ملعب الملك سلمان تحفة مونديالية تقدمها السعودية لمنافسة "ماراكانا" و"أزتيكا"

ملعب الملك سلمان تحفة مونديالية تقدمها السعودية لمنافسة "ماراكانا" و"أزتيكا"
تتجاوز مساحة ملعب الملك سلمان ومرافقه الرّياضيّة 660 ألف متر مربع.

تعد الملاعب التي تحتضن المباريات الافتتاحية والنهائية لبطولات كؤوس العالم ذكرى راسخة في أذهان المشاهدين وعشاق كرة القدم، حيث تشهد حضورا جماهيريا غفيرا لمباريات ملحمية قوية دونت في تاريخ بطولات العالم لكرة القدم منذ 1930، وسيسجل ملعب الملك سلمان الدولي الحديث الرقم 24 ضمن هذه الكوكبة من الملاعب التاريخية عندما تستضيف السعودية كأس العالم 2034، ليدرج اسمه مع أشهر الملاعب في العالم وفي مقدمتها ملعبا ماراكانا البرازيلي وأزتيكا المكسيكي اللذان منحا شرف استضافة المباراة الافتتاحية لكأس العالم لمرتين.

وقد جرت أول مباراة نهائية لكأس العالم على الإطلاق في ملعب سنتيناريو، مونتيفيديو، في الأوروجواي، أمام حشد من الجماهير بلغ 68346 متفرجًا في 30 يوليو 1930، بين منتخبي الأوروغواي والأرجنتين، حيث فاز المضيفون 4-2 ورفعوا كأس العالم لأول مرة على الإطلاق، وسيحتضن الملعب مباريات كأس العالم للأوروغواي المشاركة في استضافة نهائي كأس العالم 2030.

وطبقا للمعلومات المتوافرة لـ"الاقتصادية" من الوثيقة التي أعلن عنها في المؤتمر الصحافي للإعلان عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 رسميا في الرياض، فإن ملعب الملك سلمان المقرر احتضانه مباراتي افتتاح ونهائي المونديال سيقام في شمال مدينة الرياض، على طريق الملك سلمان وبجوار حديقة الملك عبدالعزيز، ويتميز بقربه من المواقع الحيوية في المدينة مثل مطار الملك خالد، ويتصل بمحطة قطار الرياض ومحاور الطرق الرئيسة ما يُسهّل الوصول إليه من جميع أنحاء المدينة.


وقد أعلنت الهيئة الملكيّة لمدينة الرياض ووزارة الرياضة، في 28 يوليو الماضي عن التصاميم والتصورات المستقبلية لاستاد الملك سلمان ومرافقه الرياضية أحد أكبر الملاعب الرياضية عالميًا، الذي سيكون المقر الرئيس للمنتخب السعودي، وسيستضيف كُبرى الفعاليات والأنشطة الرياضية.

واعتُمِدَ تصميم ملعب الملك سلمان ومرافقه الرياضية، المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال الربع الأخيـر من 2029، حيث اُختيرَ المخطَّط العام والتَّصميم المُستوحَى من «الأرض الجبليَّة» بشكلٍ مندمج مع حديقة الملك عبدالعزيز من خلالِ ربطها بالوادي الذي يخترق الحديقة المحيطة بالاستاد والمساحات الخضراء، ويتميَّز التَّصميم المعماريّ للاستاد الرَّئيس باحتوائه على جدرانٍ وأسقفَ خضراء تتجاوز مساحتها 96,500 متر، واستُلهم تصميم الملعب من العمران المحلي ويحقق متطلبات الاستدامة البيئيّة والمباني الخضراء، مّا سيُضيف أيقونة معمارية عالميّة رياضيّة مميّزة مؤهّلة لاستضافة أهم الفعاليات الترفيهيّة المحليّة والعالميّة، ويُسهم في رفعِ مُستوَى جودة الحياة في مدينةِ الرياض، وتعزيز التَّصنيف العالميّ للمدينة لتُصبِحَ وَاحدةً من بينِ «أفضلِ المُدُنِ مُلَاءَمَةً للعيشِ في العالم».

وتتجاوز مساحة ملعب الملك سلمان ومرافقه الرّياضيّة 660 ألف متر مربع، تضمّ مجموعة من المرافق لممارسة الأنشطة الرّياضيّة المُختلفة، ويضمّ عددًا من المراكزِ التّجاريَّة والأماكن التَّرويحيَّة المُتاحة لجميعِ الفئاتِ العُمريَّة على مدارِ اليَوم.

وتبلُغُ السِّعة الجماهيريَّة للاستاد 92 ألف مقعد، كما تضمّ مقصُورَة ملكيَّة تتَّسِع لـ150 مقعدًا و120 جناح ضيافة و300 مقعد لكبارِ الشَّخصيَّات و2,200 مقعد للشَّخصيَّات المهمّة، ويتميَّز الملعب باحتوائِه على أنظمةِ تبريد مُستدامة لمَقاعد الجماهير وأرضيَّة الملعب، كما يُحيط أعلى الملعب شاشات مُمتدَّة داخليًا للجماهير، إضافة إلى توافّر حدائق داخليّة، ومسار للمشي على سطح الملعب بإطلالة مميَّزة على حديقة الملك عبدالعزيز.

ولدى الاتحاد الدولي لكرة القدم متطلبات توجيهية صارمة على الملاعب التي تستضيف مباريات كأس العالم منذ عام 2001. يجب أن تبلغ سعة الملاعب ما لا يقل عن 40 ألف متفرج، ويجب ألا يقل عدد مدرجات الملاعب التي تستضيف دور الثمانية عن 60 ألفا، ويجب أن يكون لدى الملعب الذي يستضيف حفل الافتتاح والمباراة النهائية مقاعد لا تقل عن 80 ألفا. إضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدى الملاعب أقل عدد ممكن من حوامل كاميرات التلفزيون ومناطق الوسائط، وأن تكون خالية من الإعلانات طوال كأس العالم.

وبالعودة إلى تاريخ كأس العالم والدول التي استضافتها، فقد منح الاتحاد الدولي لكرة القدم 18 دولة شرف الاستضافة، وحظيت 5 دول بشرف القيام بذلك مرتين: المكسيك والبرازيل وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.

وتم منح ملعبين فقط فرصة استضافة النهائي مرتين: استاد أزتيكا في مدينة مكسيكو واستاد ماراكانا في ريو دي جانيرو في البرازيل. وكان أعلى حضور جماهيري على الإطلاق لنهائي كأس العالم في استاد ماراكانا في 1950، عندما هزمت أوروغواي البرازيل المضيفة بحضور 173 ألف شخص، وكان أقل حضور مسجل في ملعب نهائي كأس العالم في 1934 في استاد ناسيونالي PNF في روما، حيث شهده 55 ألف شخص فقط.

 

الأكثر قراءة