كيف تسعى إستراتيجية الطيران السعودية لتعزيز الربط الجوي بعيدا عن الاعتماد على الترانزيت؟

كيف تسعى إستراتيجية الطيران السعودية لتعزيز الربط الجوي بعيدا عن الاعتماد على الترانزيت؟

نجحت بعض شركات الطيران في أن تجعل من عواصمها مراكز عبور (ترانزيت) مقابل كثافة طيران عالية تحسب لمداخيلها وحضورها على مستوى صناعة الطيران، ولكن هذا ليس ما تستهدفه الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران في السعودية بحسب ما تشير إليه تصريحات كثير من المسؤولين السعوديين عن هذا القطاع، ومسؤولي القطاعات الرافدة له، خصوصا قطاع السياحة.

تطوير المسارات

مستقبل الطيران والربط الجوي وجهان لاستدامة واحدة، والمطارات الكبيرة وشركات الطيران العالمية، ليس لها ولأسواقها أن تنتعش -وفقا لمختصين- دون وجهات إقامة متعددة وثابتة. لذلك "تولي السعودية أهمية كبرى لبرنامج الربط الجوي الذي يستهدف تطوير المسارات الجوية الحالية والمحتملة لربط السعودية مباشرة بوجهات جديدة عالمية" بحسب كلمة أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي بمناسبة تدشين البرنامج.
ووفقا لرئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج، فإن هذه الوجهات لا يجب أن تكون بمجملها نقاط عبور فقط، والإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران تستهدف أن يكون 10% فقط من الركاب البالغ عددهم 330 مليون مسافر بحلول 2030، ركاب عبور. وذلك خلال مشاركته في جلسة وزارية عُقدت على هامش أعمال مؤتمر معرض (Wings India 2024) في الهند، حيث تركيز الهيئة هو على النمو المستدام والمتكامل.

وجهة الرياض

كما كشف الرئيس التنفيذي لشركة طيران الرياض توني دوجلاس أن الشركة لن تتنافس مباشرة مع إستراتيجية شركات الطيران الإقليمية الكبرى، في استخدام قواعدها المحلية كمراكز لربط الرحلات الجوية (ترانزيت). وأضاف دوجلاس في مقابلة سابقة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، أن الشركة تخطط للتركيز على الرحلات الجوية من السعودية وإليها.
وتهدف شركة طيران الرياض لإطلاق رحلات تصل لأكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تسهم الشركة في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال.
والربط الجوي أحد برامج الرؤية السعودية 2030 الذي يهدف إلى تعزيز قطاعي الطيران والسياحة بإضافة 23 مسارا جديدا تم تطويرها حتى نوفمبر 2023 و 5 شراكات إستراتيجية عقدت مع شركات النقل المحلية والدولية و847 ألف مقعد أضيفت للأسواق ذات الأولوية. ‌وكان حصيلة ذلك تقدم الربط الجوي في السعودية 14مركزا في تصنيف الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA .

خريطة طريق

من جهتها تعتزم الهيئة العامة للطيران المدني إطلاق خريطة طريق الطيران العام خلال فعاليات مؤتمر مستقبل الطيران 2024، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتنظمه الهيئة العامة للطيران المدني خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو الحالي بشعار "تعزيز مستوى الربط العالمي"، حيث تهدف إلى زيادة إسهام قطاع الطيران العام في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 أضعاف، ليصل إلى ملياري دولار بحلول عام 2030.
وستعمل خريطة طريق الطيران العام وفقا للهيئة على دعم ملاك الطائرات والمستثمرين والمشغلين ومقدمي الخدمات من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتبسيط اللوائح والأنظمة، حيث يأتي هذا الإعلان بعد قيام الهيئة العامة للطيران المدني بالسماح لنقل الركاب إلى وجهات دولية أخرى للشركات الأجنبية "Empty Leg Removal"، وتبسيط متطلبات الترخيص الاقتصادي للمشغلين والمستثمرين في أكتوبر 2023، لتعزيز قطاع الطيران العام.

اتفاقيات وصفقات

وسيجمع مؤتمر مستقبل الطيران 2024، أكثر من 5 آلاف من خبراء وقادة صناعة الطيران من أكثر من 100 دولة، بما في ذلك الوزراء ومديرو هيئات الطيران والمصنعون وممثلو شركات الطيران والشركات المشغلة للمطارات، وسيتضمن المؤتمر الإعلان عن عدد من الاتفاقيات والصفقات التجارية، إلى جانب إطلاق خريطة طريق الطيران العام، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية متخصصة في الطيران العام.
يذكر أن مؤتمر مستقبل الطيران الدولي قد شهد في نسخته الثانية مشاركة 60 دولة، وتوقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، و 116 اجتماعا ثنائيا، وإطلاق عدد من السياسات والإستراتيجيات المهمة لقطاع الطيران المدني، إضافة إلى توقيع عدد كبير من الشراكات بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص.

 

الأكثر قراءة