كيف استثمر نجوم كرة القدم السعوديون أموالهم؟

كيف استثمر نجوم كرة القدم السعوديون أموالهم؟
ماجد عبد الله وسامي الجابر في إحدى المناسبات. تصوير: بشير صالح - "الاقتصادية"

ارتفع عدد لاعبي كرة القدم السعوديين المستثمرين في السوق المحلية خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل الوعي وعوامل الجذب الاستثمارية والتجارية التي دفعت كثيرا منهم إلى استثمار جزء كبير من أموالهم التي جنوها من عقودهم الاحترافية، وفقا لخبراء في الاستثمار والتسويق الرياضي.

وتنوع وجود اللاعبين السعوديين في القطاعات الاستثمارية الرائدة والحيوية، تصدرهم أسطورتا الكرة السعودية ماجد عبدالله وسامي الجابر، حيث أعلن الأول في 2016 تأسيس شركة "قممي للاستثمار" التي تضم 7 أنشطة من أهمها إدارة الأوقاف والاستثمار الرياضي، وشراكة الثاني في شركة قبولك للخدمات التعليمية لمساعدة الطلاب على تحقيق أهدافهم على الصعيدين التعليمي والمهني.

التقديرات الإجمالية للقيمة السوقية لاستثمارات اللاعبين تربو على 300 مليون ريال، وفق الاستثمارات المعلنة من قبل اللاعبين أنفسهم، ويتوقع أن تصل استثماراتهم إلى المليار ريال بحلول 2030 وفق مختص في الاستثمار الرياض تحدث لـ "الاقتصادية".

أغلب الاستثمارات المعلنة وفقا لرصد "الاقتصادية" جاء في قطاع المطاعم، ولعل أبرز المستثمرين في هذا القطاع مدير كرة القدم في نادي الهلال سعود كريري، ونجما نادي النصر محمد آل فتيل وسامي النجعي ، إضافة إلى وليد باخشوين، وعبدالفتاح عسيري وهتان باهبري، ونايف هزازي.

كثير من النجوم لم يبتعد كثيرا عن القطاع الرياضي واستثمر أمواله في المجال ذاته، كأسطورة نادي الهلال محمد الشلهوب الذي أنشأ أكاديمية الشلهوب يونايتد لكرة القدم التي جمعت بين اسمه وعشقه العالمي لنادي مانشستر يونايتد.

أيضا كابتن السعودية سلمان الفرج سار على خطى الشلهوب واستثمر في القطاع الرياضي وأنشأ أكاديمية أطلق عليه اسم "الجوكر" لكرة القدم، والجوكر لقب يشار فيه إلى اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز، وعادة لا ينال اللاعب الجوكر الشعبية والشهرة والنجومية الواسعة، ولكنه يحظى بإعجاب واسع من المدربين، إلا أن سلمان "الجوكر" خالف القاعدة بعد أن مر على أكثر من مركز طوال مسيرته في الهلال والمنتخب، بعد أن لعب في أكثر من خانة كالظهير الأيسر والمحور وصانع اللعب والجناح الأيسر، لكنه نال الشعبية والنجومية وخالف القاعدة عبر نيل محبة الجماهير والمدربين.

ولم يبتعد ياسر القحطاني كثيرا عن الشلهوب والفرج حيث دشن أخيرا العلامة التجارية Y20 المختصة في مجال الاستثمار والتسويق الرياضي، وجمعت العلامة التجارية بين أول حرف من اسم ياسر ورقمه في الهلال والمنتخب. أيضا حسن العتيبي حارس نادي الهلال السابق اتخذ الخطوات ذاتها، وأنشأ شركته أرض الرياضة المختصة في المستلزمات الرياضية وإدارة عقود اللاعبين.

للنجوم السعوديين استثمارات غير معلنة في أسواق الأسهم والسوق العقارية المحلية وقطاعات أخرى، لم تتمكن "الاقتصادية" من معرفة حجمها ومقدارها من مصادر موثوقة.

من جهته قال الدكتور مقبل بن جديع المستشار والخبير في الإدارة والتسويق الرياضي إن حجم استثمار اللاعبين السعوديين في السوق السعودية يربو على 300 مليون ريال، وعددهم لا يتجاوز 30 % من عدد اللاعبين المقيدين في كشوف فرق دوري روشن السعودي، متوقعا أن تصل إيراداتهم إلى 9 ملايين ريال في العام الواحد.

وأضاف بن جديع لـ "الاقتصادية" أن المتجهين للاستثمار زاد خلال الأعوام القليلة على السابق، والمتوقع أن تزيد النسبة لأكثر من 50 %، وأن حجم استثماراتهم سيلامس المليار ريال في 2030".

وأوضح أن اللاعبين يختلفون في توجهاتهم وتفكيرهم، فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي نشاهد الحياة اليومية الطبيعية للاعبين، هناك فئة وليست أقلية ما زالت منشغلة باقتناء السيارات الفاخرة وغيرها، وهناك فئة أقل تبحث عن الاستفادة من مداخيلها لزيادة أرصدتها واستثماراتها.

وكشف بن جديع أن "روية المملكة 2030" فتحت عدة مشاريع وزادت من ثقافة الجميع الاستثمارية، وقال "نوعت الاستثمارات وخلقت فرصا جديدة ومختلفة، كثيرون استفادوا منها ومن بينهم الرياضيون.

وأضاف "في السابق لم يكن هناك وعي مثل اليوم، لذا فاللاعبون السابقون الذين استفادوا ودخلوا عالم الاستثمار قلة، تستطيع تحديدهم، وأرى أنهم لا يصلون لـ 10 % من أجمالي اللاعبين أمثال ماجد عبدالله، سامي الجابر، حسين عبدالغني، ياسر القحطاني، وأبناء عطيف.

من جهته، يعتقد معتز المزروع رئيس لجنة التسويق والاستثمار في نادي النصر السابق أن الصناديق الاستثمارية هي الحل الأنسب للاعبي كرة القدم الحاليين الراغبين في الاستثمار، وقال "بحكم أنهم لاعبون محترفون وأغلب وقتهم في العام بين التدريبات وخوض المباريات، فالأنسب لهم تلك الصناديق والعوائد منها من ١٠ % إلى ٢٠ % سنويا".

وأضاف "المشاريع الخاصة مثل المطاعم والمقاهي وشركات التسويق الرياضي تحتاج إلى المعرفة، إضافة إلى الوقوف شخصيا على متابعة سير العمل، لذلك مشاريع عدة إما توقفت أو اضطر مالكها لبيعها".

وامتدح المزروع ارتفاع درجة الوعي بين اللاعبين السعوديين، خاصة في مجال الاستثمار، وقال "جيل اليوم مقارنة بجيل الأمس يحاول جاهدا الاستثمار، منهم من دخل عالم العقار والتجارات المتنوعة وأمن مستقبلة، أصبح إضافة إلى أنه لاعب كرة قدم رجل أعمال".

سمات

الأكثر قراءة