فواتير الخدمات العامة أمام عقبة الذكاء الاصطناعي .. مرشحة للارتفاع على مدى عقود

فواتير الخدمات العامة أمام عقبة الذكاء الاصطناعي .. مرشحة للارتفاع على مدى عقود
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تستنزف طاقة بشكل كبير. «رويترز»

أفاد بنك أوف أمريكا بأن انخفاض فواتير الخدمات العامة أعطى المستهلكين مجالا لالتقاط أنفاسهم، لكن هذا الارتياح قد يقاطعه الطلب الهائل على الطاقة من الذكاء الاصطناعي.

وأشار البنك في مذكرة جديدة يوم الثلاثاء إلى أن متوسط ​​المدفوعات على أساس سنوي انخفض 1.4 % في الأشهر الثلاثة حتى مايو. هذا الانخفاض يرحب به المستهلكون الذين واجهوا ارتفاع التكاليف في العامين الماضيين، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".

وفي حين أن الأسعار لا تزال أعلى بكثير من مستويات 2019، فإن نمو الأسعار السلبي ليس أمرا يستهان به. كتب محللو البنك: في المتوسط، تشكل مدفوعات الخدمات العامة نحو 8 % من دخل الأسر التي تجني أقل من 4000 دولار شهريا، وفقا لبيانات داخلية.

وأشار بنك أوف أمريكا إلى أنه رغم انخفاض المدفوعات، فإن أسعار الكهرباء -العنصر الرئيس الذي يدفع تكاليف الخدمات العامة- ترتفع سريعا. خلال شهر مايو، وصل سعر الكهرباء على أساس سنوي إلى 5.9 %، قفزة من 3.8 % في يناير.

ويعود هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على الطاقة الذي تغذيه مجموعة من المصادر المتنوعة. جزئيا، أدى المناخ الأكثر حرارة إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء، حيث قامت الأسر برفع تبريد مكيفات الهواء أو زيادة استخدام المضخات الحرارية. كما أسهمت التشريعات، مثل قانون الحد من التضخم في ذلك، وقال البنك إنها لم تعزز انتشار السيارات الكهربائية فحسب، بل قفز التصنيع المحلي الذي يستهلك الطاقة نتيجة لها.

وتوقع البنك أنه "بالنظر إلى الأطر الزمنية الطويلة لبناء مصانع كبيرة، فمن المحتمل أن مزيدا من ذلك قادم في المستقبل".

كما أشار البنك إلى أن الذكاء الاصطناعي هو العامل الأساس الذي سيرفع تكاليف الخدمات العامة على مدار فترة قد تمتد لعقود.

في حين استحوذت إمكانات التكنولوجيا على وول ستريت في الأعوام الأخيرة، فإن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تستنزف طاقة بشكل كبير، كما ذكر البنك.

وكتب المحللون: "على سبيل المثال، تظهر أبحاث بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش أن تصنيف النصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي يستخدم نحو 2 كيلوواط ساعة لكل ألف مهمة، لكن توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي يستخدم ما يقارب ثلاثة آلاف كيلوواط ساعة للعدد نفسه من المهام. تجدر الإشارة إلى أن الأسرة الأمريكية المتوسطة تستخدم نحو 886 كيلوواط ساعة شهريا".

علاوة على ذلك، تولد شرائح أشباه الموصلات التي تشغل برامج الذكاء الاصطناعي حرارة أكبر من سابقاتها عند عملها، وتتطلب تبريدا سائلا، وهو نظام يستهلك طاقة كهربائية أيضا. إضافة إلى التوسع المتزايد في الخوادم السحابية التي تساعد أيضا في استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي.

يتوقع بنك أوف أمريكا أن تكون هناك حاجة إلى 18 إلى 28 جيجاواط إضافية في سعة الطاقة الكهربائية بحلول 2026. وقد تسببت الخوادم السحابية ذات الطلب المرتفع بالفعل في ارتفاع الطلب التجاري على الكهرباء.

قال البنك "في حين أن تقلبات أسعار السلع العالمية، خاصة الوقود التقليدي، من المرجح أن تستمر في التأثير على السعر الذي يدفعه المستهلكون مقابل الطاقة، فإن الحاجة إلى سعة إضافية في نظام توليد الكهرباء قد تكون بمثابة عائقا أمام أي انخفاض طويل الأمد في فواتير الخدمات العامة الخاصة بهم".

بالنسبة إلى المستثمرين، سلط الطلب المتزايد على الطاقة الضوء على أسهم الخدمات العامة، التي من المتوقع أن تكون الفائز الفعلي في طفرة الذكاء الاصطناعي.

 

الأكثر قراءة