلى دخول نفط برنت في عمليات تصحيح.

كذلك ضغط ارتفاع مؤشر الدولار على تراجع أسعار المعدن الأصفر -الذهب- بعدما استطاع الذهب تسجيل قمة تاريخية جديدة عند 2222 دولارا للأونصة التي تعد أعلى سعر حققه الذهب في تاريخه، ولكن ارتداد الدولار ضغط على الذهب ليتراجع قريبا من مستويات قمته السابقة عند 2150، التي تعد حاليا منطقة الدعم الأقرب للذهب بينما تعد منطقة 2088 هي الدعم الأقوى الذي قد تدخل الذهب في عمليات تصحيح في حال كسرها لأسفل، وبالتالي يفقد خلالها زخم الصعود. لذلك لا بد خلال هذه الفترة من متابعة حركة مؤشر الدولار حيث يعد الأكثر تأثيرا، والله أعلم بالصواب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي