الذكاء الاصطناعي يولّد موجة تضخمية قبل الرسو على ضفة المكاسب
قالت شركة بلاك روك أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم إنه من أجل إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي، قد تضطر الولايات المتحدة إلى مواجهة موجة تضخمية.
كتب محللو "بلاك روك" بقيادة جان بويفين يوم الاثنين الماضي "ازدهر الإنفاق الرأسمالي على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي منذ اللحظة الفارقة لتشات جي بي تي العام الماضي" -حين أصبحت أداة الذكاء الاصطناعي التي طورتها أوبن إيه أي حديث العالم بأسره- موضحين أن "طفرة النفقات الرأسمالية هذه والاستفادة من الموارد يمكن أن يتسببا في اختناقات، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي من المرجح أن يكون تضخميا على المدى القريب قبل جني أي من الفوائد طويلة المدى التي يمكن أن تخفف الضغوط التضخمية."
منذ أواخر 2022، اتجهت وول ستريت إلى الذكاء الاصطناعي، مراهنة على أن التكنولوجيا الناشئة ستعزز الإنتاجية وتقدم مكاسب اقتصادية ضخمة. وفقا لشركة ويدبوش سيكيورتيز، ستنفق الشركات ما يقدر بنحو تريليون دولار على الذكاء الاصطناعي على مدى العقد المقبل.
ويهدف جزء من هذا الاستثمار إلى إنشاء البنية التحتية التي يعمل عليها الذكاء الاصطناعي، من مراكز البيانات إلى شبكات المرافق التي تزودها بالطاقة. ومن وجهة نظر "بلاك روك"، بدأ هذا بالفعل في الضغط على العرض في السوق الأوسع.
من المتوقع أن يرفع الذكاء الاصطناعي استخدام الكهرباء 160 % بحلول 2030، ما يضع عبئا هائلا على الطلب على النحاس -المستخدم في الأسلاك والتوصيلات الكهربائية- والواقع أن اختلال التوازن بين العرض والطلب كان كبيرا للغاية لدرجة أن السلعة ارتفعت لفترة وجيزة إلى ما يزيد على 11 ألف دولار للطن في أواخر مايو.
مع ذلك، خطر التضخم الناجم عن الذكاء الاصطناعي لم تقدره الأسواق أو البنوك المركزية بعد.
وبدلا من ذلك، تجهز معظم وول ستريت نفسها لقدر أكبر من الاتجاه الصعودي من جنون التكنولوجيا، وتتوقع الشركة أن ترفع مجموعة من الفائزين في مجال الذكاء الاصطناعي العوائد لـ6 إلى 12 شهرا أخرى.
"مسلسل صعود الذكاء الاصطناعي مدعوم بالأرباح ولا يزال هناك مجال لاستمراريته، من وجهة نظرنا. لا نرى فقاعة ذكاء اصطناعي، وتختلف ربحية شركات التكنولوجيا الضخمة عن الشركات غير المربحة التي قادت فقاعة الدوت كوم"، كما كتب المحللون.
وفيما يتعلق بالتضخم، تتوقع "بلاك روك" أن تظل السياسات النقدية العالمية ضيقة لفترة أطول، وليس فقط على المدى القريب. وقالت إنه في جميع أنحاء العالم، شيخوخة السكان، وتغير سلاسل التوريد، والتحول منخفض الكربون، كلها عوامل تقيد الإنتاج.