"ويلز فارجو": ثورة هادئة تغير مسار استثمار الشركات الأمريكية .. توجه للملكية الفكرية

"ويلز فارجو": ثورة هادئة تغير مسار استثمار الشركات الأمريكية .. توجه للملكية الفكرية
"منتجات الملكية الفكرية" تشمل البرمجيات والبحث والتطوير.

كان إنفاق الشركات كنسبة من الاقتصاد الأمريكي ثابتا نسبيا منذ أربعينيات القرن الـ20، لكنه خضع لتحول كامل في السنوات الأخيرة، وفقا لبنك ويلز فارجو.

قال الخبيران الاقتصاديان، شانون سيري جرين وتيم كوينلان، في مذكرة يوم الأربعاء "إن الاستثمار ظل يراوح منذ 8 عقود بين 10% و15% من الناتج المحلي الإجمالي، ونما بمعدل سنوي متوسط ​​​​5% في السنوات الأخيرة"، ووصفا تلك الأرقام الإجمالية بالاعتدال، لكن للقصة بقية.

بنك ويلز فارجو، قال "باختصار، خضع تكوين إنفاق الشركات لثورة هادئة". وأضاف أن "المعدات شكلت أكثر من نصف النفقات الرأسمالية في التسعينيات". لكن في الـ20 عاما التالية، انخفضت حصة المعدات من الإنفاق، بينما ارتفعت الحصة الموجهة نحو الملكية الفكرية.

الاستثمار في "منتجات الملكية الفكرية" - التي تشمل البرمجيات والبحث والتطوير، إضافة إلى الترفيه والمحتوى الأدبي والفني - يشكل الآن أكبر شريحة ويمثل كل النمو تقريبا في الدورة الحالية، بحسب "فورتشن".

وفقا لويلز فارجو "أثرت هذه الأولويات المتغيرة في مشتريات المعدات وألحقت ضررا بالنشاط التصنيعي الإجمالي في السنوات الأخيرة".

في الواقع، كان مؤشر التصنيع لمعهد إدارة التوريد ضعيفا لعدة أشهر، وأثارت قراءة ضعيفة بشكل مفاجئ في وقت سابق من هذا الشهر مخاوف من أن الاقتصاد قد يتجه نحو الركود.

لكن النظر إلى جانب التصنيع فقط يغفل عن القوة في جوانب أخرى. في السنوات الـ5 الماضية قفز إنفاق منتجات الملكية الفكرية أكثر من 30%، في حين كان إنفاق المعدات ثابتا بشكل أساسي.

يسبق هذا الاتجاه جنون الذكاء الاصطناعي الذي أشعلته شات جي بي تي في 2022. لكن موجة الإنفاق الحالية هي الأسرع منذ الطفرة التي غذتها التكنولوجيا في منتصف التسعينيات، كما قال خبراء الاقتصاد.

وفي إطار منتجات الملكية الفكرية، يبرز الإنفاق على البرمجيات على وجه الخصوص. في الربع الماضي، كان أعلى نحو 60% من مستويات ما قبل الجائحة، والآن أسرع ثلاثة أضعاف من البحث والتطوير.

في الواقع، أشارت شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي مثل "مايكروسوفت" و"ألفابيت" و"ميتا" إلى أنها ستستمر في ضخ مليارات في هذا المجال. أنفق الثلاثي ما مجموعه 40.5 مليار دولار على البنية التحتية والأراضي والرقائق التي تعمل على تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي خلال الربع الثاني. وأشارت كل شركة إلى أن هذه الأرقام ستزداد في العام المقبل.

الاستثمار الجريء في البرامج يعد علامة مبكرة على تبني الذكاء الاصطناعي ويمكن أن يؤدي إلى تحسينات في الإنتاجية، حسبما قال ويلز فارجو.

قال خبراء الاقتصاد: "لا يوجد ما يضمن أن هذا الإنفاق الذي يركز على التكنولوجيا من شأنه أن يؤدي إلى ازدهار الإنتاجية، لكن إلى الحد الذي يحدث فيه ذلك، فإنه سيكون مفيدا للنمو. ويمكن للإنتاجية أن تعزز مستويات المعيشة والدخل الحقيقي، وهذا من شأنه أن يغذي الاستهلاك ويرفع الأرباح".

الأكثر قراءة