«سامبا نوفا»: نستهدف تطوير نظام ذكاء اصطناعي متطور لـ«أرامكو» بأقل كلفة ممكنة
تستهدف شركة سامبا نوفا للذكاء الاصطناعي، تطوير نظام ذكاء اصطناعي متطور لشركة أرامكو السعودية، بأقل تكلفة ممكنة، لاستخدامه في نموذجها العملاق "أرامكو ميتا برين"، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" مارشال تشوي نائب رئيس الشركة للمنتجات.
و«أرامكو ميتا برين» هو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي رائد وكبير من الدرجة الصناعية، أعلنه رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، في النسخة الثالثة من مؤتمر "ليب 2024" في الرياض، مارس الماضي.
ويستند النموذج إلى بيانات تراكمية جمعتها الشركة خلال 90 عاما، ويمثل استثمارا استراتيجيا في الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل الشركة، التي تخطط لاستخدامه لتشغيل التطبيقات المعرفية عبر أعمالها.
وقال تشوي، "بدأنا العمل مع أرامكو منذ عام تقريبا، وستستفيد الشركة نتيجة هذا التعاون من الذكاء الاصطناعي الذي نقدمه وتوظفه في كل عملياتها، ما سيسهم في تعزيز إنتاجية الشركة بصورة كبيرة، وتكمن مهمتنا في توفير نظام متطور جدا وبأقل تكلفة ممكنة".
وبحسب تشوي، يجمع النظام بين السرعة الفائقة في تحليل البيانات والدقة في النتائج، ما يمكن المطورين من الاستفادة من قوة النماذج اللغوية الكبيرة والمخصصة في مؤسساتهم لتبسيط سير العمل وتسريع عملية الابتكار.
وعلى مستوى البنية التحتية، أوضح أن الشركة توفر لعملائها عامة أسرع الأجهزة من شرائح ورقاقات إلكترونية وأنظمة، لأغراض التدريب والاستدلال.
وبشأن البرمجيات، أشار إلى توفير نماذج للذكاء الاصطناعي التوليدي مدربة مسبقا ومزودة بأكثر من تريليون باراميتر (معامل) بناء على مصادر مفتوحة لتعزيز قدرات الريادة في نماذج الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي، معتمدين على الخبرة في العمل في وادي السيليكون.
وذلك إضافة إلى تأسيس بنية تحتية للذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني للدول أو مستوى الشركات الكبيرة تساعد على نقل المعارف والمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى السوق المحلية، وبالتالي تساعد الدول على أن يكون لديها مسارها الخاص فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ما يمكنها من الحفاظ على خصوصية البيانات الحساسة وحفظ حقوق الملكية الفكرية. ولعبت وحدات معالجة الرسوميات دورا مهما في تقدم الذكاء الاصطناعي، وتقديم سرعة وأداء حوسبة غير مسبوقين، إضافة إلى إتاحة تطبيقات وقدرات تجارية وعلمية وحكومية جديدة مذهلة، بحسب نائب رئيس شركة سامبا نوفا للمنتجات.
ومع ذلك، فإن الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي يدفع الطلب على قدرات تتطلب نماذج لغوية أكبر (LLMs)، وهو ما يتطلب أعداد أكبر من وحدات معالجة الرسوميات المتقدمة، لكن المشكلة تكمن في الكلفة المرتفعة لهذه الوحدات وصعوبة الحصول عليها واستهلاكها للطاقة بشكل مكثف للغاية وصعوبة إدارتها.
وللتغلب على هذه المشكلة، قال مارشال تشوي إن الشركة أطلقت رقاقات أو شرائح ثورية اسمها SN40L تقلل بشكل كبير من عدد المعالجات اللازمة، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المؤسسية، وتحقق سرعات أكبر في الاستدلال.
ونوه بأن هذه الرقاقات أو الشرائح تتمتع بقدرات كبيرة تمكنها من تدريب النماذج اللغوية الكبيرة والاستدلال منها بسرعة هائلة، وتوفر الحلول التي توفرها الشركات المنافسة التي تحتاج إلى أنظمة منفصلة (ومن ثم مزيد من وحدات معالجة الرسوميات) لأداء هذه المهام، ويؤدي هذا إلى حد بعيد إلى تحسين استخدام الأجهزة والذاكرة والطاقة، كما يقلل من التكلفة الإجمالية بنسبة تصل إلى 10 مرات.
وفي سياق متصل، يري خالد الشامي نائب الرئيس لاستشارات الحلول في شركة إنفور، أنه يجب على الدول والشركات والمؤسسات تطوير استراتيجيات متناسبة مع أهدافها واحتياجاتها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاج والخدمات وتطوير المنتجات.
وأشار إلى أنه ينبغي دعم الأبحاث والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز التعاون بين الجامعات والشركات لتطوير تقنيات وحلول جديدة ومبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي. وأضاف، أن الأبحاث تسهم في الأتمتة وتحسين الإنتاجية، إذ يؤدي استخدام التقنيات الذكية مثل الروبوتات والأنظمة الذكية في الشركات إلى زيادة معدلات الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات والخدمات وتحسين الكفاءة في استخدام الموارد.
ولفت إلى أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في عديد من الحالات داخل الشركات والمؤسسات، تعددت صوره فهناك كتابة البريد الإلكتروني وإعداد التقارير ووثائق المنتجات والمحتوى على الويب، إضافة إلى إنشاء بطاقات الوظائف وطلبات العمل، والمقارنات بين المنتجات والموردين وجمع الصور والموسيقى ومقاطع الفيديو لحملات التسويق.