السعودية تقطع مراحل متقدمة في صناعة الطاقة المتجددة بشراكات صينية

قطعت السعودية مراحل متقدمة نحو تصنيع وتأمين سلاسل الإمداد لمشاريع الطاقة المتجددة بتوقيع صندوق الاستثمارات العامة 3 اتفاقيات جديدة مع شركات صينية لتوطين الصناعة، بحسب ما ذكره مختصان لـ"الاقتصادية".

تمثل المشاريع المشتركة التي تضمنتها الاتفاقيات من خلال شركة توطين للطاقة المتجددة، المملوكة لصندوق الاستثمارات، أحدث استثماراته في هذا المجال لدعم احتياجات الطاقة في السعودية، وترسيخ مكانتها في مجال الطاقة المتجددة.

المختصان أكدا أن الاتفاقيات ستسهم في توطين تقنيات متطورة لمشاريع الطاقة المتجددة، وتعزز من فرص الاستثمار في هذا المجال.

كان صندوق الاستثمارات العامة وقع 3 اتفاقيات مع شركات صينية رائدة في مجال صناعة الطاقة المتجددة في السعودية تشمل مجالات متنوعة سواء طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية إضافة إلى مكونات مختلفة في سلسلة التصنيع.

الصندوق قال في بيان، إن الاتفاقيات تأتي في إطار عمل وزارة الطاقة على توطين مكونات الطاقة المتجددة الذي تشرف على تنفيذه.

الدكتور عمرو قطب الأكاديمي المختص في قطاع الطاقة المتجددة، يرى أن الاستفادة الحقيقية من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في السعودية تكمن في توطين صناعة سلاسل الإمداد لمشاريع الطاقة المتجددة.

أشار قطب إلى أن توطين صناعة سلاسل الإمداد لقطاع الطاقة المتجددة سيساعد السعودية على الاستغناء تدريجيا عن الوقود التقليدي لإنتاج الطاقة الكهربائية، ما يتيح أمامها فرص استغلال النفط والغاز في دعم صناعات أخرى تحقق قيمة إضافية تعزز من نمو الاقتصاد الوطني تماشيا مع رؤية 2030.

قطب أكد أن توطين التقنية في القطاع سيفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي المتطور في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى قيام صناعات أساسية وثانوية ضمن سلسلة الإمداد والخدمات.

يتفق الدكتور بندر الفيفي الأستاذ المساعد في هندسة الطاقة المتجددة في كلية عنيزة للهندسة وتقنية المعلومات مع ما ذهب إليه الدكتور قطب، بأن هذا التوجه نحو التوطين سيمكن السعودية من الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة التي تتمتع بها ويجعلها قادرة على الاعتماد بشكل كبير على هذه المصادر في إنتاج الكهرباء والطاقة.

وأكد أن توطين هذه الصناعة سيكون له تأثير مباشر في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي ويسهم في المحافظة على هذه الموارد للأجيال القادمة، فضلا عن خفض الانبعاثات الكربونية.

الدكتور الفيفي قال "يندرج توطين صناعة الطاقة المتجددة ضمن أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المحلي وتحقيق التنمية المستدامة في السعودية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية".

تهدف شركة توطين للطاقة المتجددة إلى تعزيز الشراكة بين الشركات العالمية والقطاع الخاص في السعودية بهدف تلبية الطلب المتزايد محليا ودوليا لتوليد الطاقة المتجددة وتأمين وتعزيز سلاسل الإمداد والإسهام في الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء وإزاحة الوقود السائل المستخدم في قطاع إنتاج الكهرباء وغيره من القطاعات في السعودية، في إطار جهود تحقيق مستهدفات رؤية 2030.