وكالات سفر صينية كبرى تبدأ بإطلاق برامج سياحية إلى السعودية

بدأت وكالات السفر الكبرى في الصين بإطلاق برامج سياحية تتضمن رحلات إلى السعودية، في ظل زيادة عدد المجموعات السياحية التي تعتزم زيارة الرياض، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" تشانغ هوا سفير الصين في الرياض.

وقال إن أكثر من 100 ألف صيني زاروا السعودية خلال 2023، مبينا أن نحو 40 ألف مغترب صيني يعيشون في السعودية حيث يعمل بعضهم في عدة مشاريع تنموية إضافة إلى ممارسة آخرين أنشطة تجارية واستثمارية بينما يدرس بعضهم في الجامعات السعودية.

وأشار سفير الصين في الرياض إلى أن 30 ألف سعودي زاروا الصين خلال العام الماضي.

وأكد أن البرنامج المتنوع الأكثر شعبية في الصين "الشباب والزهور - موسم طريق الحرير" ويضم 7 نجوم صينيين مشهورين قام بتصوير وتسجيل مناطق الرياض وجدة والعلا للتعرف على تجربة السعودية من حيث ثقافتها الفريدة ومأكولاتها اللذيذة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها، ما فتح نافذة جديدة للشعب الصيني لفهم السعودية.

وأضاف "وفي غضون 24 ساعة من بث البرنامج، تمت قراءة مقالات ذي صلة تقدر بنحو 20 مليون مرة على وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة في الصين، وترك عديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين رسائل قائلين إنهم لا يطيقون الانتظار للسفر إلى السعودية".

السعودية أعلنت أخيرا اعتمادها كوجهة سياحية رسمية للسياح من الصين، ابتداء من 1 يوليو 2024، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات ومذكرات التفاهم والتعاون المثمر والمشترك بين القطاعين السياحيين السعودي والصيني.

وتعليقا على ما أعلنته السعودية، أوضح أنه في ديسمبر 2022، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية، تم التوصل إلى توافقات مهمة مشتركة، لتعزيز العلاقات الثنائية، من بينها موافقة الجانب الصيني على إدراج السعودية وجهة سياحية لمجموعات السياح من الصين، ما يوسع التبادل بين البلدين.

وأشار السفير الصيني إلى أنه منذ بداية هذا العام، تحركت الجهات المعنية بين البلدين لتنفيذ هذه الاتفاقيات على أرض الواقع، وفي سبتمبر 2023، استقبل نائب وزير السياحة والثقافة الصيني دو جيانغ السفير السعودي لدى الصين عبدالرحمن الحربي في بكين، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن خطة تنفيذ رحلات مجموعات السياح من الصين إلى السعودية، ما يعد خطوة رسمية لتصبح السعودية وجهة سياحية لمجموعات السياح من الصين.

وأوضح أن الهيئة السعودية للسياحة نظمت منذ العام الماضي أنشطة ترويج سياحي بمختلف أشكاله في بكين وشنغهاي وتشنغدو وشنتشن وغيرها من المدن الصينية، التي لاقت إعجابا وإشادة واسعة النطاق وردودا حماسية.

في الآونة الأخيرة، أطلقت عديد من شركات الطيران الصينية مثل طيران الصين (Air China)، وخطوط جنوب الصين الجوية (China Southern Airlines)، وخطوط شرق الصين الجوية (China Eastern Airlines) رحلات مباشرة بين البلدين، كما زادت الخطوط السعودية من أعداد الرحلات المباشرة، حيث يوجد أكثر من 10 رحلات أسبوعيا من بكين وشنغهاي وشنتشن إلى الرياض وجدة.

وأكد سفير بكين في الرياض أن أكثر من 87 مليون سائح صيني سافر إلى الخارج في 2023، متوقعا أن يتجاوز عدد السياح الصينيين إلي الخارج 130 مليونا في 2024.

وذكر أن الرحلات الجوية الجديدة ستوفر مزيدا من التسهيلات للمسافرين من جميع أنحاء الصين للسفر إلى السعودية.

وخلال الآونة الأخيرة، اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير لتسهيل وصول الأجانب إلى الصين، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بممارسة الأعمال التجارية أو الدراسة أو السياحة للأجانب وغيرها من المجالات.

وأوضح السفير الصيني أنه خلال الأعوام الأخيرة، توسع التبادل والتعاون في مجال العلوم الإنسانية بين الصين والسعودية باستمرار، وزادت التبادلات الشعبية بين البلدين.

وأضاف "في مجال التعليم، بدأ مزيد من السعوديين في دراسة اللغة الصينية، كما تم إطلاق تخصصات اللغة الصينية في 4 جامعات سعودية في الوقت الراهن، وتدشين وتشغيل معهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان، وتزايدت أعداد المدارس والمؤسسات الاجتماعية في فتح مقررات اختيارية للغة الصينية".

وأكد أن توسع التعاون والتبادل في مجال العلوم الإنسانية بين البلدين سيعزز الصداقة بين الشعوب ويعمق التفاهم المتبادل، ما يسهم في تنمية قطاع السياحة بين البلدين.