الألعاب الإلكترونية تخطف اهتمام المستثمرين في منتدى الأعمال "السعودي - الياباني"
خطفت الألعاب الإلكترونية اهتمام المشاركين في منتدى الأعمال السعودي - الياباني، الذي يعقد حاليا في طوكيو، رغم أن جدول أعمال المنتدى مليء بمناقشة عديد من الملفات الأخرى مثل التعاون في عصر جديد من الاستدامة والاقتصاد الدائري، والصحة، البيئة، السياحة، والتقنية المالية.
وعقد المنتدى "طاولة مستديرة للترفيه الرقمي" لمناقشة جهود السعودية لبناء صناعة ألعاب محلية، بما في ذلك توطين الألعاب اليابانية للسوق السعودية، والتعاون مع منظمي بطولات الرياضات الإلكترونية، والاستثمار في صناعة الترفيه الرقمي.
وتحظى الألعاب الإلكترونية باهتمام بالغ في السعودية، إذ يتوقع أن تنمو صناعة الألعاب في السعودية إلى 1.3 مليار دولار خلال العامين المقبلين، مع وجود 58 شركة ألعاب تعمل في المملكة.
وستستضيف السعودية بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لهذا العام في يوليو وستقدم جوائز مالية تبلغ قيمتها نحو 60 مليون دولار لزيادة تنمية صناعة الألعاب. وشوهد عدد من المستثمرين السعوديين يعقدون اجتماعات مع صناع القرار في شركات التقنية اليابانية المختصة بالألعاب الالكترونية، وناقشوا نقل وتوطين الخبرة والمعرفة والتقنيات المتطورة لتحسين الجودة الشاملة للمشاريع ورفع مستوى صناعة الترفيه الرقمي.
وحظي منتدى الأعمال السعودي - الياباني بمشاركة واسعة من المسؤولين في القطاعين العام والخاص في البلدين، وشهد توقيع اتفاقيات عديدة تجاوزت 10 مليارات دولار، إلى جانب تأسيس صناديق استثمارية مشتركة. واستعرض المنتدى فرصا لتوسيع التعاون في القطاعات الاستراتيجية. وعقدت جلسات ولقاءات ثنائية بين ممثلي القطاع الخاص وكبرى الشركات السعودية واليابانية لبحث أوجه التعاون وفرص الاستثمار.
وأبرمت الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك"، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال المنتدى. وتأتي أولى هذه الاتفاقيات مع شركة معهد ميتسوبيشي للأبحاث، لإعداد دراسة تفصيلية لحلول معالجة المرادم في المملكة، وتشمل هذه الدراسة الجدوى الفنية والاقتصادية، وأفضل الحلول التقنية للتعامل مع المرادم.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الدراسة في خفض انبعاثات الميثان من المرادم في المملكة بأكثر من 220 ألف طن سنويا، ما يعادل رصيدا كربونيا يتجاوز 250 مليون ريال سنويا، وتعد هذه الخطوة أساسية في جهود السعودية لتحسين البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة.
كما شملت الاتفاقيات عقدا استشاريا ماليا مع المؤسسة المالية العالمية، لمشروع الحل الشامل لإدارة النفايات في الرياض، الذي تبلغ قيمته أكثر من 6 مليارات دولار بهدف إعادة التدوير وتحويل النفايات إلى طاقة، ما يسهم في تعزيز البنية التحتية البيئية للمدينة وتحقيق أهداف الاستدامة.
وعقدت "سرك" مذكرة تفاهم مع شركة هيتاشي زوسين إنوفا لتطوير الحلول المتقدمة لتحويل النفايات إلى طاقة، وسيعزز هذا التعاون قدرة المملكة على الاستفادة من التقنيات الحديثة في تحويل النفايات إلى موارد طاقة مستدامة.
كما وقعت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تحويل النفايات إلى وقود مستدام، وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية مع شركة ماروبيني، حيث تقدر إجمالي الاستثمارات أكثر من ملياري دولار، ويوضح هذا الاتفاق التزام "سرك" بتطوير حلول مبتكرة ومستدامة لإدارة النفايات، بما في ذلك النفايات الإلكترونية التي تشكل تحديا بيئيا متزايدا.
ووقعت السعودية واليابان، أكثر من 30 مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والتصنيع والأنشطة المالية، وذلك على هامش فعاليات المنتدى.
وذكرت الشركة السعودية لشراء الطاقة أنها وقعت مع كونسورتيوم تقوده شركة ماروبيني اليابانية اتفاقيتين لشراء الطاقة من مشروع الغاط لطاقة الرياح الذي تبلغ قدرته 600 ميجاواط ومشروع وعد الشمال لطاقة الرياح الذي تبلغ قدرته 500 ميجاواط.
ووقعت شركة التصنيع وشركة توهو للتيتانيوم شهادة احتفاء بمرور 10 أعوام من الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين الجانبين. وقد أثمر التعاون خلال الأعوام العشر الماضية تأسيس مشروع شركة أميك وتوهو للتيتانيوم المحدودة، وهو المشروع الأول من نوعه في السعودية والشرق الأوسط لإنتاج مادة التيتانيوم الإسفنجي، وأسهم المشروع في توطين التقنية الصناعية داخل السعودية وتطوير وتأهيل الكفاءات الوطنية ونقل الخبرات اليابانية.
وقالت فرح الغريب المستثمرة في القطاع البيئي، إن هذه المنتديات تسهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، مشيرة إلى أن المستثمرين السعوديين يفتشون عن الفرص الاستثمارية بالشراكة مع اليابانيين الذين يملكون التقنية المتقدمة.
وبينت الغريب أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية واليابان تعد قوية ومتنوعة، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين يتمثل في عديد من المجالات الرئيسة مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والبيئة، والتكنولوجيا، والسياحة.
وأضافت الغريب أن اليابان تعد واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسين للسعودية، مبينة أن هذه العلاقات تعزز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والتعاون المشترك.