الانتخابات الأمريكية وأثرها المباشر على التقنية

لا يمر عام الانتخابات الأمريكية دائما إلا وتكون هناك تغييرات كبيرة تمس التقنية عامة، ويكون هناك أثر مباشر أو غير مباشر عليها، إن رأينا خلال السنوات الماضية كانت التأثيرات مختلفة بناء على معطيات أي حملة من الحملات الانتخابية وكانت هناك 3 تأثيرات رئيسة على التقنية أثرت عليها الانتخابات الأمريكية أو الانتخابات عموما في بعض البلدان المختلفة حول العالم، التأثيرات كانت تطول عدة مجالات مختلفة، أولها منصات التواصل وبعدها السيارات الكهربائية والآن قد يطول تأثيرها الذكاء الاصطناعي وتقنينه خاصة مع مميزاته المختلفة التي تتيح للناس عمل مقاطع فيديو أو صور أو تعديل الصور بكل سهولة.

أحد المخاطر التي تحاول فيها لجان الانتخابات المختلفة حول العالم خاصة الأمريكية محاربة التزييف العميق الذي يكون بسبب الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتمكن بذلك صانع المقطع من تعديل مقاطع الفيديو وجعل أي رئيس دولة حول العالم يتقول كلاما مختلفا عن الواقع وتزييف الواقع من خلاله، وبسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة أصبح بالإمكان حاليا تعديل مقاطع الفيديو والصوت ويكون من الصعب جدا اكتشاف أي مقطع فيديو مزيف.

في السابق كانت إمكانية تعديل الصور وتعديلها وتغيير الحقائق فيها ممكنة وكانت هناك أزمات وفضائح تم تزويرها على بعض الشخصيات المختلفة حول العالم لكن الآن أصبح من الممكن تزييف مقاطع الفيديو بكل احترافية ولا يأخذ هذا الموضوع سوى دقائق بسيطة من أي شخص حتى غير المختصين بالذكاء الاصطناعي أو ليس لهم علاقة قوية بالتقنية لأنه هناك عديدا من الأدوات المختلفة حاليا تمكن أي شخص من تعديل مقاطع الفيديو بكل سهولة.

لكن ما الأثر المتوقع من الانتخابات الأمريكية على الذكاء الاصطناعي؟ من الواضح أنه سيكون هناك تطوير وفرض قوانين ضد منصات التواصل الاجتماعية للحد من مقاطع الفيديو المعدلة بالذكاء الاصطناعي والبداية حاليا من اليوتيوب الذين يعملون حاليا على توفير أدوات تسهم في كشف مقاطع الفيديو المعدلة والمزيفة وحذفها في المنصة أيضا، سيكون واجبا على بقية المنصات محاربة مثل هذه المقاطع وتوفير أدوات تسهم في اكتشاف هذه المقاطع وحذفها مباشرة من المنصة خوفا من التأثير بشكل أو بآخر في نتائج الانتخابات الأمريكية بسبب تزوير مقاطع فيديو لأحد المرشحين المحتملين.

التأثيرات السابقة للانتخابات الأمريكية كانت مختلفة، مثلا كان هناك أثر كبير في منصات التواصل الاجتماعية لدرجة أن منصة تويتر سابقا x حاليا قامت بإيقاف الإعلانات وأيضا في الانتخابات الأخيرة وفرت مميزات تسهم في الحد من نشر الأخبار المزيفة مثل ميزة الملاحظات التي تم وضعها أسفل التغريدات التي تعطي رأيا آخر أو مختلفا عن رأي صاحب التغريدة أو توفر ملاحظة عن حقيقة ما ذكر في هذه التغريدة.

أيضا للانتخابات الأمريكية السابقة أثر مباشر في السيارات الكهربائية ومحاولة الترويج لها لدرجة أن الرئيس الأمريكي الحالي قام بزيارة مصنع فورد في محاولة للترويج لسياراتهم الكهربائية، ومن ضمن التأثيرات التي طالت حتى شركة أبل محاولة لدعم الشركة لنقل صناعة أجهزتها لداخل الولايات المتحدة وحاولت كثيرا وكانت هناك بداية خجولة تلك الفترة بصناعة جهاز الماك برو الأسطواني الشكل لكن حسب مصادر مختلفة فإن أبل تخلت عن ذلك حاليا بسبب صعوبة الصناعة حاليا داخل الولايات المتحدة.

إن كان هناك أثر متوقع وهو أثر محمود من الانتخابات الحالية هو تسريع وتيرة تبني منصات التواصل لأدوات تمكن المستخدمين من معرفة المحتوى المزيف من الحقيقي والمحتوى الذي تمت صناعته من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي، وأيضا قد نرى سرعة لتبني قرارات تسهم في وضع قوانين على الشركات المختلفة للحد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مخالف وأيضا قد نرى سرعة تبني وتنفيذ الاتفاقيات التي تخص أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الانتخابات على بعد أشهر بسيطة من الآن لكن من المؤكد أن نتائجها لن تؤثر في أمريكا فقط إنما سيصل أثرها إلى مجال الذكاء الاصطناعي.            
 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي