لا شيء يرتفع إلى الأبد.. أسهم النفط الخيار المثالي حال فقدت التكنولوجيا جاذبيتها

لا شيء يرتفع إلى الأبد.. أسهم النفط الخيار المثالي حال فقدت التكنولوجيا جاذبيتها

قد لا يختلط النفط والماء، لكن قد تشكل أسهم النفط والتكنولوجيا مزيجا مثاليا. فأسهم النفط هي الترياق المثالي لإنفيديا وشركات التكنولوجيا الأخرى. وتعد خيارا مثاليا لتنويع المحفظة، كونها ترتبط بعلاقة ضئيلة، أو سلبية بأسهم التكنولوجيا وتتمتع بإمكانية نمو إذا ارتفعت أسعار النفط.

شركات التكنولوجيا الكبرى هي المحرك للارتفاعات الكبيرة في السوق الصاعدة حاليا. وهي قوية جدا لدرجة أن البحث عن التنويع يبدو ضربا من الحماقة. ولا سيما مع ارتفاع صندوق إس بي دي آر لقطاع التكنولوجيا المتداول في البورصة 41 % منذ نوفمبر 2022، متغلبا على مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 35 نقطة مئوية وفقا لـ "بارونز ".

لكن لا شيء يرتفع إلى الأبد. قد تكون أسهم النفط هي المكمل المثالي. صحيح أنها متواضعة هذا العام، حيث ارتفع صندوق إس بي دي آر المتداول لقطاع الطاقة 8.7 % فقط في 2024، وهو أقل كثيرا من ارتفاع إس آند بي 500 الذي بلغ 15 %. وتبلغ القيمة السوقية للمجموعة كاملة 1.7 مليار دولار فقط، أي أعلى قليلا من نصف "إنفيديا" أو "أبل". ولأكبر سهم في المجموعة، "إكسون موبيل"، قيمة سوقية صغيرة نسبيا تبلغ 500 مليار دولار.

لكن تجاهل أسهم الطاقة ليس بالسديد. أسهم النفط ستكون مفيدة جدا إذا بدأت التكنولوجيا في التراجع، فهي تتحرك عكسها. منذ وصول السوق إلى القاع في 2022، كان لصندوق إس بي دي آر المتداول لقطاع الطاقة علاقة عكسية بصندوقي إس بي دي آر المتداول لقطاع التكنولوجيا وصندوق فان إيك المتداول لأشباه الموصلات في يونيو، فهو يرتفع عندما تنخفض التكنولوجيا وينخفض عندما ترتفع.

ويبدو أن أسهم الطاقة على وشك الانطلاق. يشير جوناثان كرينسكي، كبير فنيي السوق في بنك بي تي آي جي، إلى أنه على الرغم من انخفاضه 10 % من ذروة أبريل إلى أدنى مستوى في يونيو، فقد حافظ صندوق الطاقة المتداول على متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم بالقرب من 88 دولارا. إذا اخترق منطقة 91 -92 دولارا، فسيشير ذلك إلى بدء اتجاه صاعد جديد.

الأهم هو سعر النفط، الذي يحتاج على الأقل إلى الثبات، إن لم يرتفع أكثر. حقق خام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي، أداء جيدا وارتفع 10 % منذ الرابع من يونيو ليصل إلى 80.66 دولار.

وفي إشارة إلى إمكانية استمرار الارتفاع، تلاحظ ناتاشا كانيفا، الخبيرة الإستراتيجية في "جيه بي مورجان"، أن الطلب على النفط لا يزال قويا، وأن المصافي تعمل بأقصى قدرتها، مع بلوغ صادرات النفط المنقولة بحرا من أوبك إلى أدنى مستوى لها في عامين. إن صح هذا، فسيبلغ خام برنت متوسط 84 دولارا في الربع الثالث من 2024، مع ذروة تبلغ 90 دولارا في أغسطس أو سبتمبر.

سينعكس هذا صعودا على صندوق الطاقة المتداول وعلى أسهم النفط التي حافظت خلال التراجع الأخير على متوسطاتها المتحركة لمدة 200 يوم. وهي تشمل أسهم "كوتيرا إينرجي" و"إي أوه جي ريسوسز" و"أوكسيدنتال بتروليوم".

تندرج "إكسون موبيل" في هذه المجموعة أيضا، ويبدو سهمها جذابا على وجه الخصوص. يوم الثلاثاء، وصفه جوش سيلفرشتاين، المحلل في "يو بي إس"، بأنه "أفضل سهم تمتلكه للسنوات الخمس المقبلة".

والسبب بسيط للغاية، فإكسون قادرة على زيادة أرباحها وإعادة رأس المال دون حاجة إلى ارتفاع أسعار النفط. ويرجع ذلك جزئيا إلى قوة التكرير، وتخفيض التكاليف، ومشروعات النفط الجديدة وغيرها. في النهاية، قد يدفع ذلك السهم إلى 154 دولارا، بزيادة 35 % عن 114.41 دولار سجلها أخيرا.

وهذا ليس شيئا يمكنك قوله عن شركات التكنولوجيا الكبرى.

الأكثر قراءة