تحركات البنوك المركزية لدعم الأسواق تشبه التعامل مع نوبة غضب طفل صغير

غض بنك اليابان بصره. فبعد أن تسبب رفع أسعار الفائدة المفاجئ الأسبوع الماضي في هز الأسواق العالمية، وضح أحد كبار المسؤولين في بنك اليابان الأربعاء الماضي للبنك المركزي أنه "لا داعي للقلق"، ما ساعد على استعادة الهدوء.

بغض النظر عن مدى رغبة صناع السياسات في تجاهل الصعود والهبوط في الأسواق المالية، فإنهم عندما تصبح الظروف صعبة لا يمكنهم إلا استخدام سلطاتهم لتهدئة الأمور.

في حديثه في شمال اليابان الأربعاء الماضي، قال شينيتشي أوشيدا نائب المحافظ، "أعتقد أن البنك يحتاج إلى الحفاظ على التيسير النقدي مع سعر الفائدة السياسي الحالي في الوقت الحالي"، نظرا للتطورات "المتقلبة للغاية" في الأسواق.

ما يمثل تراجعا عما أشار إليه المحافظ كازو أويدا الأسبوع الماضي أن هناك مزيدا من رفع أسعار الفائدة في الطريق.

يقول روتشير شارما، مؤلف كتاب (ما الخطأ الذي حدث مع الرأسمالية)، لـ"أكسيوس": "تبرر البنوك المركزية ردود أفعالها بالقول إن هبوط الأسواق يمكن أن يكون له تأثير سلبي في الاقتصاد، لكنها لا تفعل سوى تعزيز حلقة التغذية الراجعة بين الأسواق والاقتصاد من خلال كونها حساسة للغاية لتحركات السوق".

يشبه الخبير الاقتصادي جوستين وولفيرز تقلبات سوق الأسهم في الأيام الأخيرة بطفل صغير يصاب بنوبة غضب. كتب في صحيفة نيويورك تايمز: "المتداولون متهورون، ويطالبون بالاهتمام ويثيرون نوبات الغضب عندما لا يحصلون على ما يريدون".

المشكلة هي أن كل تحركات السوق ليست متساوية. كما رأينا بوضوح في 2008، عندما تؤدي انحدارات السوق إلى انكماش الائتمان، فقد يتسبب ذلك في ركود واسع النطاق ومؤلم، ومن واجب البنوك المركزية منعه.

الخلاصة، باستخدام استعارة وولفيرز بطريقة أخرى، فهناك أوقات يتعين فيها على الوالد أن يقف ثابتا، ويسمح لطفله الصغير بالصراخ والبكاء حتى لا يتعلم أنه يمكنه الحصول على ما يريد إذا اشتكى بصوت عالٍ بما فيه الكفاية. وفي أوقات أخرى، قد يكون التصرف الحكيم هو الاستسلام وإعطاؤهم أي ما يطلبونه حتى تتمكن من مواصلة يومك.

مع البنوك المركزية، كما هي الحال في تربية الأبناء، فإن الجزء الصعب هو تحديد أي لحظة هي المناسبة - مع العلم أنك لا يمكنك أبدا التأكد 100% من أنك اتخذت القرار الصحيح.