جيل "العصر الجليدي" في اليابان يواجه نموا بطيئا في الأجور ويفتقر إلى الترقيات

جيل "العصر الجليدي" في اليابان يواجه نموا بطيئا في الأجور ويفتقر إلى الترقيات
ينتمي نحو 20 % من سكان اليابان إلى جيل العصر الجليدي. المصدر: رويترز

تستمر معاناة "الجيل المفقود" في اليابان الذي يتألف من أشخاص في الأربعينات أو أوائل الخمسينات من العمر، لمواكبة نمو الأجور والتقدم الوظيفي، الذي يرى عادة عند الفئات العمرية الأكبر والأصغر منهم.

تخرج هذا الجيل من المدرسة الثانوية أو الكلية خلال "العصر الجليدي" للتوظيف الذي استمر من أواخر التسعينيات إلى العقد الأول من الألفية، حيث واجه كثير منهم صعوبة في العثور على عمل مستقر بعد انفجار فقاعة الاقتصاد التي تضخمت خلال الثمانينيات نتيجة ارتفاع أسعار العقارات والأسهم.

بينما بدأ مستوى الأجور الإجمالي في اليابان في الارتفاع، تظهِر البيانات أنه لا تزال هناك فروقات ملحوظة بين الفئات العمرية المختلفة، وفقا لـ"نيكاي آسيا".

ظل التضخم في البلاد أعلى من 2 % لأكثر من عامين وسط ضغوط تصاعدية على الأسعار في جميع أنحاء العالم. وفقا لمسح أجرته وزارة الصحة والعمل والرفاهية، استمر إجمالي الأرباح النقدية الشهرية، أو الأجور الاسمية، في الارتفاع على أساس سنوي منذ يناير 2022.

لكن مسحا آخر أجرته الوزارة يظهر أن متوسط ​​الأجر الشهري للموظفين بدوام كامل في العشرينات والثلاثينات من عمرهم زاد أكثر من 10 آلاف ين (65 دولارا) على مدار العقد حتى 2023، بينما شهد الموظفون في أواخر الأربعينات من العمر ارتفاعا يزيد قليلا على ألف ين، وشهد من هم في أوائل الخمسينات انخفاضا.

خلال "العصر الجليدي" للتوظيف، واجه الشباب الذين تمكنوا من العثور على وظائف بدوام كامل تحديات في تطوير مسيرتهم المهنية، ويرجع ذلك إلى أن العاملين الأكبر سنا الذين تم توظيفهم خلال الفقاعة الاقتصادية كانوا راسخين في مناصبهم، وقد أدى الاتجاه الأخير لرفع سن التقاعد إلى تفاقم الوضع.

في الواقع، على مدى العقد الماضي، انخفضت نسبة الأفراد في أوائل الخمسينات من العمر الذين يشغلون مناصب إدارية عليا بنسبة 1.7 نقطة مئوية. يتوافق هذا التغيير مع الزيادات في الحصة التي تشغلها الأجيال الأصغر والأكبر: كانت هناك زيادة بنسبة 0.9 نقطة للعاملين في أوائل الستينات و0.1 نقطة لمن هم في أوائل الثلاثينات.

كما انتهى المطاف بكثير من أفراد جيل "العصر الجليدي" بخبرة عمل محدودة، ما حد من فرصهم لتغيير وظائفهم في منتصف مسيرتهم المهنية. بالنسبة إلى العاملين الذكور في أواخر الأربعينات من العمر يبلغ معدل تغيير الوظائف 5.4 %، أقل بواقع 2.3 نقطة من نظرائهم في أواخر الثلاثينات، وفقا لمسح الوزارة حول اتجاهات التوظيف.

وفي حين إن 40 % من العاملين في العشرينات والثلاثينات من العمر يحصلون على زيادات في الأجور بعد تغيير وظائفهم، فإن هذا المعدل ينخفض ​​إلى 30 % تقريبا بالنسبة إلى أفراد جيل "العصر الجليدي".

وفي مواجهة نقص العمالة، سارعت الشركات في اليابان إلى تحسين ظروف العمل لجذب مواهب جديدة والاحتفاظ بالموظفين الحاليين. مع ذلك، يبدو أن هذا الجهد قد تجاهل كثيرا جيل "العصر الجليدي".

قال توشيهيرو ناجاهاما، كبير الاقتصاديين في معهد داي إتشي لأبحاث الحياة: "يبدو أن عديدا من أصحاب العمل مترددون في زيادة أجور موظفي العصر الجليدي بسبب افتراض أنهم أقل احتمالا لتغيير وظائفهم".

في الشركات اليابانية، لم تعد المزايا التقليدية مثل التوظيف مدى الحياة مضمونة، وبدون اكتساب المهارات اللازمة للرقمنة وغيرها من المهام المكتبية المتقدمة، فإن أفراد جيل "العصر الجليدي" يخاطرون بالوقوع في دوامة لا يحصلون فيها على زيادات في الأجور أو ترقيات.

وينتمي نحو 20 % من سكان اليابان إلى جيل "العصر الجليدي"، ما يجعل من الضروري تعزيز إنتاجيتهم لدعم الاقتصاد.

سمات

الأكثر قراءة