الرئيس التنفيذي لـ "سيمنز" : تحول الطاقة دون الصين "مستحيل"
تعتمد سلسلة التوريد في قطاع الطاقة المتجددة على الصين، بشكل كبير لدرجة أن الانفصال عنها شبه مستحيل ويعرض تحول الطاقة للخطر، وذلك وفقا لأحد أهم قادة شركات الغاز والطاقة في العالم.
حيث أشار كريستيان بروخ، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز إينرجي بحسب "فوربس"، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إلى أن "محاولة بناء توربينات رياح دون أي إمدادات صينية سيكون أشبه بالمستحيل. تحول الطاقة دون الصين لن ينجح"، لتسلط تعليقاته الضوء على التعقيد الذي تواجهه الشركات التي تحتاج بشدة إلى الإمدادات وقطع الغيار المصنعة في الصين.
وتعتمد وحدة الرياح التابعة للشركة "سيمنس جاميسا" حصرا تقريبا على المغناطيس الدائم والعناصر الأرضية النادرة من الصين لتصنيع توربينات الرياح، وأمامها خيارات محدودة لتنويع سلسلة التوريد هذه على المدى القريب.
فيما تستمر ديناميكية السوق في التسبب في توترات تجارية عالمية مع الصين. رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا التعرفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، في حين بدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا فيما إذا كان صانعو توربينات الرياح الصينيون يستفيدون من الإعانات في سبيل تقويض أسعار المصنعين الغربيين.
وعلى صعيد ألمانيا موطن "سيمنز"، دعت الحكومة والمستشار أولاف شولتس الشركات المصنعة للحد من انكشافها للصين. وهو موقف لم ترحب به كبرى الشركات الصناعية في الدولة.
حيث قال رئيسها التنفيذي إنه من المهم أن يخضع مصنعو توربينات الرياح في الصين لمعايير الاتحاد الأوروبي نفسها التي تطبق على شركته ونظيراتها الأوروبية عند بيع توربيناتها في السوق المشتركة.
قال بروخ إن الحل من أجل تجارة دولية متناغمة هو التوصل إلى حل وسط بين الحمائية الشديدة التي نراها في الولايات المتحدة والسوق الحرة.
وذكر أنه لا يؤيد إغلاق الوصول إلى السوق الأوروبية. لكنه يرى أنه لا زال هناك حاجة إلى قواعد واضحة فيما يتعلق بكيفية تمويل الشركات، ومن أين تحصل على ضمانات وماذا تدفع مقابلها. يجب أن يكون هذا متسقا إلى حد ما".
فيما أعرب عن أمله في أن يحقق الاتحاد الأوروبي في نهاية التحقيق مثل هذا الهدف"، مضيفا "آخر شيء سأفعله هو الدعوة إلى شيء مثل مغادرة السوق أو الحد من المخاطر. بين المنطقتين ارتباط مثمر ولا بد منه".
ومع ذلك، فإن موقف بروخ لا يخفي المشكلات التي تواجهها وحدة الرياح في الشركة. تعمل "سيمنس جاميسا" حاليا على الانسحاب من أسواق في أمريكا اللاتينية وإفريقيا حيث يبدو أنها لم تستطع منافسة الشركات الصينية الرخيصة. وبحسب بروخ، لن تنافس الوحدة بعد اليوم في أسواق تواجه فيها شركات صينية عديدة إذا كان السعر هو العامل الفارق الوحيد.
وذهب بروخ إلى حد القول إن الشركة فكرت في الخروج من قطاع رياح البر تماما، لكنها عدلت عن ذلك في الوقت الحالي لأن الخروج كان سيكلفها أكثر من البقاء فيه، واختارت إطلاق خطة تحول لأعمال طاقة الرياح البرية تستهدف نموا من رقمين في غضون 4 - 5 سنوات، وإذا لم تحقق النمو المرجو، ستنظر في خيارات أخرى لوحدة سيمنس جاميسا.